"ملتقى السرد" يختتم أعماله بتكريم أدباء الخليج
أوصى ملتقى السرد الخليجي الثالث الذي اختتم أعماله الأربعاء بتغير مسمى الملتقى ليصبح "ملتقى السرد لدول مجلس التعاون الخليجي".
أوصى ملتقى السرد الخليجي الثالث الذي اختتم أعماله الأربعاء بتغير مسمى الملتقى ليصبح "ملتقى السرد لدول مجلس التعاون الخليجي"، وبتشكيل لجنة بالدولة المستضيفة لوضع محاور وموضوعات الملتقى وغيرها من الأمور الفنية الأخرى، مع تفعيل الشركات بين وزرات الثقافة ومنظمات المجتمع المدني المشتغلة بالأدب باعتبارهم أهل الاختصاص.
الملتقى الذي يرفع توصياته إلى الأمانة العاملة لمجلس وزراء الثقافة بدول مجلس التعاون، أوصى تكريم شخصية أدبية من كل دولة من دول المجلس في كل دورة انعقاد وتوثيق أعمال الملتقى وإطلاق موقع إلكتروني باسم الملتقى ليكون مائدة للتفاعل بين كل الأدباء والنقاد، وهي التوصية التي اقترحها الدكتور حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد الكتاب العرب، مع ضرورة دعوة عدد من الباحثين والنقاد للاشتغال بموضوعات وقضايا السرد التي يحددها الملتقى، ووضع أدب الأطفال والقصة القصيرة جدًا ضمن المحاور التي يجب أن تركز عليها الدورات المقبلة بالملتقى، مع الاهتمام بإطلاق مبادرات نوعية تتعلق بالمحددات المنهجية لأشكال السرد.
وكانت عفراء الصابري وكيل وزارة الثقافة وتنمية المعرفة قد أعلنت التوصيات في اختتام الملتقى وثمنت دور الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي في انعقاد هذا الملتقى، كما أثنت على جهود جميع الأدباء والنقاد المشاركين فيه.
من جهة ثانية كرمت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة جميع الأدباء والنقاد المشاركين في ملتقى السرد الخليجي والذين ساهموا في إنجاح جلساته من خلال ما بذلوه من جهود وما قدموه من أبحاث وأوراق عمل سلطت الضوء على السرد الخليجي من خلال ما تزدحم به المكتبات من أعمال روائية وقصصية لمبدعين خليجيين من مختلف الأجيال، جاء ذلك في اختتام ملتقى السرد الخليجي الثالث الأربعاء الذي نظمته وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي جلساته بأبوظبي برعاية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة.
وشهد اليوم الأخير 3 جلسات تناولت شهادة روائية للإماراتية لولوة المنصوري تحت عنوان سرد الجبل وأمومة الحكاية، وسرد السيرة الذاتية التي قدمها البحراني حسين المحروس تحت عنوان "القص المدرج بين فضيلة الافتراض ووهم الفصل" كما تحدث في الجلسة الأخيرة كل من مشاري محمد العبيد من الكويت في شهادة روائية تحت عنوان "كيف تولد الحكايا؟" وباسمة يونس من الإمارات حيث قدمت شهادة روائية عن مجمل المشهد الروائي معرجين على قيمة السرد الأدبي ودوره البارز في المنتج الأدبي الخليجي.
وأكد الروائي مشاري محمد العبيد في شهادته تحت عنوان كيف تولد الحكايا؟ فقال "مذ بدأت أكتب، وأنا أهوى المسير على تخوم الحقيقة. أن أذيب ذاك البرزخ الذي يفصل الواقع عن الخيال. أن أختار شخوصًا أعرفهم. أو اضطر للتقرب ممن يشبهونهم كي اقترض منهم -ومن دون علمهم- طريقة تفكيرهم، أن أسير في الأماكن قبل الكتابة عنها، ولو استدعى الأمر السفر، مضيفا "أحببت الكتابة عن الماضي. أن أجمع وأبحث وأصمم بيئة ما عادت موجودة، وأملأ الفراغات بما تمليه علي الفكرة، أو القضية التي تولدُ السطورُ منها. فجاء ثاني أعمالي الروائية (غايب).
وأضاف "أنهي شهادتي بآخر أعمالي، عمل تجريبي صرف، جاءت فكرته من صديقي عبدالعزيز مال الله، حين قال ذات مرة: لم لا نكتب رواية مشتركة؟ وكنا وقتها 4 كُتَّاب، ولم أدرك أن ذلك الاقتراح سيجر معه سنة وثمانية شهور من الكتابة الجماعية، ليخرج إلى النور في معرض الكويت الدولي للكتاب الماضي. وكان عملًا تاريخيًا فانتازيًا، وأذكر أني سألت نفسي حين رأيت الرواية تفترش الرفوف: كيف كتبتُ روايةً فنتازية؟ لأجابَني كما أجابت عمتي ليلى قبل عقدين من الزمن: هكذا!
"سرد الجبل وأمومة الحكاية" تلخص شهادة لولوة المنصوري الروائية
فيما تناولت الكاتبة الإماراتية لولوة المنصوري في شهادتها التي اختارت لها عنوان "سرد الجبل وأمومة الحكاية" فقالت: (الأم المحبة لا تموت وتتحول إلى نخلة البيت ولا يتيتم أولادها يرتفعون مع النسور ويحلقون على رؤوس الجبال) يتردد ذلك على كل لسان أمهات الجبل وقت التعازي للأطفال لأذين خطف الموت أمهاتهم مبكرًا، وهنا أقول، إن الكاتبة الأم أرادت لقامتها السردية القصيرة الانتشار بهدوء وأمان والتمدد في رحاب أمومة الحكاية بسلام يكبر، وأرادت لقامتها القصيرة الاندماج الخرافي المجدول في سرد الأرض، هكذا كانت رحلة الكتابة وخيال المجانين وشرود عميق وغامض وعزلة آمنة في صمت هي قصة الامس واليوم مع السرد، ثم تناولت مقاطع من أعمالها التي ترصد حكايات المكان والزمان وتجدلهما معا كإنسانين تملؤهما كل ألوان الصفات، في سرد يحاول أن يستقر في ذاكرة المتلقي.
ومن جانبه ثمن سعد سليمان النصبان مدير إدارة الثقافة بالأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي جهود دولة الإمارات العربية في تنظيم الدورة الثالثة من ملتقى السرد الخليجي معبرًا عن تقديره لرعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة لهذا الحدث الخليجي، مشيرًا إلى أن الدورة شهدت تطورًا كبيرًا من حيث التنظيم والحضور النوعي للمشاركين من جميع الدول الخليجية، وهما يجعل هذا الملتقى بما قدمه من جلسات وتوصيات إضافة حقيقية حقيقة للمشهد الثقافي الخليجي والعربي بشكل عام.
وأوضح النصبان أن وجود ملتقيات السرد يأتي ضمن خطة التنمية الثقافية المعتمدة من الأمانة العامة لدول مجلس التعاون كثمرة للجهود المخلصة من جانب أصحاب المعالي وزراء الثقافة بدول المجلس إيمانا منهم بقيمة السرد الادبي ودوره المهم ليس فقط باعتباره عملًا إبداعيًّا، سواء في مجال الروية أو القصة وإنما لدوره أيضا في الحفاظ على اللغة العربية وتعزيز فكرة الهوية، إضافة إلى قدراته على الوصول إلى المتلقي بما يحمل من رسائل تنويرية بعيدًا عن التطرف والإرهاب.
aXA6IDMuMTI5LjM5Ljg1IA==
جزيرة ام اند امز