كوبا .. أوباما يبحث عن "تاريخ" أمام إخفاقه بالشرق الأوسط
الزيارة تأتي كمحاولة لتلميع صورة أوباما، قبل نهاية فترته الرئاسية، والتي شابها الكثير من الإخفاقات بالشرق الأوسط.
تأتي زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى كوبا، المقررة اليوم الأحد، كنهاية لـ 55 عاما من العداء المتبادل منذ العام 1961، على خلفية أزمة الصواريخ الكوبية التي كادت تشعل حربا نووية.
ويرى محللون أن تلك الزيارة تأتي كمحاولة لتلميع صورة أوباما الباحث عن دخول "التاريخ"، قبل نهاية فترته في يناير/كانون الثاني 2017، التي شابها الكثير من النقد تجاه السياسات في الشرق الأوسط.
وواجهت إدارة أوباما اتهامات بالإخفاق في ملفات الشرق الأوسط بداية من القضية الفلسطينية، التي لم ينجح في التوصل إلى تسوية لها، كما شنّت إسرائيل حربين على قطاع غزة، فضلا عن إخفاقه في ملفات أخرى مثل سوريا والعراق.
كما تسبب تدخل حلف الناتو، بقيادة أمريكا، في ليبيا، في انتشار الفوضى بليبيا، بعد إسقاط نظام معمر القذافي، من دون ترتيب لمستقبل البلاد من بعده.
وتعتبر زيارة أوباما لكوبا هي الأولى لمسؤول أمريكي رفيع المستوى منذ 90 عاما، وبالتحديد منذ 1928.
زيارة أوباما جاءت بعد 15 شهرا من إعلانه عودة العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وكوبا أواخر 2014.
وقد توصل المسؤولون الأمريكيون في اجتماعات مغلقة مع الحكومة الكوبية إلى عدد من الاتفاقيات.
ومن ضمن تلك الاتفاقيات السماح بتبادل الرسائل والطرود من وإلى كوبا، والتي شملت رسالة رسمية لأوباما للحكومة الكوبية.
إعلان أوباما عن زيارته لكوبا:
من ضمن تلك الاتفاقيات أيضا عودة الرحلات الجوية بين البلدين، لدعم التواصل الإنساني بين الأقارب في البلدين والتعليم المتبادل، واستقدام العاملين الكوبيين للعمل في المؤسسات الأمريكية داخل الولايات المتحدة، وتعديل النظام البنكي الأمريكي لتداول الأموال من كوبا إلى الولايات المتحدة.
وأعلن أوباما عن تبكير موعد زيارته لتسريع التغيير في كوبا، قبل خروجه من المكتب البيضاوي، حيث سيقضي مع عائلته ثلاثة أيام في كوبا، سيتخللها اجتماع رسمي مع راؤول كاسترو، الرئيس الكوبي الحالي، غدا الاثنين، يليه عشاء مع المسؤولين الكوبيين، بالإضافة الى كلمة سيلقيها للشعب الكوبي، يوم الثلاثاء، ومباراة ودية بين الفريقين الأمريكي والكوبي في البيسبول.
ورفض فيديل كاسترو، الرئيس الكوبي السابق، مقابلة أوباما، طبقا لتصريح البيت الأبيض، الأسبوع الماضي.
ولاقت تلك الزيارة رفضا من قبل المشرّعين الأمريكيين، خصوصا السياسيين من أصل كوبي، لتطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا، لا سيما أن عائلة كاسترو، التي مارست الكثير من الانتهاكات ضد الكوبيين، لا تزال في السلطة.
وتأتي تلك الزيارة، بينما الحظر التجاري على كوبا مستمر منذ عقود طويلة، حيث إن الكونجرس، الذي يمتلك صلاحية رفع الحظر التجاري عن كوبا، لا يزال يرفض دعوة أوباما لإنهاء الحظر. لكن أمام هذا الرفض، يقول بين رودز، نائب مستشار الأمن القومي، إن البيت الأبيض يأمل في أن تكون زيارة أوباما سببا في دعم التغيير في كوبا بشكل جذري.
وهذا الحظر يمنع المؤسسات الأمريكية من العمل في كوبا، وقد أقر أوباما في وقت سابق بأن هذا الحظر لن يرفع بنهاية فترته في 2017.
ويأتي هذا الحظر، الذي أقره جون كينيدي، الرئيس الأمريكي الأسبق، كعقوبة لكوبا بعدما سمحت للاتحاد السوفيتي بوضع صواريخ نووية موجهة إلى الداخل الأمريكي. والتي كانت ستؤدي الى مواجهة نووية بين البلدين لولا الجهود الدبلوماسية التي توصلت إلى سحب تلك الصواريخ من كوبا.
إدارة أوباما تطمح في عمل الكثير من التغييرات، خصوصا بعد فشلها في الشرق الأوسط. ومحاولة التقارب بين الولايات المتحدة وكوبا تأتي في محاولة لتلميع فترة رئاسية شابها الكثير من التخبطات والتناقضات، حيث إن فتح الاستثمارات الأمريكية في كوبا واستئناف الرحلات سيجعل من أوباما بطلا في نهاية فترته.
لكن يرجح استمرار حالة العداء بين البلدين على نطاق تشريعي، خصوصا مع تأجيل رفع الحظر التجاري المستمر منذ 55 عاما.
aXA6IDMuMTYuNzUuMTU2IA== جزيرة ام اند امز