المعارضة السورية، أظهرت تصريحاتها قبل بدء مفاوضات "جنيف 4"، أنها واعية لفخ التفاوض على "الحكومة" الذي يتم نصبه لها.
صباح اليوم الأحد 13 مارس/آذار الجاري، وضع محمد علوش القيادي البارز في هيئة التفاوض مع النظام السوري، صورة لشيخ من مدينة "دوما المحاصرة" يرفع لافتة تحمل عبارة "هيئة التفاوض انتبهوا من الأفخاخ"، ليعلق عليها علوش قائلًا: "بإذن الله يا عم لا نخشى مواجهة عصابة الأسد ونظامه في السياسة، كما لم نخشاه في الجهاد والقتال".
التحذير والمفردات التي استخدمت في الرد عليه، تعطي انطباعًا بأن المعارضة على موعد مع معركة لن تكون سهلة، بدأت نذرها من دمشق مع تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم، رئيس وفد النظام السوري في المفاوضات، والذي قال في مؤتمر صحفي قبل توجهه إلى الجولة الرابعة من المفاوضات في جنيف التي تبدأ غدًا: "منصب الرئيس (خط أحمر) خلال محادثات السلام".
تصريح المعلم، جاء متناغمًا مع ما ذهب إليه "دي ميستورا" مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للأزمة السورية، والذي قال قبل 3 أيام إن المفاوضات المقبلة في جنيف ستركز على تشكيل حكومة وطنية في سوريا والانتخابات وتعديل الدستور، دون أن يتطرق إلى منصب الرئيس.
المعارضة وفي أول تصريح لها من جنيف، أظهرت أنها مستيقظة لهذا الفخ، وقال علوش في تصريحات للصحفيين، إنهم جاءوا للتفاوض على هيئة حكم انتقالية، بدون بشار الأسد، مؤكدًا أن هذه المرحلة تبدأ برحيل بشار الأسد أو بموته ولا يمكن أن تبدأ بوجود هذا النظام أو رأس هذا النظام في السلطة.
وقبل السفر إلى جنيف، وصف منذر ماخوس المتحدث باسم هيئة التفاوض، حديث دي ميستورا عن الحكومة بأنها "انقلاب سياسي" على كل مرجعيات المفاوضات، وفي مقدمتها بيان جنيف الذي نص صراحة على تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات كاملة تضم ممثلين عن المعارضة وشخصيات من النظام لم تشارك في عمليات القتل.
ويثمن بسام الملك، عضو الائتلاف السوري المعارض، انتباه هيئة التفاوض لهذا الفخ، الذي يتم نصبه لها.
وفي تصريحات خاصة لبوابة "العين" الإخبارية، أوضح الملك، أن المجتمع الدولي يريد أن يضع مقترح الحكومة كحجر عثرة في طريق المفاوضات، لاستخدام رفض المعارضة له، والقول إنها "غير مرنة"، وعندها يتم استدعاء أطياف أخرى من المعارضة يتم تجهيزها حاليًّا، للقبول بمثل هذه المقترحات في جولات جديدة للمفاوضات.
وشدد الملك على أن وفد التفاوض، يتعين عليه التمسك بهيئة الحكم الانتقالية؛ لأن بدونها تكون الدماء قد أريقت دون أن تحقق الثورة السورية أهدافها في الإطاحة ببشار الأسد ونظامه.
وأضاف: "التخلي عن هذا الهدف، لن يكون فقط خيانة للدماء التي أريقت، لكنه أيضًا يكتب شهادة وفاة للمعارضة السياسية التي عجزت عن ترجمة تضحيات الشعب السوري لواقع ملموس".