كتيبة "سند" تقهر السرطان.. وتدعم المريضات في رحلة النجاة
مجموعة من النساء الأردنيات نجحن في النجاة والشفاء من سرطان الثدي قررن تشكيل مجموعة لدعم المريضات في رحلة العلاج لتعزيز الأمل في الشفاء.
"عندما عرفت أنني مصابة بسرطان الثدي، لم أفكر إلا بالموت، فالسرطان في مجتمعاتنا مربوط بشكل دائم بالنهاية، شعرت بكآبة وحزن لا يعلمهما إلا الله عز وجل، وكنت أفكر دوما بأطفالي كيف سيعيشون من بعدي فهم صغار، لقد أصبت بالمرض وعمري 34 عاماً، ونجوت من هذا المرض الخبيث، وأدعو الله دوماً أن نصل إلى يوم يختفي فيه هذا المرض، وألا تمر أي امرأة بما مررت به".. هكذا كانت البداية مع رولاند البواب.
رولاند الآن كما تصف نفسها بأنها نجت من الموت، واستطاعت أن تتعايش مع المرض وأن تهزمه، وتبلغ من العمر حالياً 43 عاماً، تقول: "بعد أن انهيت علاجي قررت الانضمام لمجموعة (سند)، وهي مجموعة من السيدات الناجيات من سرطان الثدي، يقدمن الدعم النفسي للسيدات المريضات في مركز الحسين للسرطان، من خلال سرد التجارب التي مررن بها أثناء العلاج، حتى تشعر المريضة بالاطمئنان".
وتضيف رولاند: "أكثر ما يخيف المريضة هو الموت، خاصة إذا كان لديها أطفال، وهذا هو الهم الأكبر بالنسبة لها، وبعد جلوسي مع المريضات وتحدثي معهن، أرى الاطمئنان على وجوههن، ومن أكثر الأسئلة التي تطرح علينا كمجموعة (سند) تدور حول سقوط الشعر بعد العلاج الكيماوي، فهذا الأمر مخيف بالنسبة لهن، ويسألون عنه مراراً".
فرص للنجاة
وتؤكد الناجية من سرطان الثدي، ربيعة الشمري، أن وجودها في مجموعة "سند"، ما هو إلا عمل تطوعي تقوم به لوجه الله، وتتواجد مرة واحدة اسبوعياً، لتزور الحالات الخاضعة للعلاج الكيماوي، وقد مرت ربيعة بنفس التجربة في عام 2006، وخضعت للعمليات الجراحية والعلاج، وترى أهمية كبيرة للدعم النفسي والمعنوي للمريضة.
تتابع ربيعة: "أثناء إصابتي في المرض زارتني فتاة من مجموعة (سند)، وروت لي قصتها مع المرض، وبعد شفائي قررت الانضمام لهن، لأنني أعرف بماذا تشعر المريضة بسرطان الثدي، فالناس غير المصابين بالسرطان لا يمكنهم تحسين نفسية المريضة، لكن عندما ترى امرأة ناجية وتروي قصتها، فهي دليل أن هناك فرصة للنجاة، وأن الحياة تستمر، أهم العلاجات التي تشفي هي العلاج النفسي، فبدون الثقة بالنفس والإيمان بالله عز وجل لن تحقق الأدوية فعاليتها بشكل ممتاز".
أما شادية الشدفان فقد تعرضت للإصابة بمرض سرطان الثدي مرتين، والآن هي من الناجيات منه في مجموعة "سند"، عندما أصيبت في المرة الأولى عام 1998 شعرت بحزن شديد وإحباط، خاصة أنها لم تسمع عن هذا المرض نهائياً، وبعد عشر سنوات وخلال الفحص الذاتي للثدي شعرت أن هنالك كتلة في صدرها، وتبين فعلاً أنها مصابة به للمرة الثانية.
وتقول شادية أنها انضمت لمجموعة "سند" لأنها تدرك حقيقة ما تمر به المرأة من مشاعر أثناء رحلة العلاج من مرض سرطان الثدي، مؤكدة أنه لا أحد يشعر بالمريض إلا الذي مر بنفس التجربة، وعند إصابتها بالمرض للمرة الثانية كانت حالتها النفسية مختلفة تماماً، وشعرت بالثقة والقوة، وتغلبت عليه.
الدعم النفسي
المشرفة على مجموعة سند، رجاء الصالحي، تقول: "مجموعة سند هي أول مجموعة دعم ومساندة لمرضى السرطان في مركز الحسين للسرطان، وقد تأسست منذ عام 2003، وتضم حالياً ما يقارب 20 سيدة ناجية من مرض سرطان الثدي، وتهدف إلى دعم مرضى السرطان بشكل عام، ومريضات سرطان الثدي بشكل خاص، دعماً نفسياً واجتماعياً بهدف مساعدتهن على مواجهة المرض، وتقبل العلاج الطبي وتزويدهن بالخبرات السابقة التي مررن بها".
ويومياً تتواجد سيدة أو اثنتان من قبل المجموعة في عيادة العلاج بالكيماوي وفي غرف الانتظار في مركز الحسين للسرطان، للتواصل مع المريضات، ولا تكتفي مجموعة "سند" بالتواصل داخل المركز، بل تقوم بمجموعة من الأنشطة مثل الرحلات وغيرها تضم عددا كبيرا من المصابات لدمجهن بالمجموعة وتحسين حالتهن النفسية.
السبب الأول للوفاة
الطبيبة الجراحة هبة حواشين، تبين أن مرض سرطان الثدي من أكثر السرطانات شيوعاً في الأردن بين الجنسين، وأنه السبب الأول للوفاة بين السيدات، ومن هنا تأتي أهمية الفحص المبكر، والمتابعة بشكل دوري خلال عيادات مركز الحسين للسرطان، وأيضا أهمية الفحص الذاتي الشهري للثدي.
وبحسب آخر تقرير صدر عن السجل الوطني للسرطان بينت وزارة الصحة أن مجموع حالات سرطان الثدي المسجلة 1008 حالات لعام 2015، ومعدل الإصابة السنوية يقارب ألف حالة.
وأوضحت حواشين أن هناك سيدات أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي من غيرهن، مثل السيدات اللواتي تزيد أعمارهن عن 40 عاما، مع الالتفات إلى أهمية التاريخ الشخصي أو العائلي للإصابة بالمرض، والسيدات اللواتي أنجبن أول طفل بعد سن 35 أو لم ينجبن أبداً، وغيرها من الحالات، يجب أن تقرأ كل سيدة في هذا المجال لأنها قد تكون معرضة للإصابة.
وقد حذرت منظمة الصحة العالمية والعديد من المنظمات الدولية من أن مرض السرطان بكل أنواعه قد ينتشر أكثر فأكثر إذا لم تتخذ الحكومات إجراءات قوية وفاعلة بهدف منع انتشار السرطان، إذ تشير التقديرات والإحصائيات إلى أن المرض قد زاد بنسية 20% خلال الأعوام العشرة الأخيرة.
وبالإمكان منع ما نسبته 40% من حالات السرطان بتوفير بيئة صحية خالية من التدخين للأطفال، وأن يكون الشخص نشطا حركيا والبدء بنشر هذه الثقافة منذ سنوات الطفولة المبكرة، فضلا عن تناول الأغذية المتوازنة صحيا وتجنب السمنة والتعرض المباشر لأشعة الشمس.
aXA6IDE4LjIxNi45OS4xOCA= جزيرة ام اند امز