الكراهية تصنعها عقول لا ترى الإسلام إلا في مسلكها ومنهجها.. وترى التسامح والمحبة ضعفًا وخوارًا.. وترى أن الإرهاب هو الانتصار
(1)
الإرهاب صنعته فكرة انقدحت في عقل تجرد من إنسانيته، فقدمها مغلفة بغلاف الدين كي يقبلها عقل فارغ من كل شيء، فيدمر باسم الدين ويقتل باسم الدين...
الإرهاب لا يعرف دينًا...
فهو يقتل على الدين والعِرق والطائفة...
فلا فرق بين ديانة وأخرى... ولا بين عرق وآخر... ولا بين طائفة وطائفة..
إذن هو عدو للإنسانية...
إذن الإرهاب لا دين له... ولا عِرق... ولا مذهب...
فالإرهاب يصنعه عقل مفكر وينفذه جسد مفجر...
فالفكرة هي المصنع الذي صُنع فيه الإرهاب...
فأول الإرهاب فكرة... ثم ينفجر...
(2)
الكراهية تصنعها عقول لا ترى الإسلام إلا في مسلكها ومنهجها...
وترى التسامح والمحبة ضعفًا وخوارًا...
وترى في هذه الحياة ذلًّا وانكسارًا...
وترى أن الإرهاب هو الانتصار...
كل هذه المنتجات صنعتها مصانع الإرهاب التي ما زالت تنتج!
(3)
ابتُلينا بأقوام يرون الكراهية دينًا...
ويزعمون أنهم يفعلون ذلك من أجل الإسلام، ولقد حُمّل الإسلام الكثير من الظلم بسبب من يرى أنه هو المسلم الوحيد على وجه الأرض...
مَن علّم هؤلاء أن الكراهية دينًا؟!
عندما تجتمع الأحزاب الضالة، وتُخرج الفتاوى المضلّلة، وتصور للأتباع المغيّبين أن الإنسان على هذه الأرض لم يعد إنسانًا بغضّ النظر عن دينه ومذهبه، وأن الأرض الخضراء ليست كذلك، وأن المدينة الآمنة لا تستحق ذلك...
هنا نعلم يقينًا أن مصانع الفكرة الإرهابية ما زالت تعمل بكل قوتها...
(4)
لا بد من تعطيل مصانع الأفكار... وأفكار المصانع... عندها يكسد سوق الإرهاب.
فإذا غابت العقول المنتجة للإرهاب.. غاب الإرهاب.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة