عباس زكي لـ"العين الإخبارية": الفرصة مواتية لإنجاز المصالحة الفلسطينية
عضو اللجنة المركزية لحركة فتح يشيد بالدور المصري في تقريب وجهات النظر الفلسطينية.
أكد عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، أن الفرصة مواتية لإنجاز المصالحة الفلسطينية خلال المرحلة الراهنة، في ظل التهديدات الإسرائيلية المزدوجة ضد غزة والضفة الغربية، مشيدا بالدور المصري في تقريب وجهات النظر الفلسطينية.
وقال زكي، في مقابلة خاصة مع "العين الإخبارية"، الجمعة: "المصالحة الفلسطينية باتت في طريقها إلى الحل، والفرصة الآن مواتية جدا لوحدة شعبنا الفلسطيني"، مشيرا إلى أن الأشقاء المصريين يلقون بثقلهم الآن لتقريب وجهات النظر، وتحقيق ما اتفق عليه في اتفاق 2017 بين فتح وحماس.
تفاؤل القيادي البارز في حركة فتح يأتي بعد يوم من بدء اجتماعات في مقر جهاز المخابرات المصرية تستمر لـ3 أيام بين مسؤولي الملف الفلسطيني في الجهاز ووفد من حركة حماس برئاسة صالح العاروري نائب رئيس مكتبها السياسي، للبحث في سبل تذليل العقبات التي تعترض تطبيق اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، الموقّع في أكتوبر/تشرين الأول 2017.
الوحدة في مواجهة التهديدات
وتابع زكي قائلا: "كان هناك عقم في التفكير الفلسطيني حول المصالحة، لكن التهديدات الإسرائيلية الجدية لقطاع غزة بالتدمير وواقع الضفة الغربية تحت تهديد المستوطنين والقوانين العنصرية التي يسنها الكنيست كقانون القومية وغيره والقدس تهود بشكل غير مسبوق، لم تترك أمام المسؤولين الفلسطينيين مجالا أو تهربا من مسؤولياتهم".
ولفت إلى أن "مصر تضغط على مختلف الأطراف لطي هذه الصفحة، مؤكدا أن القيادة الفلسطينية استجابت للأشقاء المصريين، وأعلن ذلك الرئيس محمود عباس".
ورأى أن الفرصة الآن مواتية جدا لوحدة شعبنا الفلسطيني، بعدما بدأت الدول العربية تتعافى من محاولات التخريب والتدمير الخارجية.
وناشد الأطراف الفلسطينية كافة التوحد وتحقيق المصالحة، قائلا: "على الفلسطينيين جميعا أن يلتقطوا الفرصة ويحققوا المصالحة الحقيقية بينهم، لتكون السد المنيع أمام نتنياهو وحكومته المتطرفة".
وحذر من أن تهديدات الاحتلال جدية ضد غزة، وذلك بعد فشله في المواجهة الأخيرة التي كانت لها تداعيات واضحة وجلية في الحلبة السياسية والحزبية الإسرائيلية وحتى الشارع الغاضب جراء الفشل.
وأوضح أن "إسرائيل فشلت في ممارسة دور أسطورة التفوق على الفلسطينيين خلال عدوانها على غزة، ولم تنزل خسائر في الجانب الفلسطيني دون أن تتجنب خسائر في جانبها، وبالتالي الوضع بات عند الإسرائيليين إما إنهاء غزة بتدميرها وإما إيجاد طريقة للخروج من المأزق العميق الذي وضعت فيه".
وأضاف أن "المتطرفين الإسرائيليين يرون أن الفلسطينيين شعروا بطعم الانتصار، لذلك يجب تدمير نشوة الانتصار، وهنا اختلف الإسرائيليون، ونتنياهو لا يستطيع أن يقود حكومته إلا بعملية عدوانية واسعة على غزة، لذلك على الفلسطينيين مواجهة النيات الإسرائيلية بوحدة حقيقية على الأرض".
نظرة إسرائيل لغزة والضفة
وحول التوجهات الإسرائيلية نحو غزة والضفة، أوضح القيادي الفلسطيني أن عملية السلام التي بدأت بأوسلو بين الفلسطينيين والإسرائيليين عام 1993 كان شعار إسرائيل فيها لتكن غزة هي "سنغافورة" أو "شرق أوسط جديد"، ولم يمانعوا أن ينتقل إليها الفلسطينيون من كل مكان للعمل فيها.
وأضاف أن إسرائيل لها في الضفة الغربية 3 محددات، وهي القدس موحدة عاصمة لإسرائيل، والمستوطنات باقية تستنزف موارد الشعب الفلسطيني وتقتل حلمه، وأخيرا أن تكون السيادة في الضفة الغربية لإسرائيل، وبالتالي لا انسحابات إسرائيلية جذرية من الضفة.
ورأى أن إسرائيل نقلت المعركة من مدنها إلى الضفة الغربية من خلال المستوطنات وعصابات المستوطنين، لتحصن المدن الإسرائيلية من عمليات الفلسطينيين الفدائية، وتبقي المعركة في الضفة وعليها بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وشدد على أن كل المحاولات الإسرائيلية لن تثنينا عن النضال لتحقيق أهدافنا الوطنية، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني سيبقى يناضل ضد الاحتلال وممارساته وإجراءاته الاحتلالية، ولن يقر بأي تغييرات على الأرض، مؤكدا أن كل هذه الإجراءات رفضها العالم، وتجلى ذلك في المواقف العربية والإسلامية والمسيحية الرسمية والشعبية من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن نقل سفارة بلاده إلى القدس.