دعوة السيسي للأولتراس تُفجر جدلًا قانونيًّا وسياسيًّا

دعوة السيسي للحوار مع الأولتراس فجَّرت الكثير من الجدل السياسي والقانوني حول إمكانية فتح التحقيق مرة أخرى بمشاركة الأولتراس.

حملت دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للحوار مع الأولتراس (روابط أندية كرة القدم) الكثير من الجدل السياسي والقانوني حول إمكانية فتح التحقيق في أبشع كارثة كروية بمصر مرة أخرى بمشاركة الأولتراس.

كان الرئيس قد وجَّه مؤخرًا مبادرة للحوار مع أولتراس أهلاوي وطالبهم بالمشاركة في التحقيق لكشف ملابسات "مذبحة بورسعيد" الشهيرة التي وقعت في  فبراير/شباط 2012 والتي راح ضحيتها 74 من مشجعي النادي الأهلي، حيث فجَّرت تلك الدعوة جدلًا قانونيًّا وسياسيًّا.

فقد اعتبر البرلماني السابق المحلل السياسي أمين إسكندر، في تصريح لـ"العين"، أن دعوة الرئيس "مخالفة للقانون وتعدٍّ واضح من السلطة التنفيذية على السلطة القضائية، وأنها جاءت متأخرة وفات أوانها".

في المقابل، أشاد أحمد مهران مدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، بدعوة الرئيس للحوار مع الأولتراس واعتبر أنها "ليست مخالفة للقانون".

وأضاف مهران في حديثه لـ"العين"، أن "الدعوة متفقة مع أحكام قانون الإجراءات الجنائية من جهة ومع مبدأ حرية تداول المعلومات كأحد المبادئ الدستورية، كما أن أولتراس أهلاوي صاحب صفة ومصلحة في أن يطمئن على تطبيق العدالة والقصاص لشهداء الأولتراس من القتلة".

ووصف هذه الخطوة بأنها "إضافة جديدة إلى سجل السيسي في محاولاته احتواء الشباب، وأن الرئيس بذلك يؤكد أن مصر مستمرة في مطالب الثورة، وأن الدولة تهدف إلى تحقيق العدالة وكشف الحقائق أمام الجماهير، وأنها على تواصل دائم مع كل الكيانات بالمجتمع لتحقيق العدالة".

من جهته، اتخذ البدري فرغلي البرلماني السابق ورئيس اتحاد المعاشات منحى مختلفًا، حيث اعتبر دعوة السيسي لـلأولتراس "خطأ؛ لأن هناك حكمًا من المحكم  الإدارية يعتبر مجموعات الأولتراس منظمات إرهابية، وبالتالي لا يجوز التعامل مع منظمة تم وصفها بأنها إرهابية".

وقال فرغلي: "هناك فارق بين شباب الأهلي وشباب الأولتراس" حيث يرفض الحوار مع المجموعة الأخيرة معتبرًا أنه بهذه الدعوة (دعوة الرئيس السيسي) "سيزدادون في أعمالهم ضد الدولة وسيستغلون دعوة الرئيس الوطنية في أعمال غير وطنية كما قاموا بسب القوات المسلحة والشرطة، وهم بذلك يسلكون نفس طريق جماعة الإخوان في تشويه المؤسسات والدولة".

وليد صلاح نجم الأهلي السابق اعتبر دعوة الرئيس للحوار "مهمة ورسالة قوية بأن يجب علينا احتواء هؤلاء الشباب والتحاور معهم؛ ففي النهاية هم شباب مصر".

ورأى صلاح في حديثه لـ"العين" أن السيسي لم يخص بدعوته أعضاء الأولتراس فقط؛ "بل قصد شباب مصر جميعًا، لذا يجب على شباب بورسعيد أن يتفهموا ذلك؛ فالرئيس خص الجميع".

واعتبر صلاح أن "أولتراس أهلاوي مثلهم مثل أي قطاع بالمجتمع منهم الجيد ومنهم السيئ، وليسوا جميعهم إرهابيين"، مشددًا على ضرورة أن يتقبل الأولتراس الآخر وعدم الحديث بأسلوب التخوين لغيرهم، ومحاولة تنظيم الرابطة واختيار متحدث رسمى باسمها للتنسيق معه من الجهات الإعلامية أو الرسمية".

ووجَّه صلاح رسالة لشباب الأولتراس حثَّهم على تغيير العادات السيئة لديهم وأنهم لابد من خضوعهم للقوانين كالتفتيش أثناء المباريات أو خارجها أو غير ذلك من الإجراءات الأمنية داخل الدولة، وأن عليهم تقبل الحوار والجلوس على مائدة الرئيس وعرض مطالبهم.