عباس يدعو دول العالم للاعتراف بفلسطين وينتقد سياسات واشنطن
في كلمة مكتوبة يلقيها سفراء بلاده حول العالم بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
دعا الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الجمعة، دول العالم إلى الاعتراف ببلاده، كما جدد انتقاده للسياسة الأمريكية بشأن الصراع العربي الإسرائيلي.
وقال عباس، في كلمة مكتوبة يلقيها سفراء فلسطين حول العالم بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني: "إننا لن نختفي، ولن نقبل بالقهر والظلم، وسيواصل شعبنا كفاحه المشروع ضد الاحتلال الاستعماري لأرضنا وشعبنا و حرماننا من حقوقنا غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حقنا في تقرير المصير".
وأضاف: "كما أننا لن نتخلى عن ثقافة السلام والتسامح الراسخة فينا، وسنستمر في العمل على محاربة الإرهاب في منطقتنا والعالم".
وتساءل: "ألم يحن الوقت لإنهاء أطول احتلال عسكري في عصرنا الحاضر، أليس من حق الشعب الفلسطيني، كغيره من الشعوب، أن تكون له دولته المستقلة ذات السيادة، وأن تنتهي معاناة أبنائه وبناته من اللاجئين الذين طردوا من ديارهم في العام 1948؟".
- الإمارات تشارك في احتفالية تضامنية مع الشعب الفلسطيني
- في يوم التضامن مع الفلسطينيين.. تصعيد إسرائيل يقوض فرص السلام
وأشار إلى أن "الشعب الفلسطيني مر ، خلال ما يزيد عن سبعين عاماً، بالعديد من الكوارث والنكبات، فقد ضحى، وعانى، وتشرد، وصبر، وناضل، واستشهد، واعتقل دفاعاً عن تاريخه، ووطنه ومقدساته، ولكن ذلك لم يثن شعبنا عن النضال، ولا عن مواصلة مسيرته، إيماناً بثوابته وأهدافه الوطنية، كما نصت عليها قرارات الشرعية الدولية".
وتابع: "لقد قبلنا بالشرعية الدولية، وبالقانون الدولي حكماً لحل قضيتنا، وقبلنا بالمفاوضات والحوار والعمل السياسي والمقاومة الشعبية السلمية طريقاً للتوصل إلى حل قضايا الوضع النهائي كافة، وصولاً لمعاهدة سلام تقود للاستقلال وتنهي الاحتلال والصراع".
قبل أن يستدرك: "إلا أن دولة الاحتلال الإسرائيلي ظلت تراوغ منذ اتفاق أوسلو (1993) وحتى تاريخه، ولم تكتف بذلك، فقد أعرب رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالية عن رفضه لحل الدولتين، وواصل عمليات الضم والاستيطان في أرضنا المحتلة من أجل تقويضه، كما وأمعنت هذه الحكومة في تغيير هوية وطابع مدينة القدس الشرقية، عاصمة دولتنا، وأصدرت القوانين العنصرية، وعزلت بحصارها قطاع غزة عن باقي أرض الوطن وعن العالم، وقامت بخنق اقتصادنا والقرصنة على أموالنا ونهب مواردنا".
وجدد الرئيس الفلسطيني انتقاده للسياسة الأمريكية بشأن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، قائلا: "مرة أخرى تقوم الإدارة الأميركية بخرق القانون الدولي، وتثبت أنها غير مؤهلة لتكون وسيطاً نزيهاً، فقبل أسبوعين أعلنت الإدارة الأمريكية على لسان وزير خارجيتها (مايك بومبيو) بأن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، لا تخالف القانون الدولي، الأمر الذي رفضناه ورفضه المجتمع الدولي بأسره، فهو إعلان باطل، وغير شرعي".
وحذر من أن "مثل هذه التصريحات والقرارات الأمريكية غير الشرعية، تشجع الحكومة الإسرائيلية لمواصلة احتلالها، وزيادة نشاطاتها الاستيطانية، وارتكاب مزيد من الجرائم وفق نظام روما الأساسي وقرارات الشرعية الدولية".
وشدد على أن "القانون الدولي هو حجر الأساس للمنظومة الدولية، ولا يحتمل الازدواجية والتحريف، وأن التعامل مع إسرائيل على أنها دولة فوق القانون يشجعها على الاستمرار في التصرف كدولة خارجة عن القانون، فلقد آن الأوان أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لوضع حد لهذا العدوان الإسرائيلي على أرضنا ووجودنا ومستقبلنا".
وأضاف: "آن الأوان لتقوم دول العالم التي تؤمن بحل الدولتين وتعترف بدولة إسرائيل أن تقوم أيضا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود العام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية".
وخلال العامين الماضيين، طالبت أكثر من 10 برلمانات أوروبية حكوماتها بالاعتراف بدولة فلسطين، لكن الحكومات قالت إنها ستُقْدم على هذه الخطوة في الوقت المناسب دون تحديد موعد زمني.
وبحسب الخارجية الفلسطينية فإن 135 دولة تعترف بفلسطين رسميا كان آخرها السويد في 2014، والفاتيكان في 2015.
ودعت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977 للاحتفال في 29 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام بهذا اليوم؛ لتأكيد التضامن مع كافة حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وغير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس.
aXA6IDMuMTcuNzYuMTc0IA== جزيرة ام اند امز