المرأة الإماراتية حققت كل ما تطمح إليه نساء العالم، عبر قدراتها التي شحذتها وساهمت بتنميتها القيادة الإماراتية.
عبر تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة المشرف، وبقيادة مؤمنة بالدور الكبير للمرأة في المجتمع، تقلدت يوم أمس معالي الدكتورة أمل القبيسي، رئاسة المجلس الوطني الاتحادي في دولة الإمارات، في فصله التشريعي السادس عشر، لتكون بذلك أول امرأة إماراتية وعربية تترأس مؤسسة برلمانية .
وبقدر أهمية الأمر وعظم هذه الخطوة السياسية التاريخية، إلا أنه وفي دولة الإمارات، لم يعد هناك شيء غريب أو مستبعد، في ظل الإنجازات التاريخية والأرقام القياسية والدور الرائد للدولة على مختلف الأصعدة، تحت راية قيادة حكيمة مؤمنة كل الإيمان، باحترام المرأة وصون حقها.
آمن المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالدور الاستثنائي للمرأة الإماراتية، وبأن المرأة ليست نصف المجتمع من الناحية العددية، بل هي كذلك من حيث مشاركتها في مسؤولية تهيئة الأجيال، وتربيتها تربية سليمة كريمة، والذي لطالما أكد على ذلك، وليس آخرها قوله "المرأة تشكل أحد دعائم مجتمع الإمارات، لأنها الابنة والأخت، وهي الأم التي تربي الجيل الجديد".
واليوم وعندما نتحدث عن دور المرأة في المجتمع الإماراتي؛ سيمتد بنا الحديث إلى غير نهاية، حيث آمنت القيادة الحكيمة للدولة بأهمية الدور المنوط بالمرأة في مختلف المجالات والقطاعات، وعملت على تهيئة الظروف والبنى التحتية التي تحفظ للمرأة حقها وتصونها، وتقدم لها ما تحتاجه من إمكانات وتجهيزات تمكنها من القيام بدورها الكبير في المجتمع.
ولقد حققت المرأة الإماراتية كل ما تطمح إليه نساء العالم من العلم الذي فتح أمامها آفاق المستقبل، عبر قدراتها التي شحذتها وساهمت بتنميتها القيادة الإماراتية، لترفد سوق العمل المحلي بقوة مؤكدة كيانها ووجودها، طبيبة ـمعلمة ـ مهندسة ـ مديرة ـ مدرسة ـ موظفة، وغيرها الكثير مما لا يتسع المجال لذكره، كما ظهر الدور الفعال لسيدات الأعمال الإماراتيات في كل أنحاء العالم، وتمكنت من وضع بصمتها بوضوح في مختلف المجالات.
كما أن قطاع تنمية المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة حظي باهتمام كبير وبدعم ملحوظ، من خلال رؤية صادقة وخطة محكمة، بعيون وعقول القيادة الإماراتية، باتجاه النهوض بالمرأة، لتأخذ دورها كاملاً في المجتمع، فيما يتطابق مع ديننا الحنيف، وكما قال المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: "الإسلام كرم المرأة وأعطاها مكانتها اللائقة، وعلى المرأة أن تتخذ من أمهات المؤمنين أسوة لها في كل ما تأتيه من أعمال وتصرفات".
وهذه الخطوة العظيمة يوم أمس، ليست بجديدة عبر التاريخ الإماراتي، في دعم مسيرة المرأة النهضوية والتنموية، بل نجدها بدأت منذ قيام اتحاد الإمارات عندما قال مؤسس الدولة وباني حضارتها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في اللحظات الأولى لإعلان الاتحاد: "لا شيء يسعدني أكثر من رؤية المرأة الإماراتية تأخذ دورها في المجتمع وتحقق المكان اللائق بها.. يجب ألا يقف شيء في وجه مسيرة تقدمها، للنساء الحق مثل الرجال في أن يتبوأن أعلى المراكز، بما يتناسب مع قدراتهن ومؤهلاتهن".
ومن هناك انطلقت هذه الكلمات لترسم نهجا آمن به وعمل على تطبيقه حكام الإمارات جنبا إلى جنب، وكان أولها في الثامن من فبراير عام 1973 بمولد جمعية نهضة المرأة الظبيانية، لتكون أول تجمع نسائي على أرض الإمارات برئاسة أم الإمارات الشيخة فاطمة بنت مبارك، ليلي تلك الخطوة العظيمة ميلاد الجمعيات النسائية في أم القيوين وجمعية نهضة المرأة في رأس الخيمة والنهضة النسائية في دبي وجمعية الاتحاد النسائية في الشارقة.
ثم في الأول من نوفمبر من العام 2004 أصدر المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان، مرسوماً اتحاديًّا قضى بتعيين معالي الشيخة لبنى القاسمي وزيرة للاقتصاد والتجارة كأول امرأة إماراتية تشغل منصبًا وزاريًّا، ليأتي بعد ذلك انتخاب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئاسة الحكومة الاتحادية عبر انتخاب أمل القبيسي كأول عضو نسوي في المجلس الوطني الاتحادي العام 2006، ليكمل شيوخ الإمارات هذا التوجه بتعيينهم ثماني نساء أعضاء في الهيئة البرلمانية من بين حصة إماراتهم من النواب العشرين المعينين، ليصبح المجلس الوطني الاتحادي الحالي يضم تسع نساء من بين أربعين عضوًا.
وتلا تلك الخطوات العظيمة على المستويين السياسي والاجتماعي، وتصديقاً لثقة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، حاكم دبي، بأهمية دور المرأة في العملية التنموية، أمر بتعيين مريم الرومي وزيرة للشؤون الاجتماعية في فبراير 2006، ليتبعها في 17 فبراير 2008 بتعيين ريم الهاشمي والدكتورة ميثاء سالم الهاشمي وزيرتي دولة، ليرتفع بذلك عدد الوزيرات في الحكومة الاتحادية إلى أربع من أصل 22 وزيرًا.
وعاما بعد عام، تحقق دولة الإمارات العربية المتحدة، الكثير من التقدم والازدهار، أينما اتجهت، تجد إنجازا يفخر به العالم أجمع، ونموا متسارعا ومضطردا، باتجاه القمة، بثقة القيادة الحكيمة بالشعب وإمكاناته، ودعمه وتوفير كل ما يمكن في سبيل بناء دولة متكاملة الأركان، ناجحة على كل الصعد، نختم بكلام أبو الإمارات، الذي أنار بكلماته تاريخ الدولة وحاضرها مستقبلها، بقوله: "إنني على يقين بأن المرأة في دولتنا الناهضة تدرك أهمية المحافظة على عاداتنا الأصيلة المستمدة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف في أساس تقدم الأسرة، والأسرة هي أساس تقدم المجتمع كله".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة