وتناول الإمام قضية السنة والشيعة مؤكدا إنهما جناحا الأمة الإسلامية وان ما يرى من خلافات يرجع إلى أسباب سياسية ورغبات توسعية فى العالم
تابعت على شاشة التلفزيون لقاء الإمام الأكبر د.احمد الطيب شيخ الجامع الأزهر مع أعضاء البرلمان الألمانى فى محاضرة رائعة وممتعة عن الإسلام وجاءت كلمات شيخ الأزهر مقنعة دامغة للكثير من الاتهامات والتساؤلات التى تدور فى دوائر الغرب الدينية والثقافية حول الإسلام كان الرجل عقلانيا إلى ابعد مدى حتى فى استخدامه للنصوص القرآنية ودخل فى تفاصيل كثيرة توضح موقف الإسلام من كثير من القضايا وان الإسلام يحرم الدم والقتل إلا دفاعا عن النفس وانه يقدر دور المرأة فى كل شئ ويضع ضوابط للحياة الزوجية والأسرية ولا يرفض الآخر دينا أو فكرا أو حضارة وان الإسلام قدم نماذج حضارية وإنسانية للعالم طوال تاريخه ..
وتحدث الإمام الأكبر عن قضية الإلحاد فى العالم وان الدول الإسلامية لا تعلق المشانق للملحدين كما يدعى البعض لأن الإيمان فى القرآن الكريم حق لكل إنسان ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .. وتناول الإمام الأكبر قضية السنة والشيعة مؤكدا إنهما جناحا الأمة الإسلامية وان ما يرى من خلافات يرجع إلى أسباب سياسية ورغبات توسعية فى العالم .. وطالب الإمام الأكبر بحقوق متساوية للمسلمين فى دول الغرب الذى يبلغ عددهم أكثر من 20 مليونا وحذر من حرمانهم من كامل الحقوق التى يتمتع بها الإنسان الغربى وقال انه لا يوجد إسلام اوربى وإسلام شرقى لأن الإسلام عقيدة كونية نزلت للبشر جميعا باختلاف أجناسهم وألوانهم وثقافتهم وان العالم فى حاجة إلى حوار خلاق بين البشر جميعا لأن الإسلام يشترط على المسلم الحقيقى ان يؤمن بالرسالات السماوية جميعها دينا وأنبياء وكتب سماوية .. ولم يتردد شيخ الأزهر فى ان يجيب عن أسئلة لها حساسية خاصة مثل تحريم زواج غير المسلم من المسلمة لأن الزواج فى الإسلام يقوم على قاعدة دينية..لقد قدم د. الطيب صورة حضارية رائعة للإسلام الحقيقى من خلال اكبر رموزه واعرق مؤسساته وهى الأزهر الشريف .. وما أحوجنا حتى فى مصر إلى مثل هذه اللقاءات التى تنير العقول وتهذب النفوس وتكشف لنا الجوانب المضيئة فى ديننا الحنيف.
هذا المقال ينشر بالتزامن مع صحيفة "الأهرام" المصرية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة