3 سيناريوهات وراء تسريب وثائق ريـال مدريد
تسريبات عقود ووثائق ريـال مدريد أصبحت تمثل هاجسًا كبيرًا لإدارة النادي بشأن سرية تعاملاته، فيما سارت الاتهامات في اتجاهات مختلفة.
تشير أغلب التسريبات الخاصة بعقود اللاعبين الأوروبيين إلى أن أحد أطراف العقد يكون في الغالب ريـال مدريد، في دلالة على أن أجهزة حفظ الوثائق الخاصة بالنادي مخترقة، ولا تزال الشكوك تطوف بعقول الباحثين عن الجاني، فيما تسير الاحتمالات في ثلاثة اتجاهات.
وجرى الكشف عن عقود عدد من نجوم ريال مدريد عبر أحد المواقع التي اشتهر عنها فضح الوثائق في الفترة الأخيرة، ومن هؤلاء اللاعبين جاريث بيل وأنخيل دي ماريا وجيمس رودريجيز ومسعود أوزيل وتشابي ألونسو وتوني كروس وديفيد دي خيا حارس مانشستر يونايتد الإنجليزي قبل أن تفشل عملية انتقاله إلى النادي الملكي.
وسارت الكثير من التحليلات نحو سقوط هذه العقود عبر عملية اختراق واحدة، بحيث حصل شخص ما على الأوراق، ويجري تسريب كل عقد في واقعة منفردة وفي توقيتات متفاوتة، لكن ما يدحض هذا التحليل بنسبة كبيرة هو رسالة التهنئة المسربة من النادي لجوزيه بيسيرو، المدير الفني السابق للنادي الأهلي المصري، والذي قامت إدارة الملكي بتهنئته على توليه مسئولية بورتو، لا سيما أنه كان يعمل مدربًا مساعدًا للفريق الأول في موسم 2003-2004. والغريب أن أول عقد مسرب كان يوم 20 يناير لجاريث بيل، وهو نفس موعد تحرير خطاب التهنئة، مما يصعب معه التأكيد على أن الاختراق وقع لمرة واحدة.
1) الاختراق من الداخل
لا يبدو سهلًا أن يدخل شخص ما نادي ريال مدريد، ويحصل على وثائق سرية في غاية الخطورة بهذا الشكل؛ لذا فمن المتوقع أن يكون اختراق سرية هذه الأوراق جاء من الداخل، خاصة أن هناك الكثير من الاعتراضات ظهرت مؤخرًا على الطريقة التي يدير بها فلورنتينو بيريز رئيس النادي دفة الأمور.
ومؤخرًا، قام القضاء الإسباني برفض الدعوى القضائية المرفوعة من عدد من أعضاء النادي ضد الشروط التي مررها فلورنتينو بيريز، والمقوضة لكل من يفكر في المنافسة على مقعد الرئاسة في صيف العام المقبل.
وقرر بيريز تمرير بعض الشروط والحصول على موافقة الجمعية العمومية لريـال مدريد على ضرورة أن يكون من يرغب في الترشح لمقعد الرئاسة قد مضي على عضويته في النادي 20 عامًا على الأقل، كما أن عليه أن يسهم بـ15% من ميزانية النادي الملكي من جيبه الخاص، وهو رقم يبلغ حوالي 75 مليون يورو سنويًّا، وهي شروط لا تنطبق على أعداد كبيرة من الأعضاء، سواء شرط السنوات أو القدرة المالية، مما يسمح له بأن يضمن البقاء لولاية جديدة.
ورفضت المحكمة الدعوى وألزمت رافعيها بدفع المصاريف وتكلفة الاستعانة بالمحامين؛ لذا فقد يدرك الشخص الذي يرغب في إسقاط بيريز أنه لا بديل لإزاحته عن كرسي رئاسة النادي سوى هز صورته أمام الرأي العام، كي يزيد من الضغوط عليه، وتسريب مثل هذه الوثائق قد يفي بالغرض.
وما يزيد من أزمة ريال مدريد أن التسريبات لا تشمل عقودًا فقط، بل وصلت إلى المكاتبات بين النادي والأندية الأخرى، مثلما حدث مع رسالة التهنئة التي أرسلت إلى بيسيرو عبر نادي بورتو.
2) رياح من كتالونيا
يوجد اعتقاد راسخ أن ريال مدريد سبب رئيسي في هدم استقرار مجلس برشلونة بعدما سعى في أكثر من مناسبة لكشف الكثير من الجوانب الخفية في عقد نيمار بطرق غير مباشرة، وهو ما استدعى استقالة ساندرو روسيل من رئاسة النادي الكتالوني كرد فعل على المعلومات التي كشف عنها القضاء في إسبانيا والبرازيل حول المقابل المادي الحقيقي لجلب اللاعب.
لذا فمن الممكن أن يكون أحد محبي برشلونة له يد في الوصول إلى عقود اللاعبين، وجرى الكشف عنها الواحد تلو الآخر حتى يحرج فلورنتينو بيريز الذي لا يزال يريد الحصول على البرازيلي نيمار، أو على الأقل يأمل في أن يدفع برشلونة لعملية تجديد تعاقده مبلغًا خياليًّا يثير الفتن بين اللاعبين.
والمؤكد أن من يسرب المعلومات يدرك أن الاتهامات قد تكون شائعة، ولا يمكن أن توجه إلى شخص معين، وهو ما يصعب موقف إدارة ريال مدريد في حماية وثائقها ويعرضها لموقف بالغ الحرج أمام الرأي العام ووسائل الإعلام بشأن التشكيك في قدرتها على توفير قدر من السرية على تعاملات النادي ومراسلاته.
والملاحظ في عمليات تسريب عقود اللاعبين أن برشلونة لم يكن طرفًا في أي عقد جرى الكشف عنه حتى الآن.
3) بيع أسرار الأندية
قد يكون أحد المهتمين بجمع المال قد لجأ إلى الحصول على مستندات ووثائق ريال مدريد من أجل بيعها، ولا يزال هذا الاحتمال قائمًا، خاصة أن التسريبات لا تشمل فقط ريال مدريد بل أيضا هناك عقود مسربة مثل الحارس يان أوبلاك الذي انتقل من بنفيكا البرتغالي إلى أتليتكو مدريد الإسباني، وأيضًا عقد أنتوني مارسيال بين موناكو ومانشستر يونايتد، وعقد مانجالا بين بورتو ومانشستر سيتي، وعقد فالكاو بين موناكو وتشيلسي، والذي اتضح من خلاله أنه أعير إلى النادي الإنجليزي مقابل دفع راتب اللاعب فقط دون تحمل أي مصاريف أخرى.
ويبدو أن هناك جوانب وتفاصيل غامضة في وقائع كشف عقود اللاعبين، وهل موقع التسريبات يدفع أموال مقابل الحصول على الوثائق، أم أنه يلجأ للحصول عليها مسربة من إدارات الأندية، أم أنه يحصل عليها عبر وسطاء سواء بمقابل أم لا، أم يعتمد على مجهوده فقط في كشف التسريبات.
aXA6IDMuMTQ0LjEwMS43NSA= جزيرة ام اند امز