بعض الصحف الغربية كشفت خيوط مؤامرة حاكها نصر الله والمتحالفون معه ضد الجيش وقائده.
يجمع الكثيرون على أن ثورة 17 أكتوبر اللبنانية ثورة عابرة للطائفية والمذهبية والصراعات الحزبية، وأن الحالة المعيشية الصعبة والتردي الاقتصادي المؤذن بالانهيار الوشيك خلفة فساد كبير يهيمن على أجهزة الدولة في لبنان، ومن وراء هذا الفساد احتلال معلن لمؤسسات الحكم والاقتصاد تقوم به مليشيا إيرانية مسلحة تدعي المقاومة واسمها "حزب الله".
لن يكتب لثورة لبنان النجاح ولا لشعبها المستقبل الأفضل إلا بعزل حزب الله سياسياً ونزع سلاحه، وتقديم قياداته لمحاكمات عادلة بعد كل هذه الجرائم المعروفة التي ارتكبوها باغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري
ومن المستحيل القول بعد ثورة 17 أكتوبر إن هذه المليشيا المارقة تمثل المكون الشيعي اللبناني سياسياً بعد المظاهرات العارمة التي شهدتها مدن الجنوب اللبناني خصوصاً النبطية وصور وغيرهما، لأن حجم القمع للمتظاهرين وتخويف المنتفضين مثل فضيحة كبرى لمرتزقة حزب الله المسلحين، لكن خلف الأبواب المغلقة في دوائر السياسة والحكم كان زعيم المليشيا حسن نصر الله يهاجم قادة جيش لبنان العماد جوزيف عون لأسباب كثيرة تتعلق بظروف الثورة ويومياتها، لا سيما أن بعض الصحف الغربية كشفت خيوط مؤامرة حاكها نصر الله والمتحالفون معه ضد الجيش وقائده.
فأداء هذا الرجل العسكري المهني منذ تعيينه انعكس إيجاباً على آلية العمل العسكري في الجيش، وحضوره الدولي من خلال زياراتها القليلة للخارج فرض احتراماً لشخصه يشهد به الكثير من المراقبين للشأن اللبناني وحرصه على حماية المتظاهرين ومنع "زعران مليشيا حزب الله " من التعرض لهم جعلته في مرمى سهام الفاسدين المتنفذين المتحالفين مع إيران.
ويعتمد العماد عون في قيادته للجيش على ضباط أكفاء، ينفذون أوامره الصارمة وتوجيهاته السريعة في معالجة أي إشكال على الأرض، ناهيك عن رفضه لوجود سلاح شرعي في لبنان يوازي دور وسلاح الجيش الشرعي، وهذا السلاح بيد ميليشيا حزب الله الإيرانية يمثل حجر عثرة كبيرة في مسيرة لبنان الدولة والمجتمع.
وقد تنامى لأسماع الكثير من الشعب اللبناني أنباء عن محاولة الإطاحة بقائد الجيش خلال هذه الأزمة، ورسائل نصية وشفهية تبادلها معاونو نصر الله مع حلفائهم في الرئاسة حول ضرورة توبيخ قائد الجيش وعزله في نهاية المطاف، لأنه يدعم الحراك الشعبي، بينما الحقيقة واضحة، ومفادها أن العماد جوزيف عون يؤدي مهامه الوطنية والعسكرية ضمن ما نص عليه الدستور.
وربما لا يمتلك بعض المنتفضين أو السياسيين القدرة على رفع الصوت عالياً بوجه مليشيا حزب الله التي دمرت البلد، وأهلكت حرث الاقتصاد ونسله، وجعلت لبنان دولة معزولة في محيطها ومنبوذة دولياً، بل معاقبة أمريكياً وأوروبياً من خلال بنوك ومؤسسات وكيانات متورطة بالشراكة مع عناصر حزب الله.
ولن يكتب لثورة لبنان النجاح ولا لشعبها المستقبل الأفضل إلا بعزل حزب الله سياسياً ونزع سلاحه، وتقديم قياداته لمحاكمات عادلة بعد كل هذه الجرائم المعروفة التي ارتكبوها باغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري وآخرين قضوا نحبهم وهم يواجهون منطق المليشيا الإيرانية الاستعلائي القائم على هدم الدولة في لبنان.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة