الحوثيون يداهمون المساجد في صنعاء ويفرضون خطباء بالقوة
سياسي يمني: مداهمة المساجد مواصَلة للمشروع الانقلابي للحوثيين
ميليشيات الحوثي تحاول السيطرة على المساجد المناوئة لها في صنعاء.
لجأت جماعة الحوثي مؤخرا إلى استهداف خطباء المساجد في العاصمة صنعاء، في محاولة منها للسيطرة على ما تبقى من منابر دينية محسوبة على مناوئين للجماعة.
وداهمت ميليشيات الحوثي، أمس (الجمعة)، عددًا من مساجد أمانة العاصمة صنعاء، حيث اعتدت على المصلّين واختطفت بعضهم، وفرضت عدة خطباء حوثيين بالقوة.
واعتبر المحلل السياسي اليمني نبيل البكيري في تصريح لـ"بوابة العين"، ما تقوم به جماعة الحوثي في المساجد، يأتي في سياق مواصلة مشروعها الانقلابي.
وقال البكيري، وهو رئيس المنتدى العربي للدراسات والتنمية، إن العملية تكشف عن عدم وجود نيات للحوثيين بالتسليم للمفاوضات مع الحكومة اليمنية.
وذكر البكيري أن ما تقوم به هذه الجماعة تجاه المساجد هو شيء طبيعي، يتسق مع طبيعتها التكفيرية لخصومها، وإقصائهم ومحاولة السيطرة على عقائد الناس وتغييرها بما يتناسب مع عنصريتها الطائفية.
وأوضح أن الحوار في عُرف وتكوين هذه الجماعة ليس سوى أداة من أدوات الحرب، وهو ما يطلق عليها في عقائدها بـ"التقية". وتابع: "هذه جماعة لا تؤمن إلا بنفسها وحقها الإلهي -كما تدّعى- في حكم الناس واستعبادهم، وبالتالي فأي حوار معها ليس سوى مضيعة للوقت".
ومنذ اجتياح الحوثيين للعاصمة اليمنية في 21 سبتمبر من العام المنصرم، اضطر عشرات الخطباء إلى النزوح إلى محافظات أخرى أو بلدان عربية، هربًا من الخطف والتعذيب من قبل الجماعة التي تصنّفهم كمنتمين لنظام "داعش".
واضطر عشرات المصلين إلى مغادرة جامع "المهاجرين" شمال شرقي العاصمة اليمنية صنعاء، بعد اقتحام مسلح حوثي الجامع قبيل صلاة الجمعة، وصعوده إلى المنبر لأداء خطبتي الجمعة بدلًا من خطيب الجامع.
كما أكد شهود عيان في حي السنينة غرب العاصمة قيام مجاميع من مسلحي الحوثي بمداهمة عدة مساجد في الحي، واستبدال آخرين حوثيين بخطبائها. وأكد سكان في حي النهضة شمال صنعاء أن ميليشيات الحوثي داهمت جامع "أبو بكر"، وفرضت خطيبًا حوثيًّا بالقوة.
وفي وادي الأعناب بالستين الشمالي، قامت ميليشيات الحوثي بمداهمة مسجد "طيبة"، وخطفت عددًا من المصلين بذريعة أنهم قاموا بمسح شعارات الحوثي من داخل المسجد. وأكدت المصادر أن الميليشيات قامت بطرد بقية المصلين من داخل المسجد، وأغلقته ومنعت الصلاة فيه.
وفي حي خولان جنوب شرقي العاصمة، قام مسلحو ميليشيات الحوثي بمداهمة جامع "الهدى"، وفرضوا خطيبًا حوثيًّا بالقوة.
وكانت ميليشيات الحوثي قد داهمت الأسبوع الماضي جامع "عمر بن عبد العزيز" في حي دارس شمال صنعاء، واختطفت إمامه الجامع، كما طردت عائلته من السكن التابع للجامع، وتمركزت داخله وفرضت حراسة على أبوابه.
وحسب مصادر مطلعة، فإن خطباء المساجد الذين أفلتوا من تنكيل الحوثيين، لم تسلم عائلاتهم وأقاربهم من المصير ذاته، حيث جرى اعتقال وتعذيب المئات من أهاليهم.
aXA6IDE4LjIxNy4xMC4yMDAg جزيرة ام اند امز