عبدالله بن بيه: يجب مواجهة التطرف في إطار "عولمي"
رئيس منتدى السلم في المجتمعات المسلمة يشدد على الهجوم الإرهابي على المصلين في نيوزيلاندا، ويكشف حجم وخطورة فكر التطرف وخطاب الكراهية.
أكد الشيخ عبدالله بن بيه، رئيس منتدى السلم في المجتمعات المسلمة، أن مواجهة تيارات التطرف وخطابات العنف والكراهية، يجب أن تتم في إطار معالجة كلية أو ما وصفه بـ"إطار عولمي" لمواجهة الظاهرة في الساحتين الدولية والإسلامية.
- هزاع بن زايد عن لقاء "الأخوة الإنسانية": المحبة في مواجهة التطرف
- شيخ الأزهر: التعاون مع الإمارات ساهم في مواجهة التطرف
واستعرض الشيخ عبدالله بن بيه المجزرة الإرهابية ضد المسلمين في نيوزيلندا، كنموذج لهذا النوع من التطرف الذي يفرض ضرورة المواجهة في إطارها العالمي.
جاء ذلك خلال افتتاح أعمال المؤتمر العلمي السادس حول مواجهة تيارات التطرف وخطاب الكراهية في الأمة الإسلامية، الأربعاء، الذي تستضيفه موريتانيا لمدة يومين، ويناقش وحدة الأمة الاسلامية في مواجهة التطرف.
ويشارك في المؤتمر شخصيات علمية دولية وعربية أبرزهم: الشيخ عبدالله بن بيه رئيس منتدى السلم في المجتمعات المسلمة، ووفود عدد من البلدان الإسلامية مثل المملكة العربية السعودية، ومصر، وباحثون من المغرب العربي ولبنان وشمال وغرب أفريقيا، بالإضافة إلى البوسنة والهرسك والولايات المتحدة الأمريكية.
وشدد الشيخ بن بيه خلال محاضرة حول "الوحدة الإسلامية في مواجهة تيارات التطرف وخطابات الكراهية" على أن الهجوم الإرهابي على المصلين الآمنين بالمساجد في نيوزيلاندا، يكشف حجم وخطورة فكر التطرف وخطاب الكراهية وأهمية تناول مثل هذه القضايا المتصلة بروح الوحدة والانسجام وأمن المجتمعات.
وأشار إلى أن موضوع الوحدة الإسلامية في مواجهة تيارات التطرف، متسع الأرجاء ومترامي الأطراف، معتبراً أن الوحدة الإسلامية لا تزال محل "أشواق لدى البعض ومحل إشفاق لدى البعض الآخر".
مواجهة الطرف وخطاب الكراهية
تناولت محاضرة العلامة الشيخ عبدالله بن بيه الموضوع من 4 محاور هي: مفهوم الوحدة، والوحدة بين المثالة والواقع، ومفهوم التطرف، بالإضافة إلى ضرورة الوحدة الفكرية في مواجهة التطرف، وأخيراً الوحدة في سياق العولمة أو ما سماه "مقاربة أولي بقية".
وأشاد الشيخ عبدالله بن بيه بحسن تعامل حكومة نيوزيلاندا مع الهجوم الإرهابي البشع، والإجراءات التي اتخذتها لحماية مواطنيها المسلمين، مشيراً إلى أن الهجوم الإرهابي يتطلب ما وصفه بتحرك "عقلاني ومدروس" من المسلمين، حتى لا يؤدي إلى ردة فعل تدفع آخرين لارتكاب فعل مماثل ضد أحد لا ذنب له.
وحذر الشيخ عبدالله بن بيه مما وصفه بـ"سلوك الفعل ورد الفعل الذي تذهب فيه القيم وتضيع العقول، وتهدر المصالح وينال المتطرف بغيته بخيار الحرب العبثية" على حد تعبيره.
وأشار إلى الحوارات الجادة بين المسلمين ومختلف الديانات السماوية تحت عنوان "حلف الفضول"، وذلك للدخول في تحالفات عابرة للقارات والثقافات، مستعرضاً بعض نماذج الحوار لمواجهة فكر التطرف وخطاب الكراهية، مثل إنشاء بيت العائلة "الإبراهيمية الكبرى" كمبادرة تتصف بالديمومة والتعاون الإيجابي بين أتباع الديانات الأخرى، من أجل التخفيف مما وصفها بالنبرة العدمية وإبعاد شبح الكراهية والعنف.
واستعرض الشيخ عبدالله بن بيه ما قام به منتدى "السلم في المجتمعات المسلمة" من تأصيل لحلف الفضول في ديسمبر/كانون الأول الماضي في أبوظبي، خلال مؤتمر المنتدى السنوي الذي استضاف مشاركين من أنحاء العالم والعالم الإسلامي، من أجل تجديد الحلف.
