في ليلة التاسع من نوفمبر ظهر من الهلال شكله الذي نعرفه وتعرفه آسيا بأكملها حضر بشخصيته وفنه وإبداعه وهيبته وجماهيره وسطوته
قبل ساعات انقضت واحدة من ليالي آسيا التي لا تنسى، ليلة كان محيط الرعب مسرحها، وكان رجل الرياضة الأول ضيفها، وكان الإمبراطور “النعيمة" عريسها، وكانت الجماهير الهلالية شاهدا على روعتها، في الرياض كانت للذهاب حكاية.
في ليلة التاسع من نوفمبر ظهر من الهلال شكله الذي نعرفه وتعرفه آسيا بأكملها حضر بشخصيته وفنه وإبداعه وهيبته وجماهيره وسطوته إلا أن أهدافه غابت عدا هدف وحيد.
ولا يمكن لمن تابع ليلة التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني إلا أن يذكر بالكثير من العرفان ما قدمته الجماهير الهلالية الحاضرة في محيط الرعب من دروس الوفاء والبلاغة في فنون الدعم، تمثلت في قصيدتهم التي امتدت لساعتين في واحدة من أفضل قصائد النخوة، أصواتهم وصيحاتهم كانت كفيلة بإطلاق الأدرينالين في الجمادات، إلا أن هذا الأمر لم يكن كفيلا بالحصول على أفضل ما لدى لاعبيهم من أداء.
في ليلة التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني ظهر من الهلال شكله الذي نعرفه وتعرفه آسيا بأكملها، حضر بشخصيته وفنه وإبداعه وهيبته وجماهيره وسطوته، إلا أن أهدافه غابت عدا هدف وحيد، لذا فإني أتفق مع الأصوات التي طالبت بالمزيد من الأهداف المحققة الضائعة.
وفي الوقت ذاته أختلف مع من ذهب لاتهام الحظ، بل سأقول إن هلالنا رفض الفوز بنتيجة مريحة بعد أن تفنن لاعبوه في إهدار ذلك الكم الوافر من الفرص السانحة للتسجيل، فلست ممن يفسرون سوء التنفيذ بسوء الحظ، فخرج منافسه الياباني بأقل الأضرار.
هل ستكون ليلة التاسع من نوفمبر بداية عودتنا إلى عرش قارة تركناه منذ 14 عاما؟ هل سنذكر تلك الليلة بشيء من الفخر أم أنها ستذهب أدراج رياح عصفت بليالٍ مضت كنا نمني فيها النفس أن يعود السعودي مجدداً متربعاً على منصات الذهب الآسيوي العنيد؟!
انقضت ليلة التاسع من نوفمبر، فهل سنبكي على لبنها المسكوب أم سنبحث خلف مجدٍ تفصلنا عنه خطوة في أرض الإمبراطورية اليابانية بكل ما فيها من صعوبات وملاحم؟!
بقي أن أقول اللهم اكتبها للهلال واجعلها بطولة قارية نعلن من خلالها عودتنا لسنين السطوة السعودية الغائبة.
*نقلا عن صحيفة "الرياضية" السعودية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة