"أبوالغيط".. "الأوفر حظًّا" لأمانة الجامعة العربية
خبرة دبلوماسية ومواقف قوية ضد إيران و"الإخوان"
خبراء ودبلوماسيون تحدثوا لبوابة "العين" الإخبارية عن فرص "أبوالغيط" الكبيرة لتولي المنصب خلفًا لنبيل العربي
رأى خبراء ومحللون أن وزير الخارجية المصري الأسبق، أحمد أبوالغيط، هو "الأوفر حظًّا" لخلافة نبيل العربي كأمين عام لجامعة الدول العربية.
وأعلن العربي، الأحد الماضي، عدم رغبته في تولي هذا المنصب لولاية ثانية، بعد انتهاء ولايته الأولى في يوليو/تموز المقبل، وعلى إثر ذلك قالت القاهرة إنها دفعت بمرشح "ذي ثقل وخبرة دبلوماسية" خلفًا لـه.
لكن حتى الآن، لم تعلن القاهرة رسميًّا اسم المرشح، في حين أن كافة المؤشرات والتقارير الصحفية المحلية تشير إلى أن المرشح المصري هو "أحمد أبوالغيط".
ويعقد مجلس الجامعة العربية اجتماعًا طارئًا، على مستوى وزراء الخارجية العرب 10 مارس/آذار المقبل، بناءً على طلب مصر لاختيار أمين عام جديد للجامعة العربية.
ويدعم "أبوالغيط" نحو المنصب عدة مواقف، تصب في صالحه للفوز بالمنصب، أبزرها موقفه المضاد لإيران والأذرع السياسية الموالية لها في البلدان العربية، وموقفه من الإرهاب وضرورة القضاء عليه، إضافة إلى موقفه القوي ضد جماعة "الإخوان المسلمين".
وكان المتحدث باسم الحكومة التونسية، وزير الشؤون البرلمانية الدكتور خالد شوكات، قد قال الثلاثاء: إن "تونس حريصة أن تظل مصر قوية، ولن تزاحمها في موقعها أو مكانتها، ومن ثم لا يمكن أن نزاحم مصر في الجامعة العربية".
ويرى خبراء أن تلك التصريحات تقوي موقف أبوالغيط وتجعله على رأس الفائزين بالمنصب.
وقالت مصادر دبلوماسية وخبراء لبوابة "العين" الإخبارية: إن الدول العربية توافقت على اختيار أحمد أبوالغيط لمنصب الأمين العام، موضحة أن اختياره سيمثل نقلة كبرى لدور الجامعة، نظرًا لما يتمتع به من خبرات دبلوماسية ومواقف سياسية ستسهم في حل المشاكل الكبرى في المنطقة، وعلى رأسها القضية السورية والأزمة الليبية.
وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق محمد العرابي: إن "أبوالغيط" سيكون الشخصية الأوفر حظًّا لتولي منصب الأمين العام لجماعة الدول العربية خلفًا للسفير نبيل العربي، لما يمتلكه من قدرات سياسية ودبلوماسية كبيرة.
وأضاف لبوابة "العين" الإخبارية أنه قادر على قيادة جامعة الدول العربية في اللحظة الراهنة، في ظل التحديات الكبيرة التي تشهدها المنطقة من أزمات في سوريا وليبيا واليمن، التي تتطلب وجود شخصية قوية قادرة على إدارة الجامعة العربية.
وقال المفكر السياسي مصطفى الفقي إنه حال ترشيح مصر لـ"أحمد أبوالغيط" ليترأس جامعة الدول العربية فسيكون أمرًا جيدًا، مشيرًا إلى أنه قادر على تولي ذلك المنصب؛ حيث كان وزير خارجية قديرًا.
وأضاف "الفقي" أنه أمام أي شخص يتقلد منصب جامعة الدول العربية مهامًا صعبة؛ لأن الجامعة العربية تمر بفترة صعبة؛ لأنها محصلة للأوضاع العربية العامة وتحتاج إلى جهد كبير.
من جهته، قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق فتحي الشاذلي: إن هناك توافقًا عربيًّا من قبل بعض دول الخليج على ترشح أبوالغيط، ولا يوجد أي اعتراض على ذلك، وبالنسبة لأي دول معارضة ستنضوي ضمن الإجماع الخليجي على المرشح المصري.
وأضاف لـ"العين" أن "هذا الخبر "أسعدني جدًّا" لأن لديه كل المؤهلات من خبرة سياسية ودبلوماسية، فضلاً عن إلمامه بكل القضايا العربية، والإقليمية، والدولية.
ومن أبزر التصريحات الأخيره لـ"أبوالغيط" قوله إنه لن يكون هناك تصارع بين مصر والمملكة العربية السعودية؛ لأن كلاهما يعلمان قدر التهديدات التي تواجهها المنطقة، مؤكدًا أن مصر تعي جيدًا "مدى الخطر الذي يمثله المد الإيراني في المنطقة".
وهاجم "أبوالغيط" إيران بقوة قائلاً: "إيران تسعى إلى تحقيق أهداف سياسية في الوطن العربي، عبر استغلال الدين المتمثل في المذهب الشيعي، ولذلك يجب العمل على تحجيم الدور الإيراني في المنطقة العربية".
وعن الأزمة السورية، قال إن مصر تهتم بالحفاظ على الدولة السورية، لأسباب تاريخية وإستراتيجية تتمثل في محاربة الجيش السوري مع المصري ضد الخصم "إسرائيل"، وقال: "لذلك فإن ضياع الجيش السوري يمثل تهديدًا على الجيش المصري".
وأضاف "أبوالغيط": إذا رفع تنظيم "داعش" الإرهابي علمه في سوريا -وهو ما حدث بعدها بالفعل- فسيسعى التنظيم لكي يرفعه في القاهرة، مشيرًا إلى أنه لا يوجد أحد في مصر يهتم بمصير بشار الأسد من عدمه، مشبهًا ما يجرى في سوريا حاليا بالحرب الأهلية في إسبانيا التي قامت في الفترة من 1936 وحتى 1939.
وعن رغبته في تولي منصب سياسي جديد، قال "أبوالغيط" في 13 ديسمبر/كانون الأول الماضي: إن "الرئيس عبدالفتاح السيسي بطلي الذي أنقذ مصر، بقول كدا ومش عايز حاجة من حد.. أنا خلاص عندي 76 سنة".
لكن التطورات السياسية حققت ما لم يتوقعه "أبوالغيط"، فبعد أقل من شهرين، دار حديث شبه مؤكد عن ترشيحه لنيل منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية.
ومنذ عام 1945 توالى على منصب أمين الجامعة العربية 5 مصريين وتونسي واحد، وهم: عبدالرحمن عزام، ومحمود رياض، والشاذلي القليبي (تونسي)، وعصمت عبدالمجيد، وعمرو موسى، والأمين العام الحالي نبيل العربي.
aXA6IDE4LjIxOS4yNS4yMjYg جزيرة ام اند امز