"من يخلف عباس؟" سؤال يبحث الفلسطينيون عن إجابته
لم يبدد ظهور الرئيس الفلسطيني محمود عباس وطمأنته الفلسطينيين على حالته الصحية بعد إجرائه عملية قسطرة مفاجئة في القلب، حالة الجدل المثارة حول سيناريوهات ما بعد غيابه عن المشهد
لم يبدد ظهور الرئيس الفلسطيني محمود عباس وطمأنته الفلسطينيين على حالته الصحية بعد إجرائه عملية قسطرة مفاجئة في القلب، حالة الجدل المثارة حول سيناريوهات ما بعد غيابه عن المشهد، في احتدام الخلافات داخل حركة فتح، من جهة، وبينها وحركة حماس، من جهة أخرى.
وقال عباس عقب مغادرته المستشفى الاستشاري برام الله : "الحمد الله كل شيء تمام، حيث أجريت قسطرة، والطاقم الطبي للمشفى الاستشاري قاموا بالواجب.. غادرت المشفى وأنا بخير وصحة، وكل شيء تمام".
وأكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، الدكتور ناجي شراب، أن حالة عباس (81 عامًا) والحالة الفلسطينية بشكل عام تطرح قضية ما بعد غيابه عن المشهد لأي سبب من الأسباب.
وقال شراب لـ"بوابة العين" إن "المشكلة الأبرز ناجمة عن حقيقة أن الحالة الفلسطينية تعاني من انعدام الشرعيات، والحالة السياسية التي تختزل كل المناصب الأولى في شخص الرئيس (رئيس الدولة والسلطة، والمنظمة، والقائد العام للأجهزة الأمنية وحركة فتح).
وأضاف "شخص في يده كل هذه السلطات من الطبيعي حدوث فراغ حال غيابه؛ خاصة في ظل بيئة انقسام فلسطيني جذري (حماس وفتح) وانقسامات فتح نفسها.
وتزامن دخول عباس لإجراء الفحوص الطبية مع تظاهرة كبيرة دعا لها "التيار الإصلاحي في حركة فتح بقطاع غزة" تخللها حرق صوره، وهتافات تطالب بإسقاطه وتنحيه.
ويرسم شراب سيناريوهات سوداوية لما يمكن أن يحدث إذا لم يتم ترتيب الوضع الفلسطيني في حياة الرئيس عباس لمرحلة ما بعده، خاصة في ظل وجود عدة أشخاص طامحين بالرئاسة، وعدم وجود نائب للرئيس، وتعطل المجلس التشريعي الذي ينص القانون الأساسي على تولي رئيسه منصب الرئاسة.
ويوضح أن السيناريو الأسوأ سيكون من نصيب الضفة الغربية خاصة في ظل تأزم مسار المفاوضات مع الاحتلال، مبينا أن السيناريوهات تشمل: انهيار السلطة، والذهاب لخيار كونفدرالية مع الأردن، أو التحول لسلطة ضعيفة، ينهشها الاقتتال والحرب الأهلية".
ورغم أن هاني المصري رئيس المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية – مسارات، يؤكد أن عباس لا يزال يملك أوراق الحكم في الضفة الغربية، إلا أنه أشار إلى حالة من عدم الاستقرار والهدوء، ومجموعة من العوامل التي أفضت لحالة من الضعف التي تطرح سيناريوهات سيئة لما يمكن أن يحدث.
وأشار إلى انسداد طريق السلام، دون أفق حل، ودون إرادة فلسطينية لاتباع مسارات جديدة، إلى جانب كون الرئيس دخل عامه الـ82 (مواليد مارس 1935) وغير معروف من سيخلفه في ظل حالة الانقسام.
وأوضح أنه لو كان هناك وحدة فلسطينية فالأمر محلول يتولى الرئاسة رئيس المجلس التشريعي (حاليا رئيس المجلس هو القيادي في حماس، عزيز دويك، والمجلس معطل بسبب الانقسام) وذلك كما حدث بعد وفاة الرئيس ياسر عرفات حيث تولى الرئاسة روحي فتوى لمدة 60 يوما ثم جرت انتخابات فاز فيها عباس.
ويتفق شراب والمصري على ضرورة المسارعة على ترتيب الأمور الفلسطينية، فيما يشير الأخير إلى أن عدم تعاطي الرئيس مع خطة الرباعية لتخوفه بأنها ستقود لعزله، أما الأول فيرى أن الخطة كانت شاملة وتقدم مسارا لترتيب الوضع الفلسطيني برمته.
aXA6IDE4LjIyNC41NS4xOTMg جزيرة ام اند امز