فيلم "طفلة الأربعاء".. تدمير الذات في ميلودراما "جميلة"
براءة تنزح نحو الجريمة في العمل المجري الذي عرض في مهرجان القاهرة السينمائي
"مواليد يوم الأربعاء لديهم قدرة على التحدي وبلوغ مرادهم"، من هذه المقولة المجرية ينطلق فيلم "طفلة الأربعاء".
مع "طفلة الأربعاء" ندخل إلى عالم الأم "مايا" (كينجا فيسي) التي ولدت يوم أربعاء في أغسطس 1994، وباتت أمًّا وهي بعد في سن المراهقة، معركة مايا الأساسية هي سعيها لضم طفلها الأبكم كريستيان الذي يعيش في دار للأيتام إلى حضانتها، قضية لن يسهل ربحها من قبل شابة ذكية لكنها تتصرف بعدم مسؤولية، ولا تملك مصدر رزق ثاتب يمكنها من رعاية ابنها، وعلى الرغم من أنها تجاوزت سن الثامنة عشرة، إلا أنها ما زالت تتصرف ببراءة تعود لتمزج بنزوح نحو الجريمة والسرقة وتدمير الذات.
لكن مايا المدمرة نفسيًّا، والتي كانت بدورها ثمرة علاقة عابرة لأمها التي تركتها، وهي طفلة لتنشأ في حضانة ترعى من لا عائل لهم، تبذل قصارى جهدها لتنقذ ابنها من المصير نفسه، وتسعى بكل ما تملك أن تحصل على مصدر رزق ثابت يمكنها من إقناع دار الحضانة بقدرتها على رعايته.
يحمل لها القدر اقتراحًا من صديقة بالحصول على قرض وإنشاء مغسلة صغيرة تدر عليها دخلاً مقبولًا، لكن الشرك الأساسي للحصول على القرض هو أن تتشارك في المشروع مع ثلاثة أخرين، ويلتزموا جميعًا بسداد الأقساط بشكل ثابت ودوري، وإذا ما أخل أي منهم بدفع قسطه، يفقد الكل حصتهم في التمويل.
الحياة الجديدة التي تسعى البطلة لتأسيسها، لن تنال إعجاب حبيبها الذي ورطها بعمليات سرقة، فيدمر مشروعها ويدفعها إلى الاشتراك في جريمة سرقة جديدة، ويشاهد المشرف على مركز الشؤون الاجتماعية والشركاء الثلاثة في المشاريع الأخرى تفاصيل الجريمة مصورة بكاميرا سرية تلصصت على اللصوص.
كادت مايا أن تفقد أملها الوحيد وتستبعد من عملية التمويل، لكن تعاطف المشرف على القروض في مركز المختص مع قضية حضانة ابنها، قد ينقذها.. فكما تقول المقولة المجرية.. مواليد الأربعاء لديهم القدرة ليصلوا إلى مرادهم.
الفيلم الذي يعتبر العمل الروائي الطويل الأول للمخرجة المجرية لي لي هورفاث، يضع المشاهد وسط صراع للمشاعر من جهة وثقة بالذات لدى البطلة، لسنا هنا أمام الميلودراما "مفرطة"، بل نتابع سلسلة حزينة وجميلة من المشاهد القريبة شبه الصامتة بين الأم والطفل الأبكم، الذي لا يملك إلا أن يعبر بعينين طفولتين عن رفضه لأم غير مبالية وغير مؤهلة لرعايته..
ومن سمات المسابقة الرسمية للمهرجان هذا العام وجود عدة أفلام تمثل العمل الروائي الأول لمخرجيها وتذكر منها "رويترز 1944"" للإستوني إلمو نوجانين، و"أنا جندية" للفرنسي لوران لاريفير، و"بين ذراعيك" لسامانو أشيشي ساهلستروم وهو فرنسي المولد دنمركي الإقامة، و"مينا تسير" للكندي يوسف باراكي الأفغاني المولد، و"حياتنا اليومية" للبوسنية إيناس تانوفيتش.