فيلم "أسماني ملاله".. طفل ومعلم وكتاب وقلم يمكنوا أن يغيروا العالم
"القاهرة السينمائي" يعرض وثائقي "الملهمة الصغيرة"
الشابة الباكستانية (18 عامًا) التي حازت على جائزة نوبل للسلام، هي بطلة فيلم "أسماني ملاله" المقتبس عن كتاب يروي سيرة حياتها، والذي عُرض الأحد في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الفيلم الذي أخرجه الأمريكي ديفيز جيجنهايم يروي قصة الصبية التي نجت بأعجوبة من محاولة اغتيال على يد مسلحين من طالبان باكستان في أكتوبر 2012، بسبب تدويناتها الداعية لتعليم الفتيات، يومها اقتحم أحد مسلحي حركة طالبان الفصل الدراسي في وادي سوات شمال غربي باكستان وسأل "من تكون ملاله؟" التي كانت تطالب بأهمية تعليم البنات وأطلق عليها الرصاص فأصاب جبهتها، ولكن نجاتها أتاحت لها أن تصير داعية لتعليم البنات، وتجوب مناطق منكوبة بالتشدد الديني في آسيا وأفريقيا.
واكتسبت ملاله يوسف زاي شهرة عالمية منذ خرجت من مستشفى بلندن ظلت فيه بضعة أشهر للعلاج، وفي عام 2014 أصبحت "الملهمة الصغيرة" كما يصفها الفيلم أصغر الفائزين بجائزة نوبل للسلام، والتي يبلغ متوسط أعمار الفائزين بها 62 عامًا.
ملاله ليست مجرد ناجية من القتل ورمز مشرق ضد التطرف، بل تعمل الشابة يوميًّا لدعم حقوق الطفل في العالم، وكونها مؤمنة بأهمية تعليم الأجيال، لاسيما الفتيات اللواتي يتم حرمانهن من التعليم في أماكن عدة من العالم.. ساهمت في إطلاق "صندوق ملاله"، المؤسسة غير الربحية التي تهدف إلى دعم حقوق تعليم الفتيات.. تنشط ملاله في كل ذلك، وهي تحلم أن يتبنى كل العالم دعوتها الشهيرة" استثمروا في الكتب لا الرصاص".
في الفيلم، يستعين المخرج جيجنهايم بالرسوم المتحركة في بداية الفيلم كخلفية لاستعادة الفتاة لرواية أبيها عن أسطورة "ملاله" الأفغانية التي صعدت الجبل وصرخت في الأفغان، فتشجعوا وحرروا بلادهم من الاحتلال البريطاني، وغرس أبوها في قلبها مقولة: "أن يحيا الإنسان كأسد ليوم واحد أفضل من أن يعيش كنعامة مئة عام" هو ما كاد أن يكلف الصبية الباكستانية حياتها، كما تشير وكالة "روتيرز".
والفيلم الذي يقع في 87 دقيقة عرضه مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته السابعة والثلاثين التي افتتحت الأربعاء الماضي وتقام عروضها في قاعات دار الأوبرا المصرية.
وقالت إدارة المهرجان يوم الأحد في رسالة قصيرة إلى الصحفيين على الهاتف المحمول: إن هذا هو "العرض الوحيد للفيلم" الذي تتراوح مشاهده بين تصوير تهديد ودماء وتفجيرات وخراب في كل من باكستان وأفغانستان، وبين مستشفيات وقاعات مكيفة وقصر باكنجهام الملكي، حيث استقبلتها الملكة إليزابيت.
وطوال الفيلم ظلت ملاله محتفظة بضحكتها الخجول وإصرارها على أنها "ليست فريدة"، ولكنها مثل ملايين الفتيات في بلادها وفي كينيا ونيجيريا وأفغانستان محرومات من التعليم، إلا أنها حظيت بأم وأب "غير عاديين"، حيث علمها أبوها أن "الإسلام يعلمنا الإنسانية والمساواة... المساواة تجعل المرأة أقوى من الرجال"، أما قادة طالبان فيتصورون أن "الله كائن ضئيل محافظ... وأن تعليم الفتيات يخالف للإسلام" ويفجرون المدارس فتصير ركامًا.
ولكن الأضواء لم تغير حياة الصبية التي طافت بصحبة والدها أماكن منكوبة بالتشدد الديني والحروب الأهلية، ومنها الحدود السورية الأردنية وكينيا ونيجيريا التي اختطفت فيها فتيات على أيدي جماعة بوكو حرام.
ملاله نفسها تضحك بصعوبة بسبب تأثير الرصاصة على العصب الوجهي الأيسر، وتقول: إنها تحرص على أداء واجباتها المدرسية، وأنها حين تغيب أيامًا عن المدرسة نالت "درجة سيئة.. 61 بالمئة في الفيزياء".
ولا يرى أبوها أن من أطلق الرصاص على ابنته مجرد شخص "بل عقيدة" مكررًا "إن لم تقصوا أجنحة بناتكن سيقدن العالم". أما هي فترى أن الرصاص أزال الخوف وجعلها أكثر صلابة.
ويشدد الفيلم على أن ما يسميه سلطة الكلمات أقوى من قدرة من يريد إسكات الضمير الإنساني، أما ملالة فترسم مربعًا في نهاية الفيلم أركانه "طفل واحد ومعلم واحد وكتاب واحد وقلم واحد يمكن أن يغير العالم".