إنجازات وآلام.. عامان لآبي أحمد في رئاسة وزراء إثيوبيا
الإثيوبيون يحتفلون الخميس بالعام الثاني لـ(آبي أحمد) في رئاسته للوزراء حيث بدأ رحلة الإصلاح والتغيير في مختلف المجالات
عام ثان ينضم إلى مشوار آبي أحمد في منصب رئيس وزراء إثيوبيا، بعد أن صعد إليه في 2 أبريل/نيسان 2018.
ويحتفل الإثيوبيون، الخميس، بالعام الثاني لـ(آبي أحمد)، حيث بدأ رحلة الإصلاح والتغيير في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية بالبلاد.
ومنذ تولي آبي أحمد، رئاسة وزراء الحكومة، شهدت إثيوبيا العديد من المتغيرات كما واجهت تحديات في مختلف المسارات.
ربما تميز العام الأول، من حكم آبي أحمد باستطاعته البدء في ثورة إصلاحية داخلية، تمكن خلالها من إحداث تغييرات رسمت ملامح مستقبل ليس لإثيوبيا فقط؛ بل لمنطقة القرن الأفريقي.
وخلال العام نفسه، تمكن آبي أحمد من تحقيق أكبر إنجازاته بإعادة الهدوء والاستقرار إثيوبيا، التي عانت من اضطرابات داخلية وشعبية على مدار 3 سنوات، وصل على إثرها رئاسة الوزراء قبل عامين.
وتمثلت إنجازته الكبرى في الإصلاحات الداخلية الواسعة التي أعاد خلالها هيكلة الهيئات ومؤسسات الدولة الديمقراطية وتمكين المرأة الإثيوبية، وإطلاق سراح المعتقلين والسجناء المعارضين، بالإضافة إلى رفع حركات المعارضة المسلحة من لائحة المجموعات الإرهابية في البلاد.
كما يأتي السلام الإثيوبي الإريتري من أهم الإنجازات التاريخية التي حققها آبي أحمد، ورسم بها ملامح مستقبل لمنطقة القرن الإفريقي ليتم مكافأته بجائزة نوبل للسلام.
غير أن ما حققه آبي أحمد، خلال عامه الأول من إنجازات لم يكن بالسهل عليه تحقيقه بنفس الوتيرة في العام الثاني؛ إذ بدت تحديات ومنعطفات واجه خلالها محاولات إرباك المشهد السياسي الإثيوبي وعرقلة مسيرته الإصلاحية.
وفي العام الثاني، تزاديت حدة إثارة النزاعات والصراعات بشكل ممنهج من قبل خصوم رئيس الوزراء الإثيوبي من "القوى المناوئة" كما سماها آبي أحمد؛ حيث استطاعت أن تشوه الكثير مما تحقق بإثارة النعرات والاغتيالات وإدخال البلاد في موجة نزوح داخلي لم تشهدها من قبل، ليبلغ عدد النازحين 2.8 مليون.
وقد مثل ذلك أكبر تحد لآبي أحمد في مواجهة من صنعوا العراقيل أمام مسيرته الإصلاحية، لكن الرجل، لم يستسلم لهذه المحاولات اليائسة من قبل ما سماهم المنتفعين من الدولة القابضة؛ حيث تمكن في فترة وجيزة من إعادة جميع النازحين إلى مناطقهم وتمكينهم من الاستقرار.
صدمات متكررة
لم تخل مسيرة العامين لتولي آبي أحمد، رئاسة الوزراء في إثيوبيا من صدمات متكررة؛ إذ فقد خلال شهر يونيو/حزيران الماضي رفقاء الوطن والبيت والسلطة، فتوفي والده في الـ17 من الشهر نفسه، ثم تلاحقه الصدمة الثانية بتحطم طائرة إثيوبية متجهة من أديس أبابا إلى نيروبي تقل 149 راكبا، كل ذلك ولا يزال صامداً، بل يمضي في طريق الإصلاح داخلياً وخارجياً.
وبين هذه الأحداث والصدمات، مد آبي أحمد يده للسودان لنزع فتيل الخلافات بين القوى الداخلية وتوجت بالنجاح؛ ثم عرض الرجل لعب دور الوسيط لحل الأزمة الحدودية بين الصومال وكينيا.
لم تمر أيام على تلك الأحداث ليقف آبي أحمد، في وجه تسونامي انقلاب إقليم أمهرا الفاشل، وتحديداً في 22 من يونيو/حزيران الماضي، والذي تم تصنيفه أخطر محاولة للاستيلاء على السلطة بطرق غير دستورية منذ توليه رئاسة الوزراء.
خلال هذه المحاولة الانقلابية، فقد رئيس الوزراء الإثيوبي 5 من كبار مسؤولي الحكومة والجيش، من رفقاء درب ورجال يعتبرون قلاعا حصينة وركائز الأمن المحلي، وكان أبرزهم رئيس هيئة الأركان الجنرال سعري مكنن الذي لم يفارقه منذ تعيينه في جميع مشروعات الإصلاحات التي ينفذها بينها إعادة إصلاح وهيكلة الجيش، وإصلاحات غير مسبوقة داخل المؤسسة العسكرية.
ورغم هذه التحديات والعقبات التي واجهها آبي أحمد، حقق خلال العام الثاني من حكمه إنجازات من بينها تمكنه من إحداث تغير في حزب الائتلاف الحاكم، وأخذ بزمام مبادرة لتوسيع مساحاته بعد أن ظل حبيس 4 أحزاب رئيسية منذ تأسيسه في العام 1991، ليعلن الرجل عن حزب الازدهار الجديد والذي استوعب فيه الجميع ليكون حزبا قوميا وائتلافا جديدا لأكثر من 8 أحزاب بينها خمسة أحزاب جديدة.
وحزب الازدهار الذي يقوده رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أعلن في ديسمبر/كانون الأول الماضي خوض الانتخابات المقبلة، ويضم 8 أحزاب بينها 3 رئيسية تشكل الائتلاف الحاكم بالبلاد، وهي (الأورومو الديمقراطي، والأمهرا الديمقراطي، والحركة الديمقراطية لشعوب جنوب إثيوبيا).
وبجانب هذه التشكيلة هناك الأحزاب الموالية للائتلاف، وهي: (عفار، والصومال الإثيوبي، وجامبيلا، وبني شنقول جومز وهرر).
aXA6IDMuMjIuNzAuMTY5IA== جزيرة ام اند امز