الاعتداء على عضو بالحذاء داخل برلمان مصر للقائه سفير إسرائيل

نائب بالبرلمان المصري صفع بحذائه توفيق عكاشة لاستضافته سفير إسرائيل بالقاهرة بمنزله وتم تحويله إلى التحقيق من خلال لجنة خاصة

وافق مجلس النواب المصري اليوم الأحد على إحالة النائب والإعلامي توفيق عكاشة إلى لجنة تحقيق خاصة بعد استضافته السفير الإسرائيلي لدى مصر في منزله بدائرته الانتخابية بمحافظة الدقهلية إحدى محافظات دلتا النيل، وهو اللقاء الذي أثار العديد من الجدل والانتقادات في الشارع المصري.

جاء ذلك في الجلسة العامة للبرلمان المصري صباح اليوم الأحد والتي شهدت اشتباكات بين النواب ومشادات كلامية بسبب ما أسموه تشكيل المجلس لمحاكمة شكلية للنائب توفيق عكاشة.

وكان نواب تقدموا بطلب إلى رئيس المجلس علي عبد العال لإحالة عكاشة وهو مالك محطة "الفراعين" التلفزيونية ومقدم برنامج حواري بها إلى التحقيق قائلين إنه خرج على مقتضيات السلوك العام للنواب.

ووقّع على الطلب أكثر من مائة نائب وجاء فيه أن الموقعين يرفضون تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وأقْدم النائب الملقب بزعيم المعارضة بالبرلمان المصري كمال أحمد على ضرب عكاشة بالحذاء بعد موافقة المجلس على إحالته للتحقيق، غير أن عبد العال أمر بطرد النائبين من القاعة مستنكرا تصرف أحمد.

واشتبك أحمد مع عكاشة متهمه بـ"التطبيع" ومقابلة سفير الكيان الصهيوني واستقباله بمنزله، مردداً بعد واقعة الحذاء عبارة "هذه رسالة الزعيم جمال عبد الناصر للخونة ورسالتي للكنسيت والكيان الصهيوني".

وانسحب نواب من الجلسة عقب ذلك احتجاجا على ضرب عكاشة بالحذاء، وبعد عودة الجلسة للانعقاد وافق المجلس على إحالة أحمد أيضا إلى لجنة تحقيق خاصة بشأن ضرب عكاشة.

وعلى إثر الاعتداء شهدت قاعة المجلس حالة من الفوضى العارمة رفع على إثرها رئيس البرلمان الجلسة لما لا يقل عن نصف الساعة.

ولم يكن عكاشة موجودا في القاعة خلال مناقشة طلب إحالته إلى لجنة تحقيق خاصة أو خلال التصويت على الطلب.

وقال رئيس المجلس مستهلا المناقشة: "يجب أن تحكمنا المصلحة العليا للبلاد مع عدم التعرض للعلاقات الدبلوماسية مع التأكيد على محاسبة كل مخطئ."

وأضاف أن "جميع وسائل الإعلام الداخلية والخارجية تتابع تلك الجلسة، لذلك يجب أن يكون التعبير عن الرأي في إطار الحرية المسئولة دون التعرض لأي أطراف أخرى."

ووقّعت مصر وإسرائيل معاهدة سلام عام 1979 لكن استمرار القضية الفلسطينية دون حل أعاق فرص تقبل أغلب المصريين لعلاقات معها، بالإضافة إلى مواقف إسرائيل المعادية للعرب.

ووصف عكاشة قرار إحالته إلى لجنة تحقيق بأنه باطل وسيظل على موقفه، مؤكدا أن الدولة تعترف بإسرائيل، وأنا لا أفعل شيئا مخالفا للقانون.

وأضاف أن هدفه من لقاء السفير الإسرائيلي كان "تحقيق مصلحة البلاد، على حد قوله.

وأشار إلى أنه "لن يتنازل عن حقه القانوني"، بعد واقعة الاعتداء.

وانتقد نواب خلال المناقشة عكاشة قائلين إنه أهان البرلمان وتعدى على السلطة التنفيذية بأن ناقش مع السفير حاييم كورين مسائل سياسية وطالب أكثر من نائب بإسقاط عضويته.

وطالب النائب المصري، مصطفى بكرى، بضرورة تطبيق المادة 110 بالدستور على "عكاشة"  والتي تقضي بفصل عضوية النائب لفقدانه الثقة الاعتبارية.

وقال النائب ضياء داود إن مجلس النواب يعبر تعبيرا حقيقيا عن آمال الأمة، مشيرا إلى أن "توفيق عكاشة أهان المجلس ويجب محاسبته ومساءلته لتعرضه للأمن القومي المصري".

وأكد النائب سلامة الجوهري أن عكاشة "يبحث عن بطولة زائفة، مطالبا بتطبيق المادة 165 من اللائحة الداخلية للمجلس".

وقال السفير الإسرائيلي لوكالة رويترز إنه والعاملين معه قضوا ثلاث ساعات مساء يوم الأربعاء على عشاء في منزل عكاشة الذي وجّه لهم دعوة.

وأضاف "(هو) اقترح الاجتماع الذي طرح فيه أفكارا بأن نساعد مصر في مجالات المياه والزراعة والتعليم - محاولة إقامة عدد من المدارس بتدريب إسرائيلي."

ومضى قائلا: "عرضت أن نجتمع مرة أخرى، سأدعوه قريبا إلى المكان الذي نعمل فيه. لقد أظهر شجاعة كبيرة، كان يعرف أنه سيهاجَم ومع ذلك ظل ثابتا على اقتناعاته."

وبثت قناة الفراعين اللقاء على الهواء مباشرة.

واشتهر عكاشة منذ سنوات لكن مواقفه السياسية وأداءه الإعلامي أثارا الكثير من الجدل.