رئيس الحكومة الفرنسية الأسبق، دومنيك دوفيلبان، يدعو لمواجهة خطر الإرهاب باستعمال القوة الناعمة الفرنسية.
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، تصريح رئيس الحكومة الفرنسية الأسبق، دومنيك دوفيلبان، يدعو لمواجهة خطر الإرهاب باستعمال القوة الناعمة -على حد تعبيره-.
اعتبر دوفيلبان أن طبيعة عادات فرنسا وتقاليدها وثقافتها تحتم على حكومتها اللجوء إلى الدبلوماسية بدلًا من الحرب كحل في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية والتنظيمات المتطرفة.
وكان مثقفون -بعضهم أمريكيون- انتقدوا خطاب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عقب هجمات باريس، حيث قال: "سنشن حربًا بلا رحمة على الإرهاب".
واعتبر دوفيلبان، أن سياسة الحكومة الفرنسية والرئيس الفرنسي هي السبب وراء ظهور الجماعات والتنظيمات المتطرفة.
وقال رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق: "علينا ألا ننسى أننا كنا سببًا في مولد داعش"، الأمر الذي دفع الرئيس الفرنسي هولاند في تغيير سياسته تجاه الأزمة في سوريا والتفكير في التعاون مع روسيا عن قُرب أكثر.
والقوة الناعمة هي أداة للخارجية الأمريكية طوَّرها جوزيف ناي كبير مستشاري الخارجية الأمريكية، وهو أحد أساتذة الرئيس الأمريكي أوباما ووزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس.
وتقتضي القوة الناعمة باستخدام كامل الوسائل الناعمة الدبلوماسية للوصول إلى أهداف سياسية بأقل قدر من الخسائر المادية والمعنوية وضمان قبولها لدى الرأي العام.
واستخدمت الخارجية الأمريكية هذه الوسيلة ضمن وسائلها للضغط على حكومات العالم باستغلالها للرأي العام داخلها، وذلك مثلًا في الحرب الباردة، حينما استخدمت الموسيقى والسينما والبرامج الإعلامية لاستمالة الرأي العام الروسي أو الداعم للحكومة الروسية، بتبني طريقة العيش الأمريكية وتبني الليبرالية أسلوبًا للحياة.
ونجح مبدأ استخدام القوة الناعمة في تحقيق نتائج كبيرة، بعد سقوط جدار برلين، إذ بدأت تستخدم هذه الوسائل في مناطق أخرى بينها الشرق الأوسط.
في المقابل، يرى المواطنون الفرنسيون أن الأحداث الأخيرة تجسد اعتداءً على نمط المعيشة الفرنسية وثقافة الفرنسيين المبنية على ارتياد الأماكن الثقافية والموسيقية والترفيهية.
وعلى الرغم من الخطاب التصالحي الذي تعتمده أغلب المؤسسات الدينية الرسمية في فرنسا، بخاصة مع تزايد ظاهرة "الإسلاموفوبيا" في العالم الغربي، وحالة الخوف التي أصبحت تسيطر على العالم الإسلامي والعربي مع تزامن سلسلة الهجمات الإرهابية على الغرب بصورة غير مسبوقة، إلا أن شعورًا بالعنصرية والتمييز أصبح يتملك شرائح عريضة من الشباب الفرنسيين من الأصول العربية، مما دفع بعضهم إلى التطرف ورفض تلك الثقافة ونمط المعيشة.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjcuODUg
جزيرة ام اند امز