الصين تريد شراء 100 شركة أمريكية في 2016
مخاوف كبرى تثيرها سياسة الصين التوسعية في أمريكا، إذ تنوي شركاتها الاستحواذ على 100 شركة أمريكية بأكثر من 81 مليار دولار
باتت الصين مصدر قلق للسلطات الأمريكية بسبب ارتفاع عمليات الاستحواذ التي تقوم بها للشركات الأمريكية، مما جعل أصواتا عديدة تحذر من تنامي هذه الظاهرة.
ينتظر أن تجري الشركات الصينية أكثر من 100 عملية استحواذ على شركات أمريكية في سنة 2016، بقيمة مالية إجمالية تصل إلى 81.6 مليار دولار.
يأتي ذلك كاستمرار لاستراتيجية الشركات الصينية في توظيف فوائض رأسمالها في السوق الأمريكية، حيث سجلت في العام 2015 أكثر من 70 معاملة مالية من هذا النوع بقيمة 11 مليار دولار.
وبحسب موقع "بيسناس إنسايدر" الأمريكي، باتت هذه السياسة الصينية مصدر قلق كبير بالنسبة لواشنطن التي تبحث كيفية عرقلة هذا الزحف الصيني في ظل القوانين الليبرالية التي تجيز هذا النوع من المعاملات.
ويُعزَى سبب إقبال الصينيين على شراء الشركات الأمريكية، إلى انخفاض قيمة الأسهم في البورصات الأمريكية والعالمية في مقابل تباطؤ الاقتصاد الصيني، مما يجعل مثل هذه العمليات هدفا مفضلا لتوظيف فوائض الرساميل الصينية.
وبحسب استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "أو ملفني ميرز" الأمريكية، فإن ما يقترب من نصف رجال الأعمال الصينيين يعتبرون الولايات المتحدة البلد الأكثر جذبا للاستثمار.
لكن وجود الصينيين المكثف في الولايات المتحدة لا يقابل دائما بالورود، خاصة لما يتعلق الأمر بالحصول على شركات أمريكية تملك تكنولوجيا وخبرة لا تقدر بثمن.
وكمثال عن ذلك، وقف 40 نائبا في الكونجرس الأمريكي ضد مشروع شركة "شونغ كينغ" الصينية لشراء شركة تسير بورصة شيكاغو. وقاموا بتوجيه طلب إلى لجنة الاستثمارات الأجنبية في الولايات المتحدة الأمريكية، لإجراء تحقيق معمّق حول ظروف وملابسات هذه العملية.
وأعرب النواب في رسالتهم عن قلقهم الكبير من أن تتمكن شركة صينية من الحصول على منفذ مباشر لسوق تقدر قيمتها بـ22 تريليون دولار.
ويقع على عاتق لجنة الاستثمارات الخارجية مراقبة مدى مطابقة الصفقات واحترامها لشروط الأمن القومي الأمريكي.. وقد أوقفت قبل فترة محاولة مستثمرين صينيين شراء شركة لإنتاج الرقائق الإلكترونية "لوميدال" عرضوا 3.3 مليار دولار، في إجراء لم يكشف عن أسبابه إلى اليوم.
وفي نفس السياق، رفضت هذه اللجنة عرضا صينيا لشراء الشركة الأمريكية المتخصصة في الإلكترونيات "فيرشيلد سميكندكتر" بقيمة 2.6 مليار دولار وقبلت بيع الشركة لمستثمر أمريكي رغم أن العرض كان أقل من حيث السعر.
وما يقلق الأمريكان بالخصوص، أن الشركات الصينية ليست مستقلة وهي على علاقة وثيقة بدولتها، ما يعني أن عمليات الشراء ليست بريئة وهي تعبّر عن سياسة وتوجه دولة.
aXA6IDUyLjE1LjY4Ljk3IA== جزيرة ام اند امز