هل يمكن أن يكون النيكوتين مفيدا لك؟
طبيبة نفسية أمريكية تساءلت عن فائدة النيكوتين للإنسان لتجد أن الإجابة لا علاقة لها بالمادة أكثر من الشخص المتعاطي
وجّهت طبيبة نفسية أمريكية سؤالا مثيرا للجدل حول إمكانية أن تكون مادة النيكوتين مفيدة للإنسان، ولكن هذا التساؤل يحمل في طياته أكثر مما يظهر؛ فنظرا لما توصلت إليه "آنا فيلز" يبدو أن الإجابة لا تتوقف على المادة أكثر من الشخص الذي يتعاطها.
وقالت الطبيبة فيلز، في تقريرا نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن تدقيقها في المرضى الذين يستخدمون مواد ذات تأثير نفسي بداية من المخدرات إلى الكحول والقهوة التي تحتوي على الكافيين، تركها أمام الاختلاف الكبير للكيمياء العصبية لأدمغة الناس.
واتخذت فيلز مثالا من نبات "الماريغوانا" المخدر قائلة إن أحد المرضى يشعر بزيادة معدل تركيزه بعد تعاطيها بينما يغامر شخصا آخر شعورٌ بالخوف، وآخر يستخدم نفس المادة كدواء من أجل النوم، وذلك بافتراض أن المادة المخدرة تصيب نفس مستقبلات المخ عند كل شخص.
وعادت فيلز إلى مادة النيكوتين مرة أخرى قائلة إن إحدى مريضاتها تتعاطى 40 حبة من "لبان النيكوتين" يوميا، حيث وصفت المريضة شعورها عندما تعاطت النيكوتين عن طريق التدخين لأول مرة كأنه "مفتاح مناسب تماما للقفل"، فتوجهت إلى اللبان لتفادي الآثار المدمرة التي يخلفها التدخين على الرئتين.
ورأت فيلز أن وصف المريضة لحالتها عند تعاطي النيكوتين "لافتا للنظر"، مرجعة ذلك إلى أن علماء الفسيولوجيا العصبية يستخدمون نفس التعبير لوصف التفاعلات بين الناقلات العصبية ومستقبلاتها في مخ الإنسان، مشيرة إلى أن العدد الكبير الذي تتعاطاه المريضة ربما يكون مجرد جرعة ثابتة تعود عليه دماغها.
وتساءلت فيلز إذا كانت مريضتها تفتقر للناقل العصبي الذي يحفز عادة مستقبلات المخ، قائلة في حال ثبوت صحة ذلك فإن النيكوتين يعد علاجا فعالا بالنسبة لها، مؤكدة أن الخلايا العصبية بالفعل لديها مستقبلات تتسق معها مادة النيكوتين تماما عن طريق محاكاة أفعال الجزئيات الخاصة بالدماغ البشري.
ولفتت فيلز إلى أن الأبحاث العلمية تؤيد الآثار النفسية الإيجابية التي تشعر به مريضتها عند تعاطي النيكوتين من اللبان، حيث اكتشف العلماء أن هذه المادة قد تحسن الإدراك، الذاكرة، الانتباه، والحالة المزاجية عند الإنسان، كما تحدّ من الشعور بالقلق.
aXA6IDMuMTM3LjE3My45OCA= جزيرة ام اند امز