من جانبه، قال محمد سالم ولد البشير الوزير الأول في موريتانيا (رئيس الوزراء)، خلال افتتاح أعمال المؤتمر: "إن اختيار موضوع المؤتمر نابع من إدراك موريتانيا لدقة اللحظة التاريخية التي تمر بها الأمة الإسلامية، وما يكتنفها من مخاطر تهدد وحدتنا".
وأشار رئيس الوزراء الموريتاني، إلى أن بلاده قطعت خطوات كبيرة للتصدي لخطاب الكراهية والتطرف، ووضعت مقاربة أمنية رائدة أدخلت البلاد في أمن واستقرار، مشيراً إلى أن هذه المقاربة ذات أبعاد فكرية ومنفتحة على الجميع عبر مد أشرعة الحوار وإقامة ندوات علمية وملتقيات فكرية تسعى إلى تعميق الوعي الديني وتعزيز مفاهيم الوسطية ونشر قيم التسامح والمحبة والإخاء.
جلسات علمية
يشهد المؤتمر تقديم خمسة عشر عرضاً موزعة على سبعة محاور أهمها محور حول وحدة الأمة الإسلامية في مواجهة التطرف، ويضمن تقديم عروض أولها حول "التأصيل الشرعي لمفهوم الوحدة والاختلاف"، يلقيه الشيخ محمد المختار ولد أمبالة، الرئيس السابق لهيئة الفتوى والمظالم الموريتانية، وعرض ثانٍ حول "الحوار الفكري ودوره في تصحيح المفاهيم ورفع الشبهات، يلقيها أحمد الخاطب، الأستاذ بجامعة القرويين المغربية، بالإضافة إلى عرض ثالث يلقيه الدكتور أحمد المسلماني من جمهورية مصر العربية ويتناول الخلفيات الأيديولوجية لفكر التطرف.
أما المحور الثاني من المؤتمر فيتضمن كذلك تقديم عدة عروض أبرزها حول التنوع الثقافي وقيم الإسلام، يلقيه الدكتور رمضان البرهومي من جامعة الزيتونة التونسية، وكذلك عرضاً حول التنوع المذهبي في الإسلام يلقيها الدكتور رضوان السيد وهو مفكر وباحث لبناني.
ومن بين موضوعات المحور عروض حول: الإسلام وقيم التسامح، يتحدث فيها محمد فال ولد أرشيد من وزارة الشؤون الإسلامية الموريتانية، وعرض عن المواطنة والانتماء الديني يلقيه الدكتور السيد ولد أباه الأستاذ الجامعي الموريتاني.
ويشهد المحور الثالث من المؤتمر، الوحدة الإسلامية في مواجهة خطابات تيارات التطرف وخطابات الكراهية، تقديم عروض وجلسات أهمها عرض حول الفكر التكفيري ومخاطره على الأمة يلقيها الدكتور سيد ألمين بن ناصر، الباحث في الفكر الإسلامي، وكذلك عرض حول التعليم الأصلي ودوره في تعزيز السلم الأهلي يلقيها الشيخ أبوبكر ولد أحمد رئيس مجلس جائزة "شنقيط".
وتتناول عروض ضمن هذا المحور كذلك محاضرات حول: دور المؤسسات التربوية في تحصين الشباب من الانحراف والتطرف، يلقيها الدكتور الخليل النحوي، وكذلك عرضاً حول دور التصوف السني في الوقاية من العنف والتطرف تلقيها الدكتور كريمة بوعمري.
والمحور الرابع من المؤتمر يتناول عروضا أهمها: الرؤية الشرعية حول خطاب الكراهية والتطرف، يلقيها الشيخ محمد فاضل ولد محمد الأمين وهو وزير موريتاني سابق للشؤون الدينية، وكذلك عرضا حول: البعد القانوني لمواجهة العنصرية وخطاب الكراهية يلقيه المحامي الموريتاني النعمة ولد أحمد زيدان، بالإضافة إلى عرض حول التطرف الديني في منطقة الساحل الأفريقي يقدمه الدكتور عبدالرحمن ميغا من الجامعة الإسلامية بالنيجر.
ويتضمن المحور الأخير عروضاً حول: مخاطر خطاب الكراهية والتطرف على وحدة الأمة والسلم الأهلي يقليها الأستاذ والباحث الاجتماعي الدكتور بلال ولد حمزة، أمين عام مجلس جائرة "شنقيط"، ثم عرض حول خطاب الكراهية والتطرف في وسائط التواصل الاجتماعي، يلقيها الأستاذ الجامعي الدكتور الحسين ولد أمدو.
aXA6IDMuMTM4LjEyNC4xMjMg جزيرة ام اند امز