المعارضة السورية تكشف للأمم المتحدة "خدعة" روسيا لخرق الهدنة
أمريكا تقر بالخروقات وأردوغان يراها مطبقة في ثلث سوريا فقط
المعارضة السورية كشفت في خطاب أرسلته إلى بان كي مون، عن "خدعة روسية" لتبرير خروقات الهدنة، والمتمثلة في خريطة عسكرية
كشفت المعارضة السورية في خطاب أرسلته اليوم إلى الأمين العام للأمم المتحدة، عن ما أسمتها "الخدعة الروسية" التي تستخدم لتبرير خروقات الهدنة، والمتمثلة في خريطة عسكرية مزعومة تنسب زورا للأمم المتحدة، وتتضمن معلومات مغلوطة حول مناطق النفوذ السياسي وتوزيع القوى على الأرض.
وقالت الهيئة العليا للتفاوض، الممثلة من أطياف المعارضة السورية للدخول في أي مفاوضات مع النظام السوري: إن هذه المعلومات تستثني مناطق معينة من الهدنة، وذلك "بهدف استمرار قصف تلك المناطق لتهجير مواطنيها قسريا".
وطالبت الهيئة في خطابها الذي وصل مراسل بوابة العين الإخبارية نسخة منه، الأمم المتحدة ومجموعة أصدقاء سوريا بأن تضطلع بمهمة تحديد المناطق التي تشملها الهدنة، مضيفة أن "غياب خطوط الفصل الواضحة يهدد بانهيار الهدنة".
ولا تشمل الهدنة التي تم إقرارها بموجب خطة روسية أمريكية، تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" وغيرهما من التنظيمات المدرجة في قائمة مجلس الأمن الدولي للإرهاب.
وتتهم المعارضة السورية روسيا بالمغالطة في تحديد مناطق نفوذ هذه التنظيمات، لضرب معاقل المعارضة المعتدلة المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد.
وألمحت الهيئة في بيانها إلى أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الخروقات التي تحدث بالهدنة، مشيرة إلى أنها وافقت عليها استجابة للجهود الدولية الرامية إلى تخفيف المعاناة عن الشعب السوري، لكن استمرار الخروقات سيدفعها إلى البحث عن سبل تأمين الحماية للشعب السوري.
واختتمت الهيئة خطابها بالإشارة إلى أن استئناف المفاوضات في ظل هذه الظروف القهرية، قد يبدو أمرا متعذرا.
ودخلت الهدنة في سوريا حيز التنفيذ منتصف ليلة السبت 27 فبراير/شباط بموجب خطة روسية أمريكية التزم بها أغلب فصائل المعارضة السورية.
وبعد ساعات من بدء سريانها تبادلت الأطراف المختلفة الاتهامات بشأن خرقها، فبينما تتهم المعارضة روسيا بخرق الهدنة، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها رصدت حالات لخرقها من قبل المعارضة.
وفي السياق نفسه، أعطى أسعد الزعبي رئيس وفد الهيئة العليا للتفاوض لمحادثات السلام تقييما متشائما للهدنة، قائلا لقناة العربية: "نحن لسنا أمام خرق للهدنة... نحن أمام إلغاء كامل للهدنة".
وأضاف الزعبي دون إسهاب: "أنا أعتقد أن المجتمع الدولي فشل تماما في كل الاختبارات، عليه أن يتخذ إجراءات عملية حقيقية حيال هذا النظام".
وقال الزعبي: "لا تبدو أية مؤشرات لتهيئة بيئة" لمحادثات السلام التي قالت الأمم المتحدة إنها تعتزم استئنافها في السابع من مارس/ آذار.
الجيش السوري يتقدم
في الوقت نفسه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الجيش السوري سيطرت على أراض إلى الشرق من دمشق يوم الاثنين في اليوم الثالث من الهدنة.
وأضاف المرصد أن القوات الحكومية السورية سيطرت على قطعة من الأرض لها أهمية استراتيجية بين حيين في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
وقال المرصد إن السيطرة على الأرض بين بيت نايم وحرستا القنطرة جاءت بعد أن قاتلت القوات السورية ومسلحون متحالفون معها فصائل متشددة وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة لنحو 24 ساعة.
الخروقات متوقعة
من جانبه، قال البيت الأبيض الاثنين إنه لم يفاجأ بشأن التقارير عن تسجيل خروقات لوقف إطلاق النار في سوريا، ألا أنه أشار إلى أنه من المبكر الحديث عن فشله.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست: "نحن نعلم بوجود تقارير عن خروقات وهذا أمر توقعناه أثناء عملية التفاوض" على اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال إن مجموعة اتصال دولية ستسعى إلى التحقق من عشرات الخروقات التي تحدثت عنها التقارير، إلا أنه قال إن البيت الأبيض "لا يزال ملتزما بهذه العملية".
وفي السياق نفسه، قال الرئيس التركي طيب أردوغان إن وقف إطلاق الذي أُعلن في سوريا الأسبوع الماضي يشمل ثُلث البلاد فقط وإنه يأمل في توسعته ليشمل سوريا بالكامل.
وأضاف أردوغان في مؤتمر صحفي مشترك في أبيدجان مع رئيس ساحل العاج حيث يقوم بزيارة رسمية لغرب أفريقيا إن الهجمات لا تزال مستمرة في أجزاء من سوريا.
وأوضح قائلا: "قلت إن من الممكن أن تكون هناك انتهاكات وحتى هذه اللحظة يسري وقف القتال في ثلث البلاد، بإمكاني القول إن وقف القتال لا يغطي سوريا بالكامل، ويحدوني الأمل في أن يتسع نطاق وقف القتال إلى كل أجزاء سوريا لكن في الوقت الراهن لا يغطي وقف القتال البلد بالكامل".
aXA6IDMuMTMzLjE1Mi4yNiA= جزيرة ام اند امز