لم يعد فتح شارع الشهداء مطلبًا يقنع الفلسطينيين، وقرروا من اليوم المطالبة بتفكيك "الغيتو اليهودي .. وإخراج المستوطنين من قلب الخليل".
لم يعد فتح شارع الشهداء مطلبًا يقنع الفلسطينيين بعد 7 سنوات من النضال من أجل ذلك، وقرروا من اليوم المطالبة بتفكيك "الغيتو اليهودي .. وإخراج المستوطنين من قلب الخليل".
يقول هشام الشرباتي منسق لجنة الدفاع عن الخليل: "هذا شعارنا الاستراتيجي للنضال ضد قوات الاحتلال وسوائب المستوطنين في الخليل".
وبدأت معركة الفلسطينيين مع المستوطنين على الشريان الرئيس لأكبر المحافظات الفلسطينية قبل 35 عامًا، على إثر عملية "الدبويا" الفدائية، حيث سيطرت قوات الاحتلال على مدرسة "الدبويا" وبعض المباني في المنطقة، وأصبحت بؤرةً استيطانية تؤرق مواطني الخليل.
وظل الشارع محط أطماع قوات الاحتلال والمستوطنين، إذ بعد مجزرة المسجد الإبراهيمي التي نفذها المستوطن باروخ غولدشتاين عام 1994، وأسفرت عن استشهاد وإصابة عشرات المصلين الفلسطينيين في المسجد، سيطرت قوات الاحتلال على محطة الحافلات المركزية، وسوق الخضار، ومدرسة أسامة بن المنقذ، ومسجد القطانين، ومسجد الكيال، ومحطة للمحروقات ونحو 500 محل تجاري للفلسطينيين.
ومع سيطرة قوات الاحتلال على تلك المرافق، بات معظم الشارع في قبضة المستوطنين، فأقاموا فيه 7 بؤر استيطانية، تتولى حراستها قوات كبيرة من جيش الاحتلال، التي اتخذت سلسلة إجراءات قمعية بحق السكان الفلسطينيين، فمنعتهم بموجبها بدايةً من المرور بالسيارات، قبل أن تمنع التجار من فتح محلاتهم.
لم تكتفِ قوات الاحتلال بمنع مرور الفلسطينيين بالسيارات، بل ذهبت إلى منع حركة الأفراد فيه، إلا لبضعة عشرات ممن تبقى من الفلسطينيين في منازلهم الواقعة على طرف الشارع، يسمح لهم بالتحرك في 300 متر فقط.
ممارسات نازية:
ويشبه الشرباتي إجراءات قوات الاحتلال المتبعة في الشارع مع الفلسطينيين بممارسات النازيين ضد اليهود إبان الحرب العالمية الثانية، عندما تم جمع اليهود في أحياء مغلقة، ومنحوهم تصاريح عمل للخروج من تلك الأحياء، وأرقام خاصة.
ويضيف الشرباتي في حديثه لبوابة العين الإخبارية، هم اليوم يعيدون تلك الممارسات وبشل بشع مع الفلسطينيين في شارع الشهداء، إذ مطلوب من سكان الشارع، الحصول على تصاريح تخولهم الدخول إلى منازلهم، وأرقام خاصة تسجل على بطاقتهم الثبوتية.
ويتابع الناشط الفلسطيني، من أجل تطبيق تلك الإجراءات العسكرية الصارمة، أقاموا عدة حواجز عسكرية في الشارع، كل ذلك من أجل تأمين 600 مستوطن يسكنوا في البؤر الاستيطانية.
تفكيك الغيتو:
لم يستسلم مئات الآلاف من سكان الخليل، لإجراءات الاحتلال والمستوطنين في الشارع الحيوي، وواصلوا تنظيم فعالياتهم، المطالبة بتفكيك "الغيتو اليهودي" وإخراج المستوطنين من الشارع، وإعادته لأصحابه الفلسطينيين.
و"الغيتو" اسم كان يطلق على الأحياء التي أقيمت لليهود في أوروبا قبل نحو 70 سنة، وفيها يتم إغلاق الأحياء بالكامل وتحديد حركة سكانها.
وشهدت الخليل، مساء اليوم، مسيرة حاشدة شارك فيها إلى جانب مئات الفلسطينيين العشرات من المتضامنين الغربيين والإسرائيليين، ورفعوا خلالها لافتات باللغات العربية والانجليزية والعبرية، تطالب بإخراج المستوطنين من قلب الخليل، وتسليم الشارع للفلسطينيين.
تزامنت مسيرة الخليل مع سلسلة فعاليات انطلقت في عدد من العواصم الغربية تحت عنوان "دماء لا تزال تسيل في خليل الله"، إحياءً للذكرى السابعة لإطلاق الفعاليات الدولية المطالبة بإعادة فتح الشارع، وإخراج المستوطنين.
قوات الاحتلال قابلت المسيرة، بالقبضة الحديدة، فقمعت الحشد بالقوة، ومنعتهم من الاقتراب نحو البؤر الاستيطانية، فأصيب عدد من المتظاهرين، نقل بعضهم إلى مستشفيات الخليل لتقي العلاج.
ويؤكد الشرباتي أن كل إجراءات الاحتلال وممارساته العنصرية لن تمنع الفلسطينيين من مواصلة نضالهم حتى خلع المستوطنين وقوات الاحتلال من قلب الخليل "ليعود الأمن والأمان لأهلها".
تمزيق المدينة:
ويمثل الشارع الممتد على طول 1300 متر، أهمية كبيرة للفلسطينيين، فهو يصل الأحياء الشمالية بالأحياء الجنوبية من الخليل، وتحتاج الطرق البديلة للتواصل بين أجزاء المدينة إلى قطع مسافات تصل من 10-12 كم تقريبًا.
وشهد شارع الشهداء استشهاد نحو 20 فلسطينيًا منذ اندلاع الانتفاضة الحالية بداية شهر أكتوبر الماضي، من بينهم شهداء قتلهم مستوطنون بدم بارد، وعلى مرأى من جنود الاحتلال.
ويقول أحمد القواسمي، إن مستوطنًا إسرائيليًّا أفرغ رصاص سلاحه النار في ابن عمه فضل القواسمي في شهر أكتوبر، أمام جنود الاحتلال، فاستشهد إثر ذلك، دون أن يتدخل الجنود.
وأضاف القواسمي لبوابة "العين"، الجنود شكلوا حماية للمستوطن، وأجروا استجوابًا ميدانيًّا معه، ومن ثم تم إخلاء سبيله، وتساءل بغضب "ماذا سيكون ردهم لو كان الفاعل فلسطيني؟".
ويرى الشرباتي، أن هدف الاحتلال من إغلاق شارع الشهداء هو تعزيز الوجود الاستيطاني في قلب المدينة، وربط وسطها بمستوطنة كريات أربع الواقعة إلى الشرق من المدينة.
ويحذر منسق لجنة الدفاع عن الخليل من خطورة وجود المستوطنين الأشد تطرفًا في الضفة الغربية كلها بين مئات الآلاف من سكان الخليل، ويشير إلى "أن كريات أربع تضم غلاة المستوطنين تطرفًا" وهي بذلك تمثل خزان وقود يهدد المدينة.
aXA6IDE4LjIxNy4yMjQuMTY1IA== جزيرة ام اند امز