"أسورة الصحة" .. تطبيق ذكي لإنقاذ المريض ومساعدة الطبيب

عدد من الشباب المصريين يبتكرون تطبيقًا ذكيًّا جديدًا يساهم في إنقاذ المرضى ومساعدة الأطباء، ويساهم في تطوير المنظومة الطبية.

أطلق عدد من الشباب بمحافظة المنوفية، شمال مصر، مشروعًا جديدًا لتطوير المنظومة الطبية في بلادهم بتكاليف زهيدة وخدمة مميزة تناسب الشارع المصري وتساهم في رفع كفاءة الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين.
 المشروع يشارك فيه 5 شباب، وهم طلاب بكلية الطب والحاسبات والمعلومات، اتفقوا على طرح فكرة برمجة "تطبيق" يمكن استخدامه عبر الهواتف الذكية، أطلقوا عليه "أسورة الصحة".
التطبيق تُسجل من خلاله المعلومات الطبية الخاصة بالمريض في صورة مشفرة، لكنها متاحة معه في كل وقت وفي أي مكان عن طريق "أسورة يمكن للمريض ارتداؤها في معصمه".

ويتزامن مع ذلك وجود تطبيق على الهواتف الخاصة بالأطباء يمكنه من خلالها الولوج إلى المعلومات الخاصة بالمريض وتاريخه المرضي والعقاقير التي يتعاطاها، مما يساهم في سرعة التعامل مع الحالات المرضية.

وعن فكرة المشروع، يقول أندرو سعد، الطالب بكلية الطب جامعة المنوفية، وأحد القائمين على فكرة"Health tag"  (أسورة الصحة)، لـ"بوابة العين" الإخبارية، إن فكرة التطبيق فريدة من نوعها ولم تطبق في أي دولة حتى الآن، لكنها سهلة التطبيق وغير مكلفة، وتعتمد على 3 عناصر رئيسية، تتمثل في "الطبيب - المريض - المنتج".

وعن التطبيق العملي للمشروع، يقول أندرو، إنه يتوجب على الطبيب إنشاء حساب خاص به على التطبيق، بعد تحميله على هاتفه الذكي لتسهيل الدخول إلى بيانات المريض واستخدام التطبيق للاطلاع على التاريخ المرضي للمريض والعقاقير التي يتعاطاها وأخرى التي يعاني من حساسية تجاهها.

وبحسب التطبيق، فإنه يتوجب على المريض وجود المنتج معه بشكل دائم "أسورة التخزين"، حتي يستطيع الطبيب الدخول إلى بيانات المريض العامة والسابق ذكرها، بالإضافة إلى فصيلة الدم والعمليات الجراحية التي أجراها المريض من قبل، وهل يعاني من أي أمراض مزمنة مثل السكري أو ضغط الدم أو القلب.

ويوضح أندرو، أنه يسمح للطبيب الخاص فقط بالاطلاع على بيانات المريض الخاصة وتعديلها وفقًا للمستجدات التي يواجهها المريض والأدوية والعقاقير التي يتعاطاها.
وعن مميزات التطبيق، يقول محمود الغباشي، أحد القائمين على المشروع والطالب في كلية الطب جامعة المنوفية، إن "أسورة الصحة"، يمتاز بالدقة؛ حيث يتمكن الطبيب من الاطلاع على بيانات المريض بشكل دقيق وتسجيلها على التطبيق بشكل متجدد، بالإضافة إلى سهولة التعامل مع التطبيق الذي يحمل عن طريق تطبيقات الهواتف الذكية.

وأضاف أن الخصوصية من أهم مميزات التطبيق حيث يتم تفعيل كلمة مرور سرية لكل مريض؛ حتى لا يتمكن أي شخص من الاطلاع على تاريخ المريض إلا بعد تفعيل كلمة المرور عن طريق المريض ثم إطلاع المريض على تلك البيانات بعد تحديثها، كما يمكن للطبيب مشاركة تلك المعلومات مع زملائه في تخصصات طبية مختلفة حتى يستطيع تغطية جميع الحوانب الطبية للمريض.

وأكد الغباشي، أن طلاب من كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة المنوفية، شاركوا في برمجة التطبيق، وهو جاهز الآن للتفعيل، لكنهم ينتظرون التمويل المناسب للبدء في تنفيذ الفكرة فعليًّا.

تكلفة المشروع تُعَد رمزية نسبيًّا، حيث أوضح الغباشي أن التطبيق يحتاج إلى 14 ألف دولار تقريبًا لبدء تنفيذه عمليًّا، وستتكلف كل أسورة  قرابة 4 دولارات على المريض شاملة تفعيل حساب شخصي خاص به على التطبيق.

فريق عمل المشروع، يرى أن مشروعه قد يساهم في إنقاذ حياة مريض لسرعة تعامله مع الحالات المرضية وتاريخ المريض الطبي والعقاقي التي يعاني حساسية تجاهها، وهو ما يوفر الوقت على الطبيب في تشخيص حالة المريض، بالإضافة إلى تطوير المنظومة الطبية في مصر والتي أصابها الترهل خلال السنوات الماضية.

وناشد شباب "health tag"، الدولة بتبنِّي فكرة مشروعهم وتطبيقها في أحد المستشفيات، وبعد إثبات نجاحها يمكن تعميمها على باقي مستشفيات الدولة مما يساهم في تطوير المنظومة الطبية في مصر، بالإضافة إلى احتفاظ الدولة بحق انتفاع المشروع وإمكانية تصدير الفكرة والتطبيق للخارج على غرار عدد من التطبيقات التي ساهمت الهواتف الذكية في انتشارها على مستوي العالم.