محللون قالوا إن داعش أطلق الموجة الثانية من عملياته بسبب تراجعه ميدانيا في سوريا والعراق
محللون قالوا إن "داعش" أطلق الموجة الثانية من عملياته عبر تفجيري باريس وحزب الله، بعد خسارته ميدانيًّا في سوريا والعراق.
يعكس تبنِّي تنظيم "داعش" اعتداءات باريس مرحلةً جديدة أطلقتها عناصره خارج الحدود السورية والعراقية ليمد نفوذه أكثر فأكثر باتجاه دول بعيدة مستفيدا من شبكة متمكنة وواسعة، بحسب ما يقول محللون.
وقتل 128 شخصا على الأقل في هجمات منسقة نفذها عناصر من تنظيم داعش في أماكن عدة في العاصمة الفرنسية في أعنف هجمات تشهدها أوروبا منذ الاعتداءات على قطارات مدريد العام 2004.
وأظهرت الاعتداءات الإمكانات الهائلة التي يملكها التنظيم والتي جعلته قادرا على تنفيذ هجمات منسقة بهذا الشكل بعدما كان هدد منذ أشهر عدة باريس بـ"كابوس" لمشاركتها في التحالف الدولي ضد داعش في العراق وسوريا.
ويقول الباحث المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة والمسلحة، شارلي وينتر: "أعتقد أن هذا هو المسار المنطقي في استراتيجية تنظيم داعش، فهو يبتعد حاليا عن التوسع والتثبت في سوريا والعراق ليضمن أن لديه الزخم الكافي عبر تنفيذ اعتداءات في دول أجنبية مثل لبنان وفرنسا".
واستهدف تنظيم "داعش" الخميس الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، بتفجيرين أسفرا عن مقتل 44 شخصا.
"مرحلة جديدة"
وبالنسبة لكلينت واتس، الباحث في معهد السياسات الخارجية، فإن ما يحصل "يمثل على الأرجح المرحلة الثانية لتنظيم داعش"، فهم مقيدون اليوم ويخسرون ميدانيا في سوريا والعراق، ولذلك سنراهم يبتعدون عن عمليات توسيع النفوذ في هذين البلدين في اتجاه عمليات ذات طابع مختلف، مستغلين فيها شبكتهم الواسعة التي يطلق عليها ظاهرة الذئاب المنفردة".
ومني تنظيم "داعش" مؤخرا بخسائر ميدانية في مناطق انتشاره، إذ تمكنت قوات البشمركة الكردية من "تحرير" مدينة سنجار في شمال البلاد من أيدي المسلحين بدعم من غارات التحالف الدولي. وفي سوريا المجاورة، فكّت قوات النظام بدعم من الطائرات الروسية حصارا فرضه التنظيم المتطرف لأشهر عدة على مطار استراتيجي في شمال البلاد.
ويوضح واتس "إذا وجد تنظيم داعش نفسه من دون انتصارات في مناطق عملياته، فإنه سيوسع دائرة العنف إقليميا وباتجاه الغرب"، مشيرا إلى أنه "في حال لم يسجل أي تقدم في سوريا والعراق، فسيبحث عن انتصارات في مناطق أخرى، وفرنسا تبدو مكانا مناسبا لذلك".
وليست تلك الاعتداءات الأولى في العاصمة الفرنسية، إذ هاجم فرنسيان في 7 من كانون الثاني/يناير صحيفة شارلي إبدو الساخرة ما أسفر عن مقتل 17 شخصا.
ومنذ ذلك الحين اعتقلت الشرطة الفرنسية عشرات المشتبه بتورطهم بصلات مع تنظيم "داعش". وفي العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر، اعتقل شاب في الـ25 من العمر لتورطه مع تنظيم داعش في التخطيط لاعتداء ضد قاعدة بحرية في جنوب شرق فرنسا.
بيئة سهلة
وتشارك باريس في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق، وشنت في 30 أيلول/سبتمبر أول غارة لها ضد معاقل التنظيم المتطرف في سوريا.
واعتبر واتس أن فرنسا تشكل بيئة أسهل من غيرها لاعتداءات مماثلة؛ فهي "سجلت أعدادا كبيرة من المقاتلين الأجانب الذاهبين والعائدين من سوريا، كما لديها عوامل أخرى مسهلة للإرهابيين، مثل القدرة على حيازة السلاح مقارنة مع دولة أوروبية أخرى".
ويعتمد داعش على حملة دعائية ضخمة عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل خاص، و"هو يروّج لانتصاراته عبر وسائل التواصل الاجتماعي"، على قول واتس، الأمر الذي أمّن له عددا كبيرا من المؤيدين والمناصرين الراغبين بالانضمام إليه في القارة الأوروبية.
واتخذت دول أوروبية عدة من بينها فرنسا إجراءات مشددة هدفها منع انضمام المتطرفين إلى صفوف المسلحين في سوريا والعراق، الأمر الذي قد ينعكس سلبا.
ويوضح واتس أن الخشية تكمن اليوم في "تحرك المتطرفين في بلادهم بعدما بات دخولهم إلى سوريا والعراق صعبا للالتحاق بالمتطرفين".
aXA6IDMuMTQ1LjEwMy4xMDAg جزيرة ام اند امز