البرازيليون ينتفضون ضد رئيستهم والمعارضة تشارك لأول مرة
3 ملايين مواطن فى البرازيل نظموا تظاهرات ضخمة رفعوا فيها رئيسة بلادهم كدمية بلاستيكية ترتدى لباس السجناء وذلك للمطالبة باقالتها
نظم نحو 3 ملايين متظاهر برازيلي في مختلف أنحاء البلاد مظاهرات وصُفت بأنها " تاريخية" للمطالبة برحيل الرئيسة اليسارية ديلما روسيف التي تواجه أزمة سياسية حادة منذ ديسمبر كانون الأول الماضي.
ووصف بعض البرازيليون شاركوا فى هذة التظاهرات بأنها " الفوضي التي تؤثر علي الجميع"، مستدعين روح الرئيس الأرجنتيني ماورسيو ماكري ، وصنعوا دميات ترتدي لباس السجناء المخطط بالأبيض والأسود لرئيسة بلادهم.
وقالت إدارة الأمن العام في مدينة ساوباولو البرازيلية أكبر مدن البرازيلة إن إجمالي المتظاهرين في الولاية وصل إلى 1,8 مليون شخص.
وقبل صدور هذه التقديرات قُدر عدد المتظاهرين في باقي أنحاء البرازيل بـ 1,4 مليون شخص، بحسب أرقام للشرطة البرازيلية.
ويشكل هذا الحشد الكبير ضربة للرئيسة البرازيلية ديلما روسيف التي تواجه تهديداً بإجراء برلماني ويشهد تحالفها إنقسامات.
وتشهد البرازيل منذ أكثر من عام أزمة سياسية كبيرة، وزادت حدتها بعد كشف فضائح فساد كبيرة في الشركة النفطية العملاقة العامة "بيتروباس" وذلك وسط شلل يصيب البلاد وركود اقتصادي.
وتبدو حكومة حزب العمال الحاكم منذ 2003، مشلولة تماما. ولم يعد بامكانها أن تجعل البرلمان "المتمرد" يصادق علي إجراءات التقشف، في وقت تدخل فيه البرازيل سابع إقتصاد عالمي عاما ثانيا من الركود.
وتراجع الناتج الإجمالي للبلاد بنسبة 3,8 % في 2015، على خلفية تضخم فاقت نسبته 10 % وإرتفاع كبير للعجز العام.
وقال المهندس المعماري سيرجيو سامبايو (61 عاما) الذي كان بين حشد متظاهري ساوباولو لفرانس برس بمرارة "أنها الفوضى في البرازيل وهذا يؤثر علينا جميعا".
وفي مدينة "ريو دي جانييرو" قال لويس أدولفو (57 عاما) : "نحن بحاجة إلى ماكري هنا" في البرازيل".
وماورسيو ماكري هو الرئيس الأرجنتيني الذى فاز برئاسة بلاده في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 ، وكان قد عمل رئيسا لبلدية "بوينس أيرس" وتم انتخابه رئيسا للبلاد.
وكتب أدولفو على يافطة رفعها "لم أتصور أني ساغار يوما من الأرجنتيين".
ودعت للتظاهرات حركات مواطنة تميل لليمين وكانت وراء 3 تحركات مماثلة في 2015، جمع أهمها 1,7 مليون متظاهر في آذار/مارس الماضي.
ولاول مرة تنضم أحزاب المعارضة الأحد فى هذة التظاهرات.
وشارك زعيم المعارضة إيسيو نيفيس الخاسر أمام رئيسة البلاد الحالية دليما روسيف في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 2014، في المسيرة التى تم تنظيمها فى مدينة ساوباولو.
كما عبر المتظاهرون عن دعمهم للقاضي سيرجيو مورو المكلف التحقيق في ملف الفساد في بتروباس الذي يمتد الى عهد الرئيس السابق لولا دا سيلفا (2003-2010).
وفي برازيليا صور معارضو روسيف في شكل دمية كبيرة من البلاستيك مرتدية لباس السجناء المخطط بالأبيض والأسود.
وتستغل المعارضة المتاعب القضائية الاخيرة للرئيس السابق لويس ايناسيو لولا دا سيلفا (2003-2010) المرشد السياسي لروسيف.
وكان دا سيلفا النقابي العمالي السابق قد تعرض للملاحقة جراء فضيحة الفساد في شركة بتروبراس التي تلطخ سمعة الإئتلاف الحاكم.
وقالت روزالينا فيتوسا (61 عاما) متقاعدة في مدينة ساوباولو "سئمنا من كل هذا الفساد وأنا أحتج ضد الفوضى المعممة في البلاد".
وأضافت "كنت صوت لحزب العمال لكني لن افعل ذلك ابدا مستقبلا. كنت مع لولا لكني لم اعد اريد معرفة اي شيء عن هذا الفاسد الوضيع".
وتأمل المعارضة في حشد أعداد كبيرة من معارضيها، لممارسة ضغوط على النواب الذين يترددون في التصويت على بقاء الرئيسة اليسارية أو إستقالتها في الأسابيع المقبلة.
وتعيش الرئيسة منذ ديسمبر/ كانون الأول تحت تهديد إجراء برلماني باقالتها بدأته المعارضة التي تتهمها بتزوير الحسابات العامة للدولة في 2014 لدى إعادة إنتخابها وفي الفصل الأول من 2015.
aXA6IDMuMTM4LjEzNS40IA== جزيرة ام اند امز