محافظ "التقاعد" و"التعليم" و"الصحة" تغزو البورصات العربية
بدأت شركات إدارة المحافظ المالية في المنطقة تقديم أوعية استثمارية جديدة طويلة الأجل لا تعتمد على فكر المضاربة
بدأت أسواق المال في المنطقة العربية تشهد تحولاً تدريجيًا في طبيعة الاستثمارات المطروحة أمام المستثمرين الأفراد، حيث لم تعد المضاربة السريعة في الأسهم وتحمل معدلات مخاطرة مرتفعة هي الخيار الوحيد أمام المستثمرين، بل ظهرت محافظ مالية جديدة يتم تصميمها لتلبية احتياجات المواطنين.
وطرحت شركات إدارة المحافظ المالية أوعية استثمارية جديدة للمواطنين ذات أجل طويل تصل إلى 10 سنوات تهدف إلى استثمار المدخرات واستخدام العائد في تلبية احتياجاتهم المستقبلية.
ومن أبرز المحافظ المالية المطروحة الآن للمواطنين في المنطقة، هي "محافظ المعاشات أو التقاعد" التي تعمل على تحسين دخل الأفراد عند الوصول لسن التقاعد و "المحافظ التعليمية" التي تصبو إلى الإنفاق على تعليم الأبناء، إلى جانب "محافظ الرعاية الصحية" المخصصة لمواجهة الطوارئ الصحية للمواطنين.
من جانبه، قال محمد قطب خبير إدارة المحافظ المالية وصناديق الاستثمار لبوابة "العين" الإخبارية إن شركات إدارة المحافظ تركز هذه الفترة على خدمة المستثمرين الأفراد بصورة مختلفة عن ذي قبل، عبر تقديم أنواع محافظ استثمارية لا تعتمد على المضاربة بل توظيف مدخرات المواطنين في تحقيق أهداف شخصية على الأجل الطويل.
وأوضح أن أبرز أوعية الاستثمار الجديدة تُسمى "محافظ المعاشات أو التقاعد" وهي تقوم على استثمار مدخرات المواطنين خلال فترة طويلة تصل إلى 10 سنوات بحيث يتسلم المستثمر قيمة المحفظة شاملة الأرباح المتراكمة طيلة هذه السنوات للاعتماد عليها بعد الوصول إلى سن التقاعد.
وأضاف قطب أن فكرة محافظ المعاشات جاءت في ضوء انخفاض دخل المواطنين عقب سن المعاش مقارنة بفترة العمل، وهو الأمر الذي يتطلب استثمار المدخرات في أوعية ذات مخاطر منخفضة بهدف الاستفادة منها في تحسين مستوى الدخل مستقبلاً.
وأشار إلى أن محافظ المعاشات تستثمر أموالها في أوعية استثمارية متنوعة لتقليل المخاطر، وفي نفس الوقت استهداف تحقيق عائد جيد، وتشمل هذه الأوعية الأسهم والسندات وأذون الخزانة والصكوك والودائع.
وأكد قطب أنه كلما كانت شركات إدارة المحافظ المالية مدعومة بقطاع بحوث قوي يجري دراسات مالية عن الأسهم وتوقعات العائد على أدوات الدخل الثابت مثل السندات والصكوك، كلما يتمكن مدير المحافظ من اختيار الأوعية الاستثمارية الأفضل في تحقيق عائدات.
وتنتشر في الأسواق العالمية في أوروبا وأمريكا وشرق آسيا نماذج أكثر تطورًا في مجال استثمار مدخرات المواطنين الذي يقتربون من سن التقاعد، ولعل أبرزها صناديق المعاشات التي تتضمن شراء المستثمر وثائق في الصندوق والحصول على عائد دوري خلال فترات ثابتة، ما يضمن ارتفاع مستوى الدخل.
وتمتاز صناديق المعاشات عن الودائع في أنها تستثمر في أدوات ذات عائد أعلى مثل السندات وأذون الخزانة والأسهم، فضلاً عن أن قيمة المدخرات في الصندوق تزداد باستمرار نظرًا لأن جزءا من الأرباح يذهب لزيادة أصول الصندوق والجزء الآخر يحصل عليه المستثمر.
من جانبه، قال الدكتور عصام خليفة العضو المنتدب لشركة الأهلي لإدارة صناديق الاستثمار إن هناك منافسة شركة بين شركات إدارة الأصول في أسواق الشرق الأوسط على اقتناص مدخرات الأفراد، وهو ما أسفر عن تقديم أفكار محافظ جديدة تناسب احتياجاتهم.
ولفت خليفة أن هناك نوعا جديدا من المحافظ المالية يسمى "المحافظ التعليمية" وهي مصممة خصيصًا لمساعدة الأباء على تقديم خدمات تعليمية مُتميزة لأبنائهم.
وأضاف أن هذا النوع من المحافظ المالية الذي يستهدف خدمة الأجيال الجديدة، يقوم على توظيف مدخرات الآباء لتكوين محافظ تستثمر في أدوات مالية منخفضة المخاطر، ثم الحصول على قيمة المحفظة شاملة العائدات بعد عدة سنوات لسداد مصروفات مرحلة الثانوية أو الجامعة.
من جهة أخرى، أشار العضو المنتدب لشركة الأهلي لإدارة صناديق الاستثمار إلى أن المجال الطبي استحوذ على نصيب من التطورات التي شهدتها الخدمات المالية المقدمة للأفراد، حيث تم تصميم "محافظ الرعاية الصحية".
وأوضح أن محافظ الرعاية الصحية تعتبر أكثر المحافظ أهمية الآن في المنطقة نظرًا لارتفاع تكلفة الخدمات الطبية في الوطن العربي، ما يتطلب توجيه جانب من المدخرات للاستثمار في أدوات مالية ذات مخاطر متدنية للغاية، وتخصص قيمة المحافظ لمواجهة الطوارئ الصحية في أي وقت.
وأكد خليفة أن المحافظ المالية المُصممة خصيصًا لخدمة احتياجات المواطنين ستزداد أنواعها مع مرور الوقت نظرًا لارتفاع حدة المنافسة من جانب بين الشركات على جذب مدخرات المستثمرين الأفراد، فضلاً عن ظهور احتياجات جديدة للمواطنين باستمرار.
aXA6IDMuMTQ1LjU2LjE1MCA= جزيرة ام اند امز