بالفيديو: ليستر يدفع ثمن سوء تقدير مدربه بالخسارة من أرسنال
رانييري أخطأ برهانه على قدرة دفاعه على الصمود أمام هجوم أرسنال طوال أكثر من 35 دقيقة منذ طرد المدافع الأيمن سيمبسون ودفع فريقه الثمن
الفوز الصعب الذي حققه اليوم فريق أرسنال على ضيفه ليستر سيتي متصدر جدول ترتيب الدوري الإنجليزي يبدو مثيرا للجدل أكثر من كونه مستحقا أم غير مستحق.
النقطة التي يجب أن يتوقف عندها المحللون ليس خطأ حكم المباراة مارك اتكينسون باحتساب ركلة جزاء مشكوك فيها لصالح ليستر وحرمان أرسنال من أخرى صحيحة في الشوط الأول، ثم سعيه للتكفير عن خطئه في الشوط الثاني بتعويض الفريق المضيف من خلال طرد متسرع لمدافع ليستر سيمبسون.
المسألة الأهم من وجهة نظر فنية تتمثل في الخطأ الفادح الذي وقع فيه الإيطالي رانييري مدرب ليستر وبدا من خلاله أنه يحن لأيام "نحسه" حينما حرم الفرق الكبيرة التي قادها من قبل من نيل أي لقب كبير سواء محلي أو قاري.
خطأ رانييري هو رهانه غير الموفق وغير المنطقي على قدرة دفاعه على الصمود أمام هجوم أرسنال الشرس طوال أكثر من 35 دقيقة منذ طرد المدافع الأيمن سيمبسون وحتى نهاية المباراة، وهو رهان أو سوء تقدير دفع فريقه المكافح ثمنه بضياع نقاط المباراة كاملة.
رانييري بالغ في الخطأ بسحب رياض محرز وهو اللاعب الوحيد في فريقه الذي كان يستطيع الاحتفاظ بالكرة في نصف الملعب، ثم سحب كاوازاكي صاحب الأدوار الهجومية، ليعلن بوضوح أنه لا يريد شيئا من المباراة سوى "الستر" والخروج بما تيسر من النقاط سواء كانت ثلاثة أو نقطة وحيدة حسب قدرة دفاعه وحارسه على الصمود.
لذلك لم يكن مستغربا انهيار مدافعي ليستر في الدقائق الأخيرة واستقبال هدفين لا يمكن أن يستقبلا مثلهما في الأحوال العادية، لأن القاعدة الكروية البسيطة تقول إنه لا يمكن لمدافعي أي فريق مهما بلغت مهاراتهم أو قوتهم البدنية مثل لاعبي ليستر الذين يملكون أجساد لاعبي رجبي وليس كرة قدم، أن يتحملوا الضغط الهجومي المكثف داخل منطقة مرماهم دون ارتكاب أخطاء، وهي قاعدة شهيرة وقديمة من الغريب أن رانييري لم يسمعها بعد.
عموما اعتمد ليستر سيتي على توليفته التكتيكية المعتادة بالضغط على الخصم بطول الملعب، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة، ونجح خلال الشوط الأول في تحقيق هدفه بالحفاظ على نظافة شباكه رغم الضغط الهجومي الكبير من أرسنال، ثم في تسجيل هدف من ركلة جزاء حصل عليها في واحدة من الهجمات النادرة "العشوائية" التي استغل فيها جيمي فاردي مهاراته الاستثنائية.
في المقابل كاد أرسنال ومدربه الفرنسي أرسين فينجر أن يواصلا تخييب آمال جماهير المدفعجية بإضاعة عشرات الفرص المحققة للتسجيل وخسارة المباراة، لولا أن القدر كان رحيما بهم في تسجيل هدف في اللحظة الأخيرة من اللقاء، عبر داني ويلبيك الذي شارك لأول مرة منذ 10 شهور وسجل لأول مرة أيضا منذ 14 شهرا.
النجوم الذين يعوّل عليهم فينجر بالفطرة مثل مسعود أوزيل وسانشيز وجيرو، كانوا بعيدين عن مستواهم خاصة أوزيل وسانشيز اللذين يعانيان فيما يبدو من "رهاب المباريات الحاسمة" لأنهما يقدمان أسوأ ما عندهما في تلك المباريات.