شابان أردنيان يبتكران نظامًا لتقليل استهلاك السيارات للوقود
"يوسف" و"يحيى" نموذجان للتحدي والابتكار
يوسف ويحيى، اللذان حصلا على المرتبة الثانية في المؤتمر العربي الأول للإبداع عام ( 2012)، يرويان تفاصيل اختراعهما الصديق للبيئة.
بعد متابعة الكثير من الفيديوهات على الإنترنت المتعلقة بمحركات السيارات وكيفية إيجاد بدائل للبنزين، قرر يوسف عمورة ويحيى إسماعيل ابتكار فكرة تفيد الإنسان وتزيد من كفاءة محرك السيارة وبالوقت ذاته صديقة للبيئة، ومن هنا انطلقت فكرتهما إلي حيز التنفيذ من عام 2012، وقبل ستة أشهر من عام 2015 خرج ابتكارهما إلى النور.
"يوسف ويحيى" يدرسان هندسة الطيران في جامعة العلوم والتكنولوجيا، ويبلغان من العمر 20 عامًا، وقد حصلا على المرتبة الثانية في مجال الابتكار والاختراع على مستوى الوطن العربي في المؤتمر العربي الأول للإبداع في عام 2012 من خلال مشاركتهما في نموذجين لمحرك نفاث وآخر توربيني، وبطارية صديقة للبيئة، وجهاز لفصل السوائل.
بوابة "العين" التقت يوسف عمورة ليشارك القراء تجربته في الابتكار.
بداية، كيف تولدت الفكرة لديك أنت ويحيى؟
كان لدينا إصرار ورغبة كبيرة بأن نخترع أي فكرة جديدة، وأن يمس هذا الابتكار حياة الإنسان، ولأن تخصصنا هندسة طيران، فلدينا الكثير من المعلومات المسبقة عن المحركات، ونستطيع من خلال الجهات التي نعرفها سواء أكانت الهيئة التدريسية في قسم الهندسة أو الهواة في المحركات أن نستشيرهم عن أي أمر نرغب به، وبالفعل قررنا تعديل محركات الاحتراق الداخلية للسيارة باستخدام جهاز فصل الماء، فعملنا على ابتكار نظام يعتمد على الماء، وليس بالضرورة المياه الصالحة للشرب، فكل لتر ماء يكفي لمضاعفة المسافة المقطوعة من خلال التنكة الواحدة بنسبة (1.8).
ما الفكرة الرئيسية التي يقوم عليها الابتكار؟
تعديل محركات الاحتراق الداخلية للسيارة باستخدام جهاز فصل الماء سينعكس على الإنسان واستخدامه للسيارة، ففكرتنا تدور حول كيفية الاستفادة من الحرارة الضائعة من محركات الاحتراق الداخلي في السيارة واستعمالها في النظام الخاص بنا لإنتاج غاز الهادركسي، وحقنه داخل المحرك لرفع كفاءة احتراق الوقود، وبالتالي سيعمل على تقليل استهلاك الوقود.
وكيف ستعود الفائدة على المستهلك من الابتكار؟
هناك العديد من الفوائد وعلى رأسها: إطالة عمر محرك السيارة، وذلك من خلال تقليل نسبة الكربون الموجودة فيه، فكفاءة الاحتراق بأي محرك في شكله المعتاد تكون ما بين 20% إلى 40%، وبالنسبة للنظام الجديد يرفع من نسبة الاحتراق إلى 40% إلى 60%، وبالتالي يقلل من نسبة الكربون.
بخلاف زيادة المسافة المقطوعة بنفس كمية الوقود المستهلكة قبل التعديل، وزيادة عزم المحرك وقوته وتقديم أداء أفضل.
كما يعمل النظام على تقليل نسبة ثاني أكسيد الكربون الخارج من عوادم السيارة، وبالتالي يساهم في تقليل نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو، التي تؤدي إلى الاحتباس الحراري، فالنظام سيعمل على تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى بخار ماء الذي سيعود إلى دورته الطبيعية ويتكثف وينزل على شكل مطر.
ما الجهات التي يمكنها أن تستفيد من هذا النظام؟
في دراسة لمركز خدمات دراسات السيارات «بولك» في مدينة أسن الألمانية لعام 2015، بينت أن أعداد السيارات في العالم قد تجاوز المليار سيارة، وأن هذه الإعداد آخذة بالتزايد، مما سيزيد من المخاطر التي ستتعرض لها البيئة، لذا يجب أن نكون حريصين على الإنسان وبيئته. من خلال توفير محركات أكثر فعالية وليست مضرة بالبيئة.
الفئات التي تستفيد من النظام هي فئة عامة الأشخاص، فيوجد في المملكة الأردنية الهاشمية وحدها أكثر من مليون سيارة، بحسب آخر الدراسات لإدارة السير، وهذا رقم لا يستهان به وآخذ بالتزايد لتزايد أعداد السكان بالطبع.
والفئة الثانية هي من لديهم سيارة خاصة بالسباق، فهذه السيارة يجب أن تتمتع بعزم وكفاءة المحرك، وأن تتميز بسرعة قطع المسافات.
هل يوجد صعوبات واجهتكما في ابتكار هذا النظام؟
عدم توفر القطع التي نحتاجها في السوق، لعدم وجود النظام، وهذا يعني تصنيع للقطع المكونة للنظام وبالتالي جهدًا إضافيًا، وهذا يأخذ وقتًا مضاعفًا، بالإضافة إلي ضعف قدرتنا المادية، فابتكار أي نظام جديد يحتاج إلى نفقات عالية ليرى النور.
ولكن كوننا ندرس هندسة الطيران فهذا وفر علينا تجارب كثيرة كنا في غنى عنها، فدراسة الهندسة تمنح المبتكر معرفة و معلومات، ولو كانت قليلة عن كيفية استخدام المعدات والقطع، بالإضافة إلى إنه لدينا معرفة مسبقة بالابتكارات، فقد ابتكرنا سابقًا محرك طائرة من موارد قليلة، فلم تكن تجربة الابتكار الأولى لنا.
ماهي خططكم المستقبلية؟
السعي للحصول على اعتراف دولي بهذا الابتكار، وان تستفيد منه شركات السيارات في تطوير المحركات القديمة، فالعالم كله الآن يبحث عن محركات صديقة للبيئة وبالوقت ذاته ذات كفاءة عالية وتعمل على استهلاك كميات قليلة من الوقود.
رسالتك للشباب العربي ؟
على الشباب أن يعلن رفضه بالبقاء كمستهلك فقط لما تنتجه الأسواق العالمية، وهذا الرفض سيجعله يبتكر، كما أن تضافر جهودنا كشباب عربي سيخلق منتجات خاصة بنا، فالإنسان هو فكرة، وليبحث كل شاب عن فكرته ليجسدها، ولا ينهزم أمام عدم توفر القدرة المالية.
aXA6IDMuMTM5LjIzNi45MyA= جزيرة ام اند امز