غياب الجيش الليبي.. ثغرة تفاقم الجريمة بطرق الغرب والجنوب
مهربون ومليشيات ومرتزقة تنتعش أنشطتهم الإجرامية في طرق الغرب الليبي وجنوبه، مستفيدين من غياب الجيش الوطني، في ثغرة للفوضى والجريمة.
الطريق الرابطة بين بلديتي الشويرف (417 كم جنوب العاصمة طرابلس) وغريان (100 كلم جنوب طرابلس)، تشهد نشاطا مريبا لمجموعات المهربين والمليشيات والمرتزقة.
ويؤكد خبيران ليبيان لـ"العين الإخبارية"، أن الطريق بين جنوب البلاد وغربها ينعدم فيه أي مظهر من مظاهر الأمن، بل تحول امتداده إلى أوكار للمهربين والمليشيات وحتى المرتزقة.
ثغرة تتجلى للعيان بعد أن تمكن الجيش الوطني الليبي، بالأعوام الماضية، من ضبط كل الطرق بين جنوب البلاد وغربها، ثم تمركز لاحقا تمهيدا للمفاوضات السياسية، ما شكل مناخا ملائما للمجرمين لممارسة أعمالهم.
وتعتبر الطريق الرابطة بين بلدة الشويرف وبني وليد والمعروف بـ"طريق النهر"، مسلكا تتخذه العصابات لتهريب البشر والوقود والسلع.
وعلى هذه الطريق، يتعرض العديد من المهاجرين من جنسيات مختلفة للخطف، لتتم المساومة على إطلاق سراحهم فيما بعد، أو سرقتهم في الطريق قبل تركهم بلا مدخرات.
أوكار جريمة
علي الطرشاني، الخبير الأمني و الناطق باسم الغرفة الأمنية المشتركة - سبها، قال إن "الطريق بين جنوب البلاد وغربها ينعدم فيها أي مظهر من مظاهر المجاهرة بالأمن، وتحول امتدادها إلى أوكار للمهربين والمليشيات وحتى المرتزقة".
وأَضاف الطرشاني أن الجيش الوطني الليبي تمكن، في الأعوام الماضية، من ضبط كل الطرق بين جنوب البلاد وغربها، قبل أن يعيد تمركزه تمهيدا للمفاوضات السياسية، وهذا ما جعل المجرمين يجدون مناخا مناسبا لممارسة أعمالهم.
وأكد الخبير الأمني على ضرورة نشر دوريات مكثفة على الطريق الرابطة بين بلديتي الشويرف وغريان نظرا لما تشهده من نشاط مريب لمجموعات المهربين والمليشيات والمرتزقة.
وطالب الطرشاني أعيان المناطق بضرورة تفعيل الأمن الشعبي والتنديد بالظواهر السلبية، ومساعدة قوات الجيش الليبي في حال وصلوا بدورياتهم إلى نقاط محدودة باتجاه الغرب.
من جانبه، قال عيسى عثمان، أحد أعيان المنطقة الجنوبية، إن الدين الإسلامي ينهى عن قطع الطريق والحرابة، ما يعني أن ما يحدث تصرفات لا أخلاقية ولا تمت لأصالة الليبيين بصلة.
وطالب عثمان، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أهالي بلدة الشويرف بضرورة وضع حد للتجاوزات، مشددا على أن بلدية المنطقة وأجهزتها الأمنية وحكمائها مسؤولون تاريخيا عن تأمين الطريق، ووقف الاعتداء على عابري السبيل وسلب أموالهم وحتى قتلهم، كما حدث في اليومين الماضيين.
واختتم عثمان معتبرا أن "هذه الإعمال يندى منها الجبين"، مطالبا بالاستعانة بجهات أمنية من خارج المنطقة للحفاظ على الأمن.
شهادة مختطف
"العين الإخبارية" تمكنت من التواصل مع أحد المختطفين المحررين من جنسية أفريقية، حيت أكد انه تم اختطافه بعد بلدة الشويرف مع مجموعة كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين.
وأضاف: "بقيت لمدة خمسة أيام لا أعلم أين أنا، كنت الصيف الماضي في سجن صغير جدا لا يحتوي على نافذة، وبقيت هناك حتى أخلوا سبيلي بعدما أخذوا كل ما بحوزتي من نقود وهاتف وسلبوني حتى الملابس.
ومنذ انسحاب الجيش الوطني الليبي من المنطقة الغربية، تحولت الطريق الرابطة بين العاصمة طرابلس وجنوب البلاد إلى مسلك للمهربين وتمركز للمليشيات التي تفرض الإتاوات على المواطنين و الأجانب.
aXA6IDMuMTIuNzMuMTQ5IA== جزيرة ام اند امز