ثورة وطنية في سوق السيارات الفرنسي.. 7 سيارات كهربائية تقصي تسلا

يشهد سوق السيارات في فرنسا منذ مطلع عام 2025 الجاري تحولاً جذرياً يعكس توجّهاً وطنياً واضحاً في اختيارات المستهلكين.
في الوقت الذي سجلت فيه مبيعات السيارات الكهربائية ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 2.78% خلال شهر أبريل/نيسان، أظهرت بيانات تسجيل السيارات مفاجأة مدوية تمثلت في هيمنة العلامات الفرنسية على المراكز الأولى، بينما تراجعت عملاق السوق السابقة تسلا خارج قائمة العشر الأوائل.
هيمنة فرنسية على سوق السيارات الكهربائية
للمرة الأولى منذ انطلاقة السيارات الكهربائية، احتلت الطرازات الفرنسية بالكامل المراتب الثلاث الأولى في مبيعات شهر أبريل/نيسان 2025. وتصدرت رينو 5 الكهربائية الجديدة المشهد بواقع 2267 سيارة مسجلة في شهر واحد، متفوقة على منافسيها المحليين رينو سينيك وسيتروين C3، بحسب موقع "رولير إلكتريك" الفرنسي المتخصص في السيارات.
الأكثر إثارة هو وجود سبعة طرازات فرنسية ضمن قائمة العشرة الأوائل، وهو ما يعكس نجاح استراتيجية صناعة السيارات الفرنسية القائمة على؛ تقديم أسعار تنافسية مقارنة بالعلامات الفاخرة، وتوفير مدى قيادة يتلاءم مع احتياجات الاستخدام اليومي، ووجود شبكة توزيع وخدمات ما بعد البيع قوية وراسخة، والاعتماد على تصاميم مميزة تجمع بين الحداثة والهوية الكلاسيكية.
ويبرز هذا النجاح بشكل خاص مع رينو 5 التي استطاعت عبر تصميمها الـ"نيو-ريترو" المستوحى من طراز السبعينيات والثمانينيات، أن تجمع بين الحنين إلى الماضي والتكنولوجيا الحديثة في آنٍ واحد.
شهدت مبيعات السيارات في فرنسا خلال شهر أبريل/نيسان 2025 تصدر الطراز الفرنسي "رينو 5" قائمة السيارات الأكثر مبيعًا، حيث تم تسجيل 2267 وحدة، متقدمة بفارق ملحوظ عن "رينو سينيك" التي جاءت في المرتبة الثانية بـ1463 سيارة.
وواصلت العلامات الفرنسية هيمنتها على السوق مع احتلال "سيتروين C3" المركز الثالث (1056 سيارة)، تليها "بيجو 208" (938 سيارة). أما "فولكسفاغن ID.3"، فكانت أولى السيارات غير الفرنسية في الترتيب باحتلالها المرتبة الخامسة بـ899 وحدة.
وشهدت القائمة أيضًا حضورًا لافتًا لطرازي "بيجو 2008" و"3008" بتسجيل متساوٍ (670 سيارة لكل منهما)، إلى جانب "رينو ميغان"، و"بي إم دبليو iX1"، و"كيا EV3" التي أكملت المراتب العشر الأولى، مما يعكس استمرار هيمنة الصناعة الفرنسية على سوق السيارات الكهربائية والمتوسطة، مع منافسة محدودة من بعض العلامات الألمانية والكورية الجنوبية.
تراجع تاريخي لتسلا من المشهد الفرنسي
الغائب الأكبر عن قائمة أبريل/نيسان كان تسلا. فقد خرج طراز Model Y من قائمة العشرة الأوائل للمرة الأولى، متراجعًا من المركز الثاني في مارس/آذار إلى المركز الحادي عشر في أبريل/نيسان. هذا التراجع يعكس تحولًا في توقعات المستهلك الفرنسي، ويتأثر بعدة عوامل:
ووفقاً للموقع الفرنسي، فإن أسباب تراجع تسلا، التأثير على المبيعات، وتصاعد المنافسة من الشركات الفرنسية بشكل كبير، كذلك أسعار أقل تنافسية، فضلاً عن ضعف شبكة خدمات ما بعد البيع وترقب نسخ جديدة أكثر جاذبية.
ورغم هذا التراجع، لا تزال تسلا في المركز الرابع من حيث إجمالي المبيعات خلال الأشهر الأربعة الأولى من 2025 بـ5237 سيارة، إلا أن اتجاهات السوق تضع مستقبلها موضع تساؤل.
- صدمة تسلا في الربع الأول من 2025.. تراجع المبيعات بنسبة 13%
- تخريب وكراهية وإرهاب.. هل أصبحت «تسلا» هدفاً سياسياً؟
السيارات الهجينة.. الرابح الأكبر في التحول في الطاقة
رغم النمو البطيء للسيارات الكهربائية، شهدت السيارات الهجينة البسيطة (غير القابلة للشحن) قفزة كبيرة بلغت 47.42% في أبريل/نيسان، و54.52% منذ بداية السنة. وأصبحت هذه الفئة تمثل تقريبًا ضعف مبيعات سيارات البنزين، مما يعكس تبني الفرنسيين لحلول وسطية واقعية في مسار التحول إلى السيارات النظيفة.
أما الهجين القابل للشحن، فشهد تراجعًا حادًا بنسبة 7.52% في أبريل/نيسان، وانهيارًا بنحو 40% منذ بداية العام، نتيجة لتكاليفه العالية وتعقيده مقارنة بالهجين البسيط، مع عدم تمتعه بالمزايا الضريبية التي تحظى بها السيارات الكهربائية بالكامل.
قادمون جدد يغيرون قواعد اللعبة
دخلت السيارة الكورية الجديدة كيا EV3 السوق الفرنسي بقوة، مسجلة 551 وحدة في أبريل/نيسان وواصلة بذلك إلى المركز العاشر مباشرة. هذا الأداء اللافت يعكس تناسب هذا الطراز مع متطلبات السوق من حيث السعر والأداء.
في الجهة الأخرى، بدأت العلامات الألمانية استعادة مواقعها؛ حيث احتلت فولكسفاغن ID.3 المرتبة الخامسة، بينما جاءت بي إم دبليو iX1 في المركز التاسع، ما يدل على تحسن تدريجي في تقبّل السوق الفرنسي للمنتجات الألمانية الكهربائية.
نظرة مستقبلية لما تبقى من عام 2025
ترسم الأشهر الأولى من عام 2025 ملامح انتعاش وطني في سوق السيارات. فمن المتوقع أن تستمر رينو 5 في صدارتها، بعد أن باعت بالفعل 11,454 وحدة منذ يناير/كانون الثاني الماضي. وفي المقابل، يتعين على الشركات الأجنبية، وعلى رأسها تسلا، مراجعة استراتيجياتها إذا أرادت استعادة حصتها.
ويشير الارتفاع الكبير في مبيعات الهجين البسيط إلى أن التحول نحو الكهربائية لن يكون قفزة مفاجئة، بل مسارًا تدريجيًا تراعي فيه العائلات الفرنسية متطلباتها اليومية وقدرتها الشرائية.
ومع ترقب إطلاق طرازات جديدة مثل بيجو e-3008 بمدى طويل ونسخة رياضية من رينو 5، يبدو أن السوق الفرنسي ماضٍ نحو مرحلة جديدة من التنافسية والابتكار، بقيادة وطنية واضحة.