عبدالحليم حافظ وعمر الشريف.. سؤال من «العندليب» حرك أحزان «لورانس العرب»
تميز "العندليب الأسمر" عبدالحليم حافظ بجانب موهبته الغنائية الفطرية، بخفة الظل وحب الصداقات لذا جمعته علاقات إنسانية بعدد كبير من نجوم الزمن الجميل مثل الموسيقار محمد عبدالوهاب، ونادية لطفي، والنجم العالمي عمر الشريف.
وبمناسبة ذكرى ميلاد "العندليب" التي تحل الجمعة 21 يونيو/حزيران 2024، تسلط "العين الإخبارية" الضوء على علاقته بعمر الشريف.
مهمة صعبة
بدأت علاقة الصداقة بين عبدالحليم حافظ وعمر الشريف في أثناء تصوير فيلم "أيامنا الحلوة" عام 1955، الذي شارك في بطولته أحمد رمزي وفاتن حمامة.
بمرور الأيام تطورت أواصر الصداقة وبات عبدالحليم حافظ جزءا من "شلة" عمر الشريف ورشدي أباظة ولاعب كرة القدم الشهير صالح سليم.
وعندما سافر عمر الشريف للخارج وشارك في أعمال سينمائية مهمة، تعرض لحملات هجوم عنيفة من مجلة "الشبكة" التي كانت ذائعة الصيت وقتها.
ووقف العندليب بجانب صديقه وتواصل مع إدارة مجلة "الشبكة"، واقترح أن يُجري حوارا مع عمر الشريف ليجيب فيه عن الاتهامات التي طالته بعد احترافه التمثيل في هوليوود.
في العاصمة البريطانية لندن، التقى عبدالحليم عمر الشريف، وأجرى معه حوارا طويلا نشر في مجلة "الشبكة".
خلال هذا الحوار سأل العندليب عمر الشريف سؤالا حرك أحزانه، إذ قال له "هل نجحت في تكوين أصدقاء بعيدا عن مصر"، وقال عمر الشريف "أشعر أني غريب، ليس لي بيت، ليس لي أصحاب، وهنا من الصعب أن تجد أصدقاء بالمعنى الذي تجده في مصر، في الخارج العقلية مختلفة وأنا دائم السفر من بلد لآخر".
وتوجه عبدالحليم بسؤال مفاجئ لعمر الشريف: "هل فكرت أن تأخذ جنسية أخرى بخلاف المصرية؟ فرد الشريف غاضبا "لا طبعا، ما تردد حول هذا الأمر مجرد كلام فارغ".
لمحة من مشوار عبدالحليم حافظ
درس عبدالحليم حافظ بمعهد الموسيقى العربية، قسم تلحين، وعقب التخرج عمل مثل شقيقه مدرسا للموسيقى، لكن سرعان ما أدرك أنه خلق ليكون مطربا، ولذا قدم استقالته وعمل بالفرقة الموسيقية داخل الإذاعة المصرية، وشاءت الظروف أن يلتقي الإذاعي الكبير حافظ عبدالوهاب، الذي تحمس لصوته ومنحه أيضا اسم الشهرة.
تألق عبدالحليم حافظ في الإذاعة المصرية بعدد كبير من الأغنيات، ولذا راهن عليه صناع السينما، وتم ترشيحه عام 1955 لبطولة فيلم "لحن الوفاء" ولسوء الحظ، ساءت حالته الصحية بعد عرض الفيلم مباشرة، وتبين أنه يعاني من مرض البلهارسيا.
بمرور الأيام ساءت حالته الصحية، وأصيب الكبد بالتليف الكامل، ولكنه رغم وضعه الصحي واصل العمل وقدم أغنيات رائعة، أصبحت بصمات خالدة كما قدم للسينما 16 فيلما منها "أبي فوق الشجرة، الوسادة الخالية، الخطايا"، وفي 30 مارس/آذار 1977 مات أثناء علاجه بالعاصمة الفرنسية باريس.