كانت السعودية ولا تزال حجر أساس وركيزة رئيسة في الذود عن أمن المنطقة، وحفظها من الصراعات، إذ وقفت سداً منيعاً ضد التدخلات الخارجية.
مجد طاعن في التاريخ، يقارب الـ 300 سنة مذ أطلّت بشائره الأولى في شبه الجزيرة العربية، واستمرّ حتى يومنا هذا محفوفاً بالعمل الدؤوب والتقدم المستمر، والحكمة التي لا تنضب: المملكة العربية السعودية، التي تحتفل معها القلوب هذه الأيام بعيدها الوطني التسعين، بهمّة ترنو إلى القمّة، وتحجز مكانها في صف العالم الأول.
من أين يمكن أن يبدأ الحديث عن المملكة، شبه القارة الضخمة مترامية الأطراف، الغنّية أرضاً وبشراً وتنوعاً ديموغرافياً، الثرية تاريخاً وجغرافيا وموارد، والمبادِرة إلى بيض الأيادي سِلماً وشجاعة، حرباً وصلحاً، والمسطّرة الأحداث بحكمة وإقدام بنيها، الخليجية نبضاً، العربية دماً ومواقفاً، والإسلامية امتداداً وأفقاً وروحاً، من مهبط الوحي وحتى أطراف العالم في كل اتجاه.
يكاد لا يجد المرء طريقاً وحيدة للتعبير عن حبّه وافتخاره لهذه الأرض وأهلها، ولتكن البداية من حيث تهوي أفئدة الناس وتتجه في كل يوم خمس مرات، من الحرم المكّي الشريف، ومرقد المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، إذ لم تألُ الدولة السعودية منذ تأسيسها جهداً ولم تدخّر مالاً في سبيل تطوير الحرمين وتوسعتهما، وإبقائهما على أهبة الاستعداد لاستقبال مريدي بيتي الله من أصقاع العالم كافة، إذ شملت التوسعة السعودية الثالثة الكبرى للمسجد الحرام توسعة المبنى الرئيس للمسجد، والمطاف والمسعى، والمساحات الخارجية، إضافة إلى كل مايتصل بها ويصل إليها من جسور وأنفاق وطرق للمركبات والمشاة، وما يتطلبه ذلك من بنية خدمية وتحتية في مختلف القطاعات التي تخدم وصول قاصدي المسجد من مطارات وطرق ووسائل مواصلات، وتدريب آلاف العاملين على خدمة زوار، ومعتمري، وحجاج بيت الله الحرام.
أما على الصعيد السياسي، فكانت السعودية ولا تزال حجر أساس وركيزة رئيسة في الذود عن أمن المنطقة، وحفظها من الصراعات، إذ وقفت سداً منيعاً ضد التدخلات الخارجية في الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه وكانت خير معين لكل الدول العربية والإسلامية.
ورغم استمرارها في دعم العمليات التنموية في مختلف أقطار العالم العربي، وحربها المستمرة على التطرف والمتطرفين مع قادة الدول العربية، إلا أن التنمية الداخلية ورفاه المواطن السعودي ظلا محط الاهتمام الأول لقيادة المملكة، التي تشهد نقلات نوعية في مجالات مختلفة،. شملت الحرب على الفساد، تطوير الاقتصاد وإتاحة الفرص الاستثمارية واستقطاب العديد من اللاعبين الكبار إلى سوقها، إلى جانب تحسين التشريعات وتطويرها، والعودة بالفنون والعمل الثقافي إلى واجهة المشهد الحضاري، ودعم سير العملية الإبداعية.
تظل هذه الإضاءة محدودة بالمساحة والكلمات، ومهما تناولت فإنها قاصرة عن تغطية مختلف جوانب النهضة التي تشهدها السعودية في ظل قيادة رشيقة تتحرك بسرعة لمواكبة إيقاع العصر، بل ومسابقته في حيازة المجد الذي لا يناله إلا الكبار .
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة