خبراء: أرغامان يرأس "الشاباك" لتنفيذ رؤى نتنياهو المتطرفة
تاريخ دموي وسلسلة من التصفيات والاغتيالات
تعيين أرغامان رئيسًا لجهاز الشاباك يهدف لتحقيق رؤية نتنياهو المتطرفة، وفق خبراء تحدثوا لبوابة "العين" الإخبارية
اعتبر خبراء فلسطينيون أن قرار تعيين ناداف أرغامان رئيسًا لجهاز الأمن الإسرائيلي العام "الشاباك"، تم لخدمة المخططات الحكومية الإسرائيلية المتطرفة في كل القضايا وعلى مختلف الاتجاهات الداخلية والخارجية.
ويرى الخبراء أن بنيامين نتنياهو يسعى من وراء تعيينه لتشديد قبضته في وجه الشعب الفلسطيني، إضافةً إلى رغبته في الانتقام من خصومه في الداخل، فضلًا عن محاولته الايحاء للإقليم بأن تعيين أرغامان جاء للمساهمة في مكافحة الارهاب المنتشر في المنطقة.
ولأرغامان ملف دموي حافل، فهو المسؤول عن سلسلة عمليات اغتيال في صفوف الفلسطينيين، كان من أبرزها اغتيال أحد قادة حماس العسكريين الشهيد يحيى عياش في نياير 1996، والرجل الثاني في الجناح العسكري لحماس أحمد الجعبري عام 2012. فضلًا عن تمثيله "الشاباك" في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد كان صلة الوصل مع مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي ومنسقًا للعمليات المشتركة في الحرب ضد الإرهاب.
ويرى خبير الشؤون الإسرائيلي إبراهيم جابر أن جملة أسباب دفعت بأرغامان على رأس "الشاباك"، أهمها تاريخه الطويل في الاغتيالات والتصفيات، ودوره في التضييق على فلسطينيي الـ 48 (داخل إسرائيل) خلال سنوات توليه مسؤوليات متقدمة في الجهاز.
ويقول جابر لبوابة "العين"، التعيين جاء بعد تنامي الحديث في الشارع الإسرائيلي عن فشل الخيارات الأمنية والعسكرية والاقتصادية لمواجهة الانتفاضة الفلسطينية الحالية، والدعوة للعودة لأسلوب الاغتيالات الجسدية بحق الناشطين الفلسطينيين لوقف الانتفاضة.
لكن نظير مجلي الخبير في الشؤون الإسرائيلية، يرى أن السجل الدموي هو البند الأول في ملفات كل المرشحين للمواقع الأمنية الأولى في إسرائيل، مشيرًا أن اختيار أرغامان دون غيره، جاء لإبدائه مواقف قريبة من مفاهيم نتنياهو السياسية والعسكرية في الساحات الإسرائيلية والفلسطينية والخارجية.
وأوضح مجلي، أن أرغامان يتبنى مواقف نتنياهو للتعامل مع الساحة الفلسطينية بكل محطاتها واتجاهاتها، وكذلك تماهيه معه في قضية الارهاب اليهودي بكل اتجاهاته، فضلًا عن توافقه معه في أساليب التصدي للاقتتال الداخلي في المنطقة.
وبين أن الأجهزة المخابراتية والأمنية الإسرائيلية " تنفذ قرارات ولا تصنعها.. المسؤول عن صنع القرار هي الحكومة الإسرائيلية" ، وتابع المجلي "لذا جاءوا بشخص من قبيل أرغامان على رأس الشاباك ليساعد في تنفيذ قرارات حكومة اليمين المتطرف في المنطقة".
ويؤكد الخبير العسكري اللواء ركن واصف عريقات، أن اختيار شخص بمواصفات أرغامان على رأس "الشاباك" مؤشر خطير يدلل على أن نتنياهو وأعضاء حكومته المتطرفة مصممين على التعامل الدامي مع الانتفاضة الفلسطينية.
ويرى عريقات في حديثه لبوابة "العين"، أن اسرائيل ترسل باختياراتها لرؤساء أجهزتها المخابراتية والأمنية، رسائل قوة وعنف للداخل والخارج، وهو ما يجب أن يحذر منه الجميع وينتبهوا لخطورة تداعياته على المنطقة.
وتوقع الخبير العسكري أن يستخدم نتنياهو الرئيس الجديد للشاباك لتنفيذ مخططاته على عدة صعد، من بينها وقف الانتفاضة، والاستمرار في الاستيطان على الأرض الفلسطينية، وخدمة أجندة قوى اليمين المتطرف في القدس والمسجد الأقصى.
ولفت إلى سعي نتنياهو للي ذراع خصومه في الداخل الإسرائيلي، عبر المسؤول الأول عن توفير الحماية للجبهة الداخلية، عبر استقاء المعلومات الاستخباراتية حول نوايا مختلف القوى الفاعلة في المشهد الإسرائيلي.
المطلوب من الشاباك
ويعتقد مجلي أن أرغامان مطلوب منه، بحكم علاقاته الوثيقة بالأمن الأمريكي، الحفاظ على مستوى متقدم من العلاقات مع الأمن في ظل الفتور في العلاقات السياسية بين الادارة الأمريكية وحكومة نتنياهو.
ويذهب أبو جابر إلى أن المهام المطلوبة من رئيس الشاباك كثيرة وفي كل الاتجاهات، يقف على رأسها تغذية بنك المعلومات، تمكن الجهاز الأمني من تحليل الواقع المعقد في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل.
ويشير إلى أن كل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية الموكلة برصد مختلف مظاهر الحياة الفلسطينية والإسرائيلية، وبناء سيناريوهات حولها، فشلت في توقع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، فضلًا عن فشلها في التصدي لها.
aXA6IDMuMTQ0LjQwLjIzOSA= جزيرة ام اند امز