ميرفي لـ"العين": الحرب الباردة بين أمريكا وروسيا أوهام
المساعد الأسبق لوزير الخارجية الأمريكي،قال في حوار خاص مع "العين"،إن بلاده تستبعد الخيار العسكري بسوريا، نافيًا وجود حرب باردة مع موسكو
قال ريتشارد ميرفي المساعد الأسبق لوزير الخارجية الأمريكي، في حوار خاص مع بوابة "العين" الإخبارية، إن بلاده تستبعد الخيار العسكري في سوريا، معتبرًا أن الحديث عن حرب باردة بين موسكو وواشنطن في الشرق الأوسط "مجرد أوهام".
واستبعد ميرفي أن يقوم القاطن الجديد للبيت الأبيض بتغيير السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، التي اعتبرها ليست "عاجزة" بقدر ما هي تبحث عن حلول لا تؤثر على مصالحها.
وأقر الدبلوماسي الأمريكي المخضرم الذي شغل سفير لبلاده في عدة دول عربية، أن ظهور داعش أثر على السياسة الأمريكية، معتبرًا أن فترة أوباما فشلت في معالجة 3 ملفات مهمة، أبرزها هذا التنظيم المتطرف والقضية الفلسطينية.
ورسم ميرفي في حواره صورة كاملة عن انتخابات الرئاسة الأمريكية، ومآلات نتائجها على سياسات البيت الأبيض حيال الشرق الأوسط، والتحديات الكبرى أمام الإدارة الأمريكية الجديدة .
وميرفي أحد أهم قيادات الخارجية الأمريكية السابقين، تولى منصب مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط عام ١٩٨٣ في فترة حاسمة من تاريخ المنطقة العربية بجانب عمله السابق كسفير لأمريكا في السعودية ولبنان وسوريا.
وفيما يلي نص حوار ميرفي مع "العين":
إلى أيِّ مدى يلعب المال دورًا مهمًّا في تحديد الرئيس الأمريكي القادم؟
المسألة المؤكدة أن أموالًا كثيرة سيتم دفعها خلال الحملات الانتخابية للمرشحين المتنافسين على منصب الرئيس، خصوصًا الجزء المُخصص للإنفاق على إعلانات الراديو والتلفزيون، هذا يظهر في تحذير الجمهوريين والديموقراطيين على حد سواء أعضاءهم من خطورة أن يتفوق المنافس عليهم في الإنفاق، لكن هذه الانتخابات لن تكون انعكاسًا لقاعدة من يدفع أموالًا أكثر، لكن سيعتمد الفائز بشكل أساسي على مدى القبول الشعبي للمرشح، والتصور العام لسجل الحزب المنتمي له، والقبول الشعبي لأداء الحزب الذى ينتمي إليه المرشح منذ آخر انتخابات .
من الأوفر حظًّا في هذه الانتخابات الأمريكية؟
لم يتضح بعد من سيكون الأوفر حظًّا في هذه الانتخابات، ربما ستكون الصورة أكثر وضوحًا خلال شهرين من الآن.
هل سيرتبط وجود رئيس جديد للولايات المتحدة بتغيير في سياستها حيال الشرق الأوسط؟
الرئيس الجديد للولايات المُتحدة الأمريكية سيكون لديه فرصة لبدء تطبيق سياسات جديدة في منطقة الشرق الأوسط، لكني لا أتوقع تغييرًا كبيرًا في سياسات الشرق الأوسط خلال ولاية الرئيس الجديد، السياسة الخارجية لم تعد مهمة بالنسبة لجمهور الناخبين الأمريكيين إذا ما قورنت بالسياسات الاقتصادية للناخبين التي تؤثر على الاقتصاد المحلي مثل التوظيف، وتطوير البنية التحتية والضرائب، لذلك فالبيت الأبيض عادة ما يعطي السياسة الخارجية اهتمامًا أقل تبعًا لهذه الرؤية طالما أن ذلك لا يحمل تهديدًا واضحًا للأمن القومي، وتجاوزت استراتيجية البيت الأبيض مسألة السيطرة والهيمنة على الشرق الأوسط.
لماذا تبدو أمريكا عاجزة عن إيجاد حلول فاعلة للأزمات المتوالية بالشرق الأوسط؟
لا نستطيع أن نقول إنها عاجزة، بقدر ما هي محاولة من واشنطن لإجادة مهاراتها الدبلوماسية جنبًا إلى جنب مع مواردها الاقتصادية والعسكرية لحشد الدعم لهذه القضايا من قوى أخرى لتحسين الوضع لهذه الأزمات عن طريق هذا الوسيط دون تدخل مباشر من أمريكا، وبطريقة مفيدة للمصالح القومية للولايات المُتحدة والبلدان الأخرى المعنية بهذه القضايا، خصوصًا أن هذه المشاكل لا توجد لها حلول مرضية تمامًا.
كيف تقييم سياسات أوباما حيال الشرق الأوسط خلال فترة رئاسته؟
أعتقد أن التقييم متباين بين النجاح في بعض الملفات كالوصول لاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، والفشل في 3 ملفات رئيسية تتمثل في الوصول لحل للقضية الفلسطينية، وتسوية هذا النزاع التاريخي بجانب فشله كذلك في القضاء على تهديدات حركة داعش، وكذلك الوصول لتسوية للحرب الدائرة على الأراضي السورية، وعمومًا منتقدو أوباما يعتقدون أنه تراجع الحل العسكري لدى أمريكا في تسوية الصراعات الإقليمية عن رؤساء أمريكا السابقين.
هل هذا الأمر يعني أن الاستنتاجات الدائرة عن صراع بين روسيا وأمريكا يتجدد على الشرق الأوسط افتراض غير حقيقي؟
جميع الاستنتاجات عن حرب باردة بين موسكو وواشنطن في الشرق الأوسط مجرد "أوهام"، هناك واقع جديد يحتم عليهم التعاون في العديد من الملفات الحاسمة للأمن القومي للبلدين .
لكن هل شكَّل الموقف الروسي في الأزمة السورية صعوبة وتحديًا أكبر للدور الأمريكي في الوصول لتسوية لهذا النزاع؟
أمريكا تدرك جيدًا أن لروسيا نفوذًا ومصالح في سوريا، ولها دور في رسم الحاضر ومستقبلها، لكن كذلك الأمر للأمريكيين الذي لهم دورًا في الأزمة والمساعي الأولى في توحيد جبهة المعارضة بجناحيها المدني والعسكري، وتوحيد الجميع على طاولة المُباحثات لإنهاء هذا النزاع المريع، لكن هي تعتقد أيضًا أن من له الحق الأول في تحديد مصير هذه القضية هو الشعب السوري، المتضرر الأول من هذا الواقع المؤلم.
هل شكَّل صعود داعش وتنامي نفوذها في سوريا تعقيدًا للأزمة وتغييرًا لأولويات أمريكا في النزاع السوري؟
أعتقد أن صعود داعش وبدون شك غيَّر الألويات لواشنطن في آليات التعامل مع قضايا الشرق الأوسط، لكننا نُحمِّل الرئيس الأسد مسؤولية صعود داعش؛ لأن استمرار الحرب الأهلية كان يتحتم إنهاؤها قبل أن يكون هناك انتشار لداعش وما تتبعه استدامة عمر التنظيم، وهو ما أدى بالتبعية إلى تحفيز الأمور للوصول إلى هذا الوضع المُعَقَّد .
هل تعتقد أن الرئيس السوري بشار الأسد سيستمر في منصبه الرئاسي على المدى البعيد في ضوء الصراع الحالي؟
لن يكون واقعيًا أن يرحل بشار الأسد في اليوم الأول من المرحلة الانتقالية المُقررة لتسوية النزاع حال الاتفاق عليها، فهذا لن يكون واقعيًّا، لكن الأمريكيين يدركون أن بشار الأسد لن يكون قادرًا على الحكم على المدى البعيد، كما يحاول أن يرسم الصورة .
هل الخيار العسكري أحد خيارات الإدارة الأمريكية لتسوية الأزمة السورية؟
الخيار العسكري في سوريا "مستبعد" من جانب الولايات المتحدة، فالإدارة الأمريكية تُدرك أنه إذا تحولت سوريا بسبب الأزمة الحالية إلى أرض خصبة للفتن والأعمال الإرهابية؛ ستكون نتائج ذلك على المنطقة بأسرها بما يتضمن ذلك أمن إسرائيل.
عملت سفيرًا بالرياض لسنوات، فكيف تُقيم آفاق العلاقة الدبلوماسية السعودية الأمريكية؟
العلاقة بين المملكة العربية السعودية والولايات المُتحدة الأمريكية قديمة، وصلبة بما فيها الكفاية، فالمملكة للولايات المُتحدة حليف استراتيجي في منطقة الشرق الأوسط وليس مجرد صديق تربطهما علاقات دبلوماسية، وهو ما يجعلني أؤكد أن هناك اتفاقًا بين الجانبين حول مُعالجة الأزمات وطمأنة الجانب السعودي من بعض الشكوك تجاه عدد من القضايا الإقليمية في المنطقة، والتأكيد على أن الولايات المُتحدة لن تمضي قُدُمًا في مسار يعبث بأمنها وأمن الخليج، أو مغاير لمصلحة الأمن القومي السعودي.
aXA6IDMuMTM4LjEzNC4yMjEg جزيرة ام اند امز