الغرياني وبلحاج.. "لقاء الدم" يكشف سيناريوهات "كارثية" تنتظر ليبيا
أزمة سياسية "خانقة" تعيشها ليبيا أججها رفض الحكومة المقالة تسليم السلطة، وتحالفها مع تيارات إخوانية وإرهابية، للبقاء مهما كلف الأمر.
تحالفات لم تتورع حكومة عبدالحميد الدبيبة السابقة في إظهارها للعلن، كنوع من الرسائل المباشرة لمن تعتبرهم خصومًا سياسيين لها، مفادها أن أي محاولات للدخول إلى العاصمة طرابلس، ستواجه بمقاومة تراق فيها الكثير من الدماء.
إصرار الدبيبة على البقاء والمقاومة يستمده من مساندة المليشيات المسلحة التي "أغدق" عليها الأموال خلال الفترة الماضية للوقوف إلى جواره، إذا ما قرر خوض معركة مع رئيس حكومة الاستقرار فتحي باشاغا.
إلا أن ما زاد من صلابة موقفه، كان التحول الجذري الذي حدث خلال الأيام الماضية، مع قدوم أمير الجماعة الليبية المقاتلة عبدالحكيم بلحاج إلى طرابلس، وبدئه خططًا للتحالف مع بعض القوى المتواجدة في الغرب الليبي.
التحالف الأخطر
لعل أخطر هذه التحالفات تلك التي كشف عنها أمس، مع زيارته (بلحاج) مفتي الإرهاب في ليبيا الصادق الغرياني، والتي دقت ناقوس الخطر، من اتخاذ الأخير الدين –كعادته- لإضفاء نوع من الشرعية على تلك الجماعة، والإفتاء بإباحة التبرع لها أو القتل ضمن صفوفها، في إطار معركة تستعد لها المنطقة الغربية ضد أي محاولة لباشاغا دخولها.
وكان البرلمان الليبي عزل الصادق الغرياني، في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، لفتاواه التحريضية على سفك دماء الليبيين، ولكون الرجل لم يتوان عن تطويع الدين وسيلة لتحقيق أطماع تنظيم الإخوان في ليبيا.
وكشفت زيارة بلحاج إلى الغرياني عن "سيناريوهات مظلمة" قد تواجه ليبيا خلال المرحلة المقبلة، إذا ما أقدم باشاغا على الدخول إلى العاصمة طرابلس، لتسلم السلطة.
دمج الإرهابيين
زيارة قال عنها المحلل السياسي الليبي خالد الترجمان، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إنها تأتي في إطار إعادة ترتيب الأوضاع، وإعادة دمج المجاميع "الإرهابية" في ليبيا مجددًا، لاتخاذ المواقف السياسية معا.
وأوضح المحلل الليبي، أن هذه الزيارة هي نوع من التلويح بأن هذه المجاميع وخاصة الجماعة الليبية المقاتلة التي يرأسها بلحاج وبقايا القاعدة ستكون في واجهة أية أعمال عسكرية تنشب مستقبلا.
وأشار إلى أن مجيء بلحاج إلى زيارة الصادق الغرياني هي تتمة للتوافقات التي تمت بين الغرياني والدبيبة على تمويل مليشيات "الليبية المقاتلة" التي تعد جزءًا لا يتجزأ من الجماعات "المتطرفة".
ورغم أن تلك العناصر تنضوي رسميًا تحت عباءة الإخوان المسلمين، إلا أن لهم رؤاهم الخاصة بهم، التي تعتمد على جانبي "التقية" والعمل السياسي، للاستفادة من الأوضاع التي تنشأ حولها، بحسب الترجمان، الذي قال إن الزيارة إعلان صريح بأن المجموعات المتطرفة، والتي تدعو للعنف والقتال، تحاول إيجاد طريق للاستفادة السياسية، في إطار ترتيبات المرحلة المقبلة.
رسائل عدة
وفيما قال الترجمان، إن الفترة المقبلة ستكون أكثر وضوحا في مخطط هذا التحالف الجديد، إلا أن المحلل السياسي الليبي عبدالمنعم اليسير، أكد أن الطرفين ليسا بحاجة إلى زيارة، لأنهما دوما على اتصال.
وأوضح المحلل الليبي، أن إدارة البحوث الشرعية التابعة للصداق الغرياني تدار من قبل الجماعة الليبية المقاتلة، مشيرًا إلى أنه رغم أن تلك الزيارة مجرد دعاية ليس أكثر، إلا أن الطرفين حاولا من خلالها إيصال بعض الرسائل.
ومن بين تلك الرسائل –بحسب اليسير- أن الطرفين باتا فريقًا واحدًا متواجد الآن في العاصمة طرابلس، وأنها أصبحا مسيطرين بعد أن نجحا في إلغاء الانتخابات.
وأشار المحلل السياسي الليبي، إلى أنه بعد إفشال الانتخابات أصبحت خطة هذا الفريق، السيطرة الكاملة على المنطقة الغربية وإرجاع الأمور كما هي، مؤكدًا أنهم يسعون لجر أمريكا والناتو لحرب ضد القوات المسلحة الليبية؛ بحجة أن القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر ومن معه متحالفين مع روسيا.
وأكد أن خطوات حثيثة يخطوها الغرياني وبلحاج، أملا في إيجاد تحالف دولي للقضاء على القوات المسلحة الليبية والسيطرة الكاملة على هذا البلد والمنشآت النفطية، والوصول إلى الحدود المصرية، لتهديد القاهرة.