إنها اللحظات المثيرة ما قبل انطلاق السباق، وهي إشارة الخطوة الأولى من مسيرة ألف ميل السلام المنتظر، لغدٍ يسوده الازدهار والأمن.
بعيداً عما يجري تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي من أخذٍ ورد، وسيل شتائم تعكس أخلاقيات الذباب الإلكتروني الإخواني القطري خاصةً، وكيل اتهامات للإمارات والبحرين بعقد معاهدات سلام مع إسرائيل، مع إغفال العلاقة المستمرة بين قطر وإسرائيل منذ بدايات تسعينيات القرن الماضي، فإنني أنظر إلى الجهة المقابلة تماماً، حيث أرى صورتين مشرقتين يحلو لي أن أتمسك بهما أمام الكم المذكور من الإهانات والانتهاك والاعتداء السافر على الكرامات والحريات الشخصية.
الصورة الأولى هي صورة السلام الحقيقي في أنصع وجه، والمتمثل في لغة جسد متقنة ومفردات سلام مختارة بعناية، توجتها ابتسامة واثقة علت وجه سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، وكأنها ابتسامة زايد المطمئنة، رحمه الله، لسنوات قادمة من الخير، وكأنها بارقة الأمل التي احتاجتها شعوب العرب وشبابهم وليس الإمارات وحدها. هذه الابتسامة التي شكلت علامة فارقة في عام كورونا الصعب، والتحديات الهائلة التي خلفها هذا الفيروس على كل القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والصحية.
والصورة الثانية هي صورة ما كان يحدث في خلفية المشهد من انفعال حقيقي وراقٍ وتلقائي معبّر بصدق عن آمال شعوب منطقتنا بالسلام، واستعدادهم بل تعطشهم له، من الإمارات، إلى البحرين، إلى إسرائيل وصولاً إلى فلسطين، فبعيداً عن نحيب الذباب الإلكتروني، استمتعنا بمحادثات ولقاءات افتراضية بين ممثلي الطرفين عبر وسائل التواصل والمنصات الرقمية، حفلت بمشاعر المودة والأخوة الإنسانية، وعبرت عن النية الصادقة لبناء عالم سلام وأمان، لا اعتداء فيه ولا طغيان لأحد على أحد، حتى وصل الأمر بنا للاستمتاع الحقيقي النابع من القلب عند سماع شهادة الرئيس الأمريكي بصانع السلام سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله، أو سماع ومشاهدة الأداء الخلاق والاحترام الظاهر والتقدير المطلق لفنان إسرائيلي مرددا كلمات النشيد الوطني الإماراتي "عيشي بلادي".
إنها اللحظات المثيرة ما قبل انطلاق السباق، وهي إشارة الخطوة الأولى من مسيرة ألف ميل السلام المنتظر، لغدٍ يسوده الازدهار والأمن، ومنطقة تتخلص من الأزمات والنزاعات، فأمام كورونا بدا عجز الدول فرادى في التغلب على الوباء، وظهرت الضرورة الملحة للتعاون والتكامل والخروج من الأيديولوجيا المتحجرة، المعطّلة لكل تقدم، والقاتلة لكل إبداع وابتكار.
إنها اللحظات المثيرة التي نشهد فيها انهزاماً لإرادات القتل والإرهاب أمام إرادات السلام، وفي مقدمها الإمارات والبحرين، هذا الانهزام الذي يعني بالضرورة خلاص شعوبنا العربية من الفكر الإخواني الأردوغاني الداعشي التكفيري، ومن دعوات إيران التحريضية للثورة ضد أولياء الأمر، وإشاعة الدمار والتعصب الطائفي المذهبي والفوضى عبر أدواتها العميلة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة