كشف الرئيس اليمني عن رسالة وصلته من حسن نصرالله قال فيها إن «عناصرنا التي تقاتل في اليمن جاءت لتعلم الناس أصول الحكم».
تصريح الرئيس هادي جاء خلال زيارته تركيا ولقائه الرئيس التركي، وفي الكشف عن الرسالة تأكيد جديد ليس على التدخل الإيراني فقط، بل على صلف وعنجهية الرئيس التنفيذي للميليشيات الإيرانية الناشطة في العالم العربي.
وفي مختلف خطابات حسن نصرالله المغلفة بالمقاومة والعداء لإسرائيل وأميركا، يمكن تلمس الغرور والنظرة الدونية إلى العالم العربي، خصوصاً القادة والحكومات، فهو لا يراهم شيئاً بل يصفهم بأنهم لا يعرفون كيف يعملون عند إشارته الى نجاحات إيران في اختراق دول عربية من الداخل وإيصال عملائها إلى سلطة الحكم.
والحقيقة أن نجاحات إيران لم تكن وليدة القدرة والكفاءة بقدر ما كانت وليدة التراخي العربي، ديبلوماسية المجاملات والاختلافات العربية - العربية، مكنت «وما زالت» من تحقيق إيران نجاحات يدفع ثمنها العرب الآن، ومن ذكاء إيران أنها استخدمت فلسطين والقدس غطاء لمشروع الهيمنة الطائفي.
وإذا كنا نرى عدم اهتمام أميركي ونتفق على أن واشنطن قدمت العراق هدية لإيران، وحرصت على احتفاظ طهران بهذه الهدية الثمينة، وهو الحرص الذي بلغ ذروته في «التمكين لرئاسة نوري المالكي الذي شرعن الاحتلال الإيراني لبلاد الرافدين»، فإن الواقع يقول إن الولايات المتحدة بالتضامن مع نفاق أوروبا، وفّرت مساحة كبيرة لأن تلعب إيران في القضايا العربية، خصوصاً قضية فلسطين، هذا التمكين جاء من ديبلوماسية المفاوضات لأجل المفاوضات والتخدير السياسي بالمبادرة تلو الأخرى في ما يتعلق بحل الدولتين، ويمكن تذكّر إهمال ما قدمه العرب في مبادرة للسلام. كانت الإشارات واضحة، الطبخ تقوم به واشنطن، ويقوم المبعوث الأوروبي غالباً بالتسويق.
سنوات التسويف والتلاعب السياسي تلك كانت فرصة ذهبية للسياسة الإيرانية انتهزتها وحققت منها اختراقات كبيرة، يدفع العرب ثمناً باهظاً لها في العراق واليمن وسورية ولبنان. ولولا تداعيات الثورة السورية، لربما لم ينكشف هذا الغطاء، ليسفر عن الوجه الطائفي الصفوي القبيح.
*ينشر هذا المقال بالتزامن في جريدة الحياة وبوابة العين الالكترونية*
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة