فلسطينيون يرفضون إقامة مستشفى أمريكي في غزة
طاقم أمريكي بدأ العمل على إقامة المستشفى الأمريكي شمال غزة يشعل موجة تنديد وتحذير من خطورة الخطوة التي تتم دون تنسيق مع السلطة
أشعل بدء طاقم أمريكي العمل على إقامة المستشفى الأمريكي شمال قطاع غزة، موجة تنديد واسعة، وتحذيرا من خطورة الخطوة التي تتم بتوافق بين إسرائيل وحماس، ودون تنسيق مع السلطة الفلسطينية.
- بدء بناء أول مستشفى لعلاج السرطان في غزة
- الصليب الأحمر لـ"العين الإخبارية": صعوبة الأوضاع في غزة غير مسبوقة
ووصف زكريا الأغا، القيادي في حركة فتح، والعضو السابق في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، السابق، زكريا الأغا، عبر صفحته على "فيسبوك" المستشفى بأنه "قاعدة أمنية متقدمة" تجري إقامتها على الأراضي الفلسطينية شمال قطاع غزة، مؤكدًا وجود أسئلة كثيرة بشأنها.
وتساءل الأغا: "من طلب هذا المستشفى ووافق عليه وأعطى الأرض المقامة عليه، والتي تم اغتصابها رغماً عنا؟ ولماذا هذا التعتيم على هذه القضية، وأين وسائل الإعلام، وخاصة الفصائلية التي تخون وتكفر بعضها البعض؟ أين هي من الحديث عن هذا الموضوع، أين الذين يصرخون ويهددون وينددون ضد أمريكا، ويقاطعونها كما يقولون؟".
وجاء الكشف عن إقامة المستشفى لأول مرة في 14 مايو/أيار الماضي، ضمن الحديث عن تفاهمات التهدئة بين حماس وإسرائيل بعد جولة التصعيد في 5 و6 مايو/أيار الماضي.
وخصصت "حماس" 40 دونما لإقامة المستشفى قرب معبر بيت حانون شمال قطاع غزة؛ حيث دافعت الحركة عنه بدعوى أنه "خدمة للشعب الفلسطيني وليس له أي دلالات سياسية".
وأضاف الأغا: "لماذا هذا الصمت من الجميع على ما يجري صمت أهل القبور، وهل أمريكا التي أعطت إسرائيل كل شيء وكانت ملَكَية أكثر من الملك معها، وأوقفت كل مساعداتها للفلسطينيين، رق قلبها الآن، وأقامت هذا المستشفى القاعدة الأمنية المتقدمة؟".
وتابع الأغا: "هذه أسئلة وأسئلة أخرى كثيرة تُطرح. نريد إجابات واضحة من كل الأطراف الفلسطينية المعنية حول هذا المستشفى؛ لنعرف ما يجري، وإلا فإن الكل مشارك في هذا الموضوع الخطير".
ريبة وشك
ومن جهته قال عصام أبودقة، عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لـ"العين الإخبارية": إن إقامة ما يسمى المشفى الأمريكي شمال قطاع غزة وعلى الأرض الفلسطينية يثير كثيرا من الريبة والشك والتخوف المشروع.
وأشار إلى أن توقيت العمل في المستشفى جاء في هذا التوقيت بالذات الذي تتصاعد فيه سياسة العداء للإدارة الأمريكية ضد شعبنا الفلسطيني بدءا بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقل السفارة الأمريكية، مرورا بوقف المساعدات المالية عن المشافي الفلسطينية بالقدس، وصولا لتصريح وزير الخارجية مايك بومبيو حول عدم مخالفة الاستيطان للقوانين الدولية.
وتبنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سياسة متشددة ضد الفلسطينيين، فاعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقلت إليها السفارة الأمريكية، وأوقفت المساعدات المقدمة للفلسطينيين، بما في ذلك المساعدات المقدمة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، وقبل أيام عدّت أن المستوطنات لا تخالف القانون الدولي.
مركز المخابرات الأمريكية
من جهته، أعلن غازي الصوراني عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، رفض منظمته لإقامة ما يسمى المستشفى الميداني الأمريكي على أراضي شمال قطاع غزّة.
وحذر الصوارني من وجود شبهة أمنية في المستشفى وإن جاء بِرِداء إنساني زائف وموهوم، قائلا: "نخشى أن يتحول هذا المشفى المزعوم لمركز متقدم للمخابرات الصهيونية الأمريكية".
وشددت على "أنها لم ولن تكون يومًا جزءًا من أية تفاهمات مع العدو الصهيوني"، في إشارة إلى رفض ما أعلنته حركة حماس أن الاتفاق على إقامة المستشفى جاء ضمن تفاهمات التهدئة بتوافق الفصائل المختلفة.
وتداول نشطاء فلسطينيون على مواقع التواصل صورًا لأعمال إنشاء المستشفى وسط تعليقات بأن البنية الجسدية للعاملين تشير إلى أنهم جنود وعناصر أمنية.
رفض رسمي
ورفضت وزارة الصحة الفلسطينية إنشاء مستشفى أمريكي شمال غزة، واصفة تلك الخطوة بأنها "محاولة لتبييض" صورة الاحتلال الإسرائيلي ضمن مخطط فصل القطاع عن باقي الوطن.
وأكدت الصحة الفلسطينية، في بيان، رفضها لأي مشروع مهما كانت المسميات التي يندرج تحتها إذا كان يمس السيادة الفلسطينية وحقوق شعبها.
وقالت إنها تنظر بعين القلق والحذر لـ"المستشفى الأمريكي"، مؤكدة أن صورة الاحتلال ملطخة بدماء الفلسطينيين، وأن خطوة المشروع هدفها فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية بشكل نهائي وتام.
وحذرت من أن المستشفى المزمع إنشاؤه يسعى إلى تحقيق الأهداف الإسرائيلية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية وتجزئتها، وخلق مبررات إضافية لصنع دويلة في قطاع غزة.
وشددت على أن إسرائيل هي المستفيد الأول والأخير، مشيرة إلى أن الاحتلال توغل في منعه للمرضى الفلسطينيين من الدخول إلى مستشفيات الضفة الغربية والقدس للعلاج.
حماس تبرر
وحاولت حماس تبرير إقامة المستشفى بأنه جزء من التفاهمات الأخيرة (التي جرت في مارس ومايو الماضيين) بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.
وقال المتحدث باسم حماس حازم قاسم في بيان له: إن عمل المشفى سيكون بالتنسيق الكامل مع وزارة الصحة في قطاع غزة، والأجهزة الأمنية في القطاع من مسؤوليتها تأمين المشفى، كما تقوم بدورها مع بقية المؤسسات العاملة في القطاع.
وادعى أن "من يعارضون إقامة المشفى الميداني يريدون إبقاء الحصار المفروض على القطاع، واستمرار الأزمة الإنسانية والصحية، من أجل تحقيق أهداف فئوية حزبية ضيقة".
aXA6IDMuMTM2LjIyLjIwNCA= جزيرة ام اند امز