عبدالله بن زايد: الإمارات تزخر بالكوادر الوطنية المبدعة
الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، يشهد انطلاق فعاليات "منتدى القادة التعليمي".
شهد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، اليوم الثلاثاء، انطلاق فعاليات "منتدى القادة التعليمي" الذي يتصدر جدول أعمال الدورة الثالثة من "أسبوع التعليم التقني2017 " والتي تستمر حتى 16 يناير الجاري بمختلف مناطق الإمارات، وذلك تحت رعاية كريمة من الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، أن دولة الإمارات تزخر بالكوادر الوطنية المشرفة والمبدعة والثرية في كل التخصصات وقطاعات العمل والإنتاج.
وقال إن الدولة تشهد إنجازات كبيرة وتطورات متلاحقة ذات معايير عالمية متقدمة في كل النواحي وذلك في إطار الجهود المشهودة التي تقوم بها قيادة الدولة الرشيدة ممثلة في الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بما يضمن تقدم الدولة لرفاهية المجتمع.
وأعرب الشيخ عبدالله بن زايد عن فخر واعتزاز القيادة الرشيدة بشباب الوطن الذين يعملون وفق رؤية إماراتية خالصة وواضحة المعالم قوامها أن أبناء الوطن لا يعرفون المستحيل فهي كلمة لا وجود لها في قاموس دولتنا التي أرسى دعائمها القائد المؤسس الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه ومعه الرعيل الأول الذي بات قدوتنا في مواجهة الصعاب وتحقيق الطموحات والآمال.
وأكد تقديره البالغ للدور البارز الذي يقوم به مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني في سبيل تحقيق وتنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة وتحويلها إلى واقع فعلي نعيشه مع شباب وفتيات الوطن المخلصين والمبدعين بحق.
ولفت إلى أن مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني من الصروح العلمية الرائدة التي تم إنشاؤها عام 2010 بمبادرة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.. لتكون مهمته الرئيسية نشر التعليم التقني والمهني في مختلف إمارات الدولة وهو الأمر الذي تحقق بالفعل.
وأشار إلى أن قيادة الدولة الرشيدة نجحت في تمكين "أبوظبي التقني" من تشيد المجمعات العلمية المتخصصة في مختلف مناطق الإمارات، وهو إنجاز عالمي كبير ومتميز نجح في صناعة الكفاءات الوطنية المتخصصة في مختلف المجالات والتخصصات المطلوبة في سوق العمل المحلي والعالمي.
وحضر الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الجلسة الحوارية التي عقدت في المنتدى تحت عنوان "الاستثمار في الشباب حاضرنا ومستقبلنا" وأدارتها الإعلامية رحاب عبدالله مقدمة برامج في قناة أبوظبي واستضافت عددا من شباب الوطن المبدعين وهم أحمد المزروعي وأسماء المسماري وعبدالرحمن الخميري وفهد الشيباني ومنى الهاشمي.
وأشاد بالمخترع أحمد المزروعي رائد الابتكار الذي استعرض تجربته المتميزة والفريدة طيلة 18 عاما، وسجله الحافل بالإنجازات والاختراعات التي من بينها الروبوت الأمني لعام 2015 أول سيارة مصنعة في دولة الإمارات وأول دراجة هوائية تعمل بالطاقة الشمسية وجهاز سباق الهجن وجهاز صيد الصقور وجهاز القنص البعيد المدى إضافة إلى العديد من الاختراعات التي تخدم القطاع العسكري، ما أهله للحصول على الكثير من الجوائز منها جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لدعم مشاريع الشباب كأفضل رجل أعمال لسنة 2015 وجائزة أفضل رواد الأعمال الإماراتيين الأكثر إبداعا من مجلة فوربس العالمية وجائزة أول مبتكر إماراتي كما أنه المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة من الشركات الصناعية ومركز أحمد المزروعي للابتكار.
وأشاد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أيضا بتجربة أسماء المسماري التي تحدثت خلال الجلسة عن مشوارها في مجال التمريض وعملها في مدينة الشيخ خليفة الطبية وحصولها على درجة البكالوريوس في العلوم والتمريض من جامعة الشارقة عام 2012 ونيل درجة الماجستير في إدارة خدمات الرعاية الصحية في كلية الجراحين الملكية في إيرلندا عام 2016 ورحلة مشاركتها في المسابقة الوطنية لمهارات الإمارات فئة الرعاية الصحية والاجتماعية عام 2011 حيث فازت بالميدالية الذهبية ما أهلها لتمثيل الدولة في المسابقة العالمية للمهارات في لندن عام 2011.
كما أشاد الشيخ عبدالله بن زايد بتجربة عبدالرحمن الخميري الذي شارك في تطوير برنامج لتوعية وتعريف طلبة المدارس بالطاقة النووية السلمية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية في النمسا بعد أن بدأ تجربته مع التعليم والتدريب التقني والمهني عام 2008.
كما استمع إلى تجربة المهندس فهد الشيباني الذي يعمل حاليا للحصول على درجة الدكتوراه من جامعة أوكسفورد في مجال البحث العلمي للدمج بين تخصص الروبوت والطب الحيوي.
وواصل الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان متابعته الحثيثة للتجارب الإماراتية الفريدة ومنها تجربة منى الهاشمي "أول شيف إماراتية" التي سعت إلى تحقيق طموحاتها للعمل في مجال الفنادق كطاهية رغم نيلها البكالوريوس في التجارة الإلكترونية من كليات التقنية العليا عام 2012.
وفي نهاية الجلسة حرص الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، على مصافحة الشباب المشاركين في الجلسة وتبادل الحديث معهم، مؤكدا لهم أن الوطن يعول عليهم لمواصلة مسيرة النماء والتطور وتحقيق الريادة في شتى المجالات.
وخلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى القيادة التعليمية، قدم حسين بن إبراهيم الحمادي، وزير التربية والتعليم، ورقة العمل الرئيسية بعنوان "مستقبل التعليم في الإمارات".
وأكد أن رعاية الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، لهذا الحدث المهم تشير بوضوح إلى أن التعليم يحظى بالأولوية القصوى لدى القيادة الرشيدة التي قدمت كل الامكانيات لأحداث نقلة نوعية جديدة في منظومة التعليم بالدولة تتوافق مع أكثر النظم العالمية تطورا من أجل صناعة الكفاءات والمخرجات الوطنية ذات السمات المهنية والشخصية القادرة على تلبية متطلبات الحاضر والمستقبل.
ولفت إلى أن الوزارة نفذت توجيهات القيادة الرشيدة باختيار النظام التعليمي المتطور الأنسب للدولة خاصة في هذه المرحلة التي ننتقل فيها من الاقتصاد المبني على النفط إلى الاقتصاد القائم على المعرفة الذي يتطلب تنمية وتطوير المهارات والقدرات الابتكارية لدى المواطنين، حيث تعاونت الوزارة بالفعل مع الكثير من المؤسسات العالمية والمحلية لتطوير المناهج والمعلمين والهيئات الادارية وكافة عناصر المنظومة التعليمية بالدولة، ما يؤكد أننا جاهزون للمستقبل ببناء المدرسة الإماراتية المتميزة في كافة عناصرها.
وأشار إلى أن الوزارة استحدثت أيضا مبادرة "سفراء الابتكار" لتمكين الطلبة المواطنين من الاطلاع على أفضل الممارسات العالمية في مجال الابتكار بما يخدم القطاعات الاستراتيجية السبعة التي تضمنتها الاستراتيجية الوطنية للابتكار وقد استقطبت المبادرة هذا العام 160 طالبا وطالبة من طلبة الصف التاسع وحتى الثاني عشر.
من جانبه، قال مبارك سعيد الشامسي، مدير عام مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، في كلمته الافتتاحية للمنتدى، إن هذا الحدث يأتي ترجمة لتنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة بضرورة تنمية العقول الشابة وتطوير قدراتها لبناء اقتصاد معرفي قائم على الإبتكار والتنمية المستدامة.
وأضاف أن أسبوع التعليم التقني والابتكار 2017 يتم تنظيمه في جميع المؤسسات التعليمية التابعة للمركز بمختلف أرجاء الدولة لإتاحة الفرصة للشباب وأولياء الأمور للحديث ومناقشة المسؤولين والمختصين للتعرف على الفرص الوظيفية المتخصصة بالتعليم التقني والتي تنتظرهم في المستقبل.
فيما يتضمن منتدى القادة التجارب المتميزة للشباب الإماراتي بما يعمق روح الريادة والابتكار لدى الطلبة.
وتحت شعار "الطريق نحو الأمام وأهمية تنويع الاقتصاد" عقدت الجلسة الحوارية الأولى بحضور حسين الحمادي وأدارها الإعلامي أحمد اليماحي، مقدم برامج في قناة أبوظبي، وشارك فيها سامي القمزي المدير العام لدائرة التنمية الاقتصادية في دبي وسعيد الخييلي المدير العام للمؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة والدكتور المهندس محمد الأحبابي المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء.
وقال سامي القمزي، المدير العام لدائرة التنمية الاقتصادية في دبي، إن اقتصاد الإمارات حقق نمو بنسبة 4% خلال السنوات الأربع الماضية متجاوزا بذلك معدل 3.5% المسجل على مستوى الاقتصاد العالمي في الفترة الزمنية نفسها كما تتمتع الدولة بنمو نوعي في الأنشطة الاقتصادية غير النفطية بشكل مضطرد مدعومة باستراتيجية التنوع الاقتصادي والتنمية المستدامة التي اعتمدتها قيادتنا الرشيدة.
فيما قال سعيد الخييلي إن عدد المصانع التي تتبع المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة ارتفع إلى 650 مصنعا تغطي كل التخصصات كما تسعى المؤسسة بالتعاون مع "أبوظبي التقني" لاستقطاب الكفاءات الوطنية الطموحة ليكون لها الدور المستقبلي الرائد في كل قطاعات العمل التخصصي.
أما الدكتور المهندس محمد الأحبابي المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء فقد دعا شباب وفتيات الإمارات إلى الدراسة والعمل في قطاع الفضاء الذي يحظى باهتمام كبير من القيادة الرشيدة.. لافتا إلى أن من أبرز مبادرات ومشاريع وكالة الإمارات للفضاء دعم ورعاية مشروع مسبار الأمل وإعداد دراسة تقييمية للقطاع الفضائي الوطن وإعداد الخطة الإستراتيجية للنهوض بالقطاع الفضائي في دولة الإمارات وعقد مجموعة من الشراكات المحلية والدولية ورفع الوعي بأهمية قطاع الفضاء.
وكشف الأحبابي عن قيام وكالة فضاء الإمارات بتزويد المناهج الدراسية بالكثير من الموضوعات المتعلقة بالفضاء لتشجيع النشئ على دراسة هذا التخصص المهم كما تقوم الوكالة بابتعاث الكفاءات الوطنية في بعثات خارجية إضافة إلى دعم الجامعات بالمواد والمختبرات التخصصية.
وأدار بدر العلماء الرئيس التنفيذي لشركة ستراتا الجلسة الثانية وتحدث خلالها وينر فايمان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة وهيرام سامل الأستاذ المشارك في إدارة الأعمال الدولية بجامعة أكسفورد و الدكتور عارف الحمادي مدير ونائب الرئيس التنفيذي في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث وجيمس كاليجا مدير المركز الأوروبي لتطوير التدريب المهني حيث تم التأكيد على دور التعليم التقني في تطوير القطاعات الحيوية غير النفطية من خلال تشجيع الطلبة والشباب على الإبتكار والشراكات مع القطاع الصناعي والعمل الريادي والإبداعي في كل التخصصات المرتبطة بسوق العمل الحالية والمستقبل.
وقال وينر فايمان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إن دولة الإمارات تقوم بجهود دولية مشهوده لنشر العلم والابتكار بين دول العالم أجمع كما تنشر الخير والعطاء بين الأمم.
وقال الدكتور عارف الحمادي مدير جامعة خليفة إن قيادة الدولة الرشيدة تضع الشباب في قمة أولوياتها باعتباره أغلى ثروات الوطن ومن ثم فان جامعة خليفة تشجع طلابها على دراسة العلوم والرياضيات تمهيدا لتكون المسارات الهندسية والتكنولوجية هي مساراتهم المستقبلية.. لافتا إلى أن الإمارات تستثمر في الطاقة المتجددة والفضاء وقطع غيار الطائرات وغيرها من المجالات ما يشير إلى تنويع الاقتصاد في الدولة في ظل الجهود الكبيرة التي تقوم بها القيادة الرشيدة لتطوير القدرات المواطنة.
وأكد هيرام سامل الأستاذ المشارك في إدارة الأعمال الدولية بجامعة أكسفورد إن الإمارات يمكنها الدخول ضمن قائمة الدول العشر الافضل في الابتكارات بالعالم خاصة في ظل الرعاية الكبيرة والمتميزة التي تقدمها القيادة الإماراتية للشباب لتشجيعهم على الإبداع والابتكار ومما يدعم هذه الجهود الموقع الإستراتيجي للدولة وقدرتها على ربط العالم العربي والشرق أوسطى بأوروبا والعالم المتقدم بما يمكنها من إحداث نقلة نوعية جديدة في الابداع والابتكار بين شباب وفتيات الإمارات بل المنطقة بأسرها.
يذكرأن فعاليات "أسبوع التعليم التقني 2017" ستتواصل بمختلف إمارات الدولة حتى السادس عشر من يناير الجاري حيث تقام معارض "الاستكشاف العلمي" في 9 مؤسسات تعليمية تابعة لـ"أبوظبي التقني" ويقدم طلبة ثانويات التكنولوجيا التطبيقية والثانويات الفنية خلالها نخبة من المشروعات العلمية الجديدة التي تعكس مدى أهمية وتطور المستوى التعليمي التقني والمهني بالدولة.