أبو بكر سالم الذي لعب بالمقامات.. وثاني أفضل صوت في العالم

قد يُغيب الموت أبو بكر سالم، ولكن ذكراه حضرة وأغنياته يشدو بها العالم العربي، وصوته ما زال يصدح كأفضل صوت في العالم، وفي ذكرى وفاته نعود إلى فنه لنتذكر إخلاصه وتفانيه.

من تريم إلى عدن، ومنها إلى بيروت وجدة القاهرة، طاف أبو بكر سالم في أنحاء الوطن العربي يمتع الجمهور بصوته القوي الذي يخترق الطبقات السبع، أطرب وكتب ولحن، واستطاع إجادة كل ألوان الغناء. آمن أبو بكر سالم بموهبته، كما ساعد المواهب الشابة وقدم أصواتا للساحة الفنية العربية. مع حلول ذكرى وفاته السابعة نعود إلى تريم.

الفنان الحضرمي أبو بكر سالم

في مدينة "تريم" بحضرموت في اليمن، ولد أبو بكر سالم بن زين بن حسن بن محمد بن إبراهيم بن عيدروس بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن بلفقيه في 17 مارس/ آذار عام 1939، بنسب يعود إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

توفي والده وهو بعمر 8 أشهر، ولم تتزوج والدته وعاش معها في كنف جده. في طفولته أظهر أبو بكر نبوغا في اللغة العربية وحبًا للشعر، قرر أن يلتحق بمعهد المعلمين، ثم عمل مدرسًا للغة العربية لمدة 3 سنوات، ومع تعلقه بالغناء اتجه إلى مدينة عدن ليجد ما يبحث عنه، فكان مشاركا في تكبيرات العيد، كما عمل في إنشاد الموشحات الدينية.

• الشيخ طه الفشنى «كروان» الإذاعة المصرية وصاحب الحنجرة الذهبية

التقى أبو بكر سالم في عدن بنجوم الشعر والفن العربي مثل: الشاعر لطفي جعفر أمان، والفنان أحمد بن أحمد قاسم، ومحمد سعد عبد الله، ومحمد مرشد ناجي، والشاعر والإعