بالفيديو.. عبد الحسين عبد الرضا.. يا "قاصد الخير يا أبورِدح"
ارتكز مسرح العملاق الكويتي على تقديم مقاربتِه الخاصة للقضايا الاجتماعية والسياسية في الكويت ودول الخليج.
"يا قاصدَ الخيرِ يا أبورِدح .. يا مساعدَ الغيرِ يا أبوردِح".. لم تكنْ هذه الأهزوجةُ مجردَ مقدمةٍ لأحدِ مسلسلاتِ الفنانِ الكويتيِّ عبد الحسين عبد الرضا، بل كانت عنواناً لحياةِ عملاقِ المسرحِ الخليجي، منذ إطلاقِ صرختِهِ الأولى بدروازة عبد الرزاق في فريج العوازم شرقي الكويت في عامِ 1939، وحتى رحيلهِ الجمعةَ الماضي، في مشفى بالعاصمةِ البريطانيةِ لندن.
فمنذُ انطلاقتِهِ كأحدِ مؤسسي الحركةِ الفنيةِ في الخليجِ العربيِّ، على يدِ مكتشفِهِ الرائدِ المسرحيِّ المصريِّ زكي طليمات مطلعَ ستينياتِ القرنِ الماضي، اجترحَ "بوعدنان" أدائيتهِ الخاصِة على خشبةِ المسرح، مقدماً ما يربو على 33 مسرحيةً، بدأَ خلالها مهمةَ إرساءِ معالمِ هويةٍ كويتيةٍ خاصةٍ في أعمالٍ مثلَ "بني صامت" و"على هامان يا فرعون"، لتبلغَ ذروةَ اكتمالِ خصوصيتِها في عملِهِ الكوميديِّ الأثير "باي باي لندن".
ارتكزَ مسرحُ العملاقِ الكويتيِّ على تقديمِ مقاربتِهِ الخاصةِ للقضايا الاجتماعيةِ والسياسيةِ في الكويت ودولِ الخليج، مازجاً بين المسرحِ الجماهيري والمفاهيمي، ليضعَ لبناتِ مسرحٍ كويتيٍّ مقاومٍ تجلى في "سيف العرب" المسرحيةِ التي تصدى فيها للاحتلالِ العراقيِّ للكويت.
ولم تقتصرْ إسهاماتُ الراحلِ على إطلالتِهِ العفويةِ الفريدة، بل تعدتهَا إلى تأسيسِ حركةٍ مسرحيةٍ مفاهيمية عبر فرقتي " المسرح العربي" و"المسرح الوطني"، كما وضعَ بصمتَهُ في تاريخِ الدراما الخليجيةِ عبر المسلسلِ الخليجيِّ الأشهرِ على الإطلاقِ "درب الزلق".
رحلَ عبد الحسين عبد الرضا بجسدِه، إلا أنَّ أعمالَهُ التي تحفظُها ذاكرةُ المتلقينَ من المحيطِ إلى الخليج لازالتْ خالدةً تمنحُ تعريفاً مغايراً لمصطلحِ الفنانِ الشاملِ في العالمِ العربيِّ.