الاختبارات أظهرت أن المعادن تتلف الحمض النووي في الأوعية الدموية، في حين أثبتت التجارب أن مستويات الحديد بالمكملات الغذائية مرتفعة
حذرت دراسة جديدة من تداعيات تناول أقراص الحديد، حيث اتضح أنها يمكن أن تضر الجسم خلال 10 دقائق من تناولها.
وأظهرت الاختبارات أن المعادن تتلف الحمض النووي في الأوعية الدموية، في حين أثبت التجارب المخبرية أن مستويات الحديد التي تحتويها المكملات الغذائية (الأقراص)، قد تكون مرتفعة للغاية وضارة.
وقال الباحثون إن مكملات الحديد قد تحتوي على 10 مرات أكثر مما هو ضروري للصحة وفي المستقبل، قد يضطر الأطباء إلى التفكير مليًّا في وصف الجرعة اللازمة من الحديد للمرضى الذين يحتاجون إليها.
وعنصر الحديد أساسي للحياة، ويدخل ضمن وصفات المكملات الغذائية الضرورية للنساء لما بعد الحمل، كما يستخدم كعلاج لفقر الدم، وهي حالة تسببها مستويات منخفضة من المعادن.
وأوضحت الدكتورة كلير شولفين، رئيسة فريق الباحثين بالدراسة، التي أجراها المعهد القومي للقلب والرئة في إمبريال كوليدج في لندن، أن الرجال بحاجة في المتوسط إلى 8.7 ملغ من الحديد يوميا، والمرأة الحائض تحتاج كمية بمقدار 14.8 ملغ.
وتحتوي شريحة اللحم بوزن (100غ) على 3 ملغ من الحديد، في حين أن نفس الوزن من السبانخ يحتوي على 2.7 ملغ.
وقالت الدكتورة شولفين، سيكون من الصعب للغاية أن يستهلك الإنسان أكثر من 20 ملغ من الحديد من نظامهم الغذائي.
المكملات الغذائية تلك هي عبارة عن جرعة منخفضة من المعادن والفيتامينات يمكن شراؤها دون وصفة طبية من الصيدليات ومحلات السوبر ماركت وتحتوي عادة حوالي 14 ملغ، وهو ما يعادل تناولا ليوم واحد.
لكن بعض الحالات تتطلب وصفة تحتوي على جرعة أكبر من أقراص المعادن من قبل الطبيب خاصة عند الإصابة بفقر الدم(Anemia) والتي قد تحتوي على 65 ملغ.
وطبقت الدكتورة شليفن وفريقها اختبار تأثير مثل هذه الجرعات العالية من المعادن في الخلايا البطانية من جسم الإنسان، التي تبطن الشرايين والأوردة.
وأضافت محلول الحديد لتلك الخلايا المماثلة لتلك التي شوهدت في الدم بعد تناول وصفة طبية قرصا واحدا من الحديد، وفي غضون عشر دقائق، بدأت علامات التلف تظهر على الخلايا ومن ثم تفعيل نظام إصلاح الحمض النووي التابع لتلك الخلايا، واستمرت العملية ست ساعات.
وأوضحت الطبيبة أن جميع خلايا الجسم لديها أنظمة إصلاح الحمض النووي التي يمكن إصلاح كل أنواع الضرر التي تصيب الخلايا، ولكن عندما أضفنا الحديد، رأينا أن هذه الأنظمة عملت بجدية أكبر من المعتاد.
وأضافت "لم يتضح بعد بعد ما إذا كان الضرر على الأوعية الدموية في إعداد مختبر سوف يترجم إلى ضرر لنظام الدورة الدموية عند الإنسان".
وشددت على أن مكملات الحديد المقررة ضرورية للكثير من المرضى، وحثت الناس على عدم التوقف عن تناول أقراص الخاصة بهم، ولكن نصحت بتغير نهج وصفة الحديد.
هذه الدراسة تهدف لإعادة فتح الحوار حول كيفية تناول الناس لجرعات الحديد، ومحاولة تكييف الجرعة مع المريض.
من جهة أخرى، أشار بعض العلماء الذين لم يكن لهم دور في تلك الدراسة أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كان عنصر الحديد مدمرا للخلايا.