عبدالله عبدالكريم: ثقافة التسامح ليست لحظية ونشرها يعتمد على الإعلام بشكل كبير
قال المدير التنفيذي لقطاع المحتوى الإخباري بالإنابة في وكالة أنباء الإمارات "وام" عبدالله عبدالكريم الريسي، إن الإعلام له دور كبير في بلورة ونشر ثقافة التسامح.
وأوضح الريسي، في مداخلته خلال مساحة نقاشية نظمتها "العين الإخبارية" بعنوان "الإعلام ورسالة التسامح.. بين الواقع والمأمول"، أن ثقافة التسامح ليست لحظية، ولكن تحتاج إلى تكرار واستدامة لزرع ونشر الأفكار الإيجابية حول التسامح.
وتابع: "نشر ثقافة التسامح يعتمد على الإعلام بشكل كبير، فإذا تواجدت قوانين عن التسامح وضد التمييز والكراهية في أي دولة، دون تسليط الضوء عليها في وسائل الإعلام، ستواجه تلك الدولة الكثير من التحديات، لأن الإعلام غير مساهم في نشر هذه الثقافة".
وشدد الريسي على أن الإعلام الوطني الإماراتي قام بدور كبير خلال السنوات الماضية في تأصيل مفهوم التسامح، مضيفا: "نجني ثمار ذلك اليوم، وخرجنا من الإطار المحلي ونعمل على هذه المفاهيم في إطار دولي".
وتحدث الريسي عن فعاليات الكونغرس العالمي للإعلام الذي تستضيفه العاصمة الإماراتية أبوظبي، وقال إن النسخة الأولى من الكونغرس العالمي للإعلام لاقت الكثير من الصدى الإيجابي، الأمر الذي يدفع إلى تقديم المزيد في النسخ المقبلة.
وأوضح أن التفاعل كان كبيرا جدا مع موضوع التسامح، ما يحفز الجميع على الاستمرار في هذا الأمر، والتركيز على ابتكار أفكار تنشر مفاهيم التسامح بشكل أفضل خلال الدورات المقبلة، لمواكبة التغييرات لأن مفهوم التسامح يتجدد مع تجدد التحديات على مستوى العالم.
وأضاف المدير التنفيذي لقطاع المحتوى الإخباري بالإنابة في "وام": "في 2019 وقعنا ميثاق تسامح مع مجموعة كبيرة من وكالات الأنباء، وهذه الفكرة لاقت استحسان شركائنا للدعوة إلى تغليب الحكمة والتسامح واستخدام مفردات جديدة، حيث يتم تغيير وعي الأفراد ومتابعي وسائل الإعلام والابتعاد عن العبارات والجمل الخاصة بالتمييز والكراهية مع الوقت، وبنينا على هذه الفكرة في اليوم العالمي للتسامح ثاني أيام الكونغرس العالمي للإعلام".
وأشار إلى أن الكثير من المؤسسات الإعلامية أبدت رغبتها للدخول في تحالف التسامح الدولي، لافتا إلى أن وجود هذه الشراكات نابع من جهود دولة الإمارات خلال السنوات الماضية في نشر ثقافة التسامح، حيث يتعايش فيها أكثر من 200 جنسية في سلام.
في سياق آخر، قال الريسي إن الحديث عن الموازنة بين حرية التعبير والمسؤولية الأخلاقية لوسائل الإعلام يعد متشابكا ومعقدا، بسبب تغير عقلية الجمهور وتغير القوانين من مكان لآخر.
ولفت إلى أن التحدي الأساسي الذي نمر به هو تحدي قيمي في المقام الأول، فالإعلام دائما يبحث عن الانتشار والوصول بشكل كبير، وبعض المؤسسات الإعلامية أو الشبكات الإخبارية تتنازل عن القيم مقابل تحقيق مشاهدات أكثر.
وشدد الريسي على أن المؤسسات العامة أو المعلنين الذين يبحثون عن الترويج لخدماتهم أو منتجاتهم يتحملون مسؤولية كبيرة في هذا الإطار، لسعيهم وراء التأثير والوصول أكثر إلى الجمهور، مؤكدا أن المشاهدات والرغبة في الوصول والتأثير طاغية حتى على أشياء كثيرة جدا، مطالبا المؤسسات القائمة على التشريع وعلى الشأن الثقافي بأن تزيد من جرعة التوعية الثقافية وتعزيز القيم كي تحاول قدر الإمكان التصدي لمسألة تمييع القيم والتخفيف منها، وعدم الاهتمام بها أو التنازل عنها في مقابل أرباح او مكاسب وهمية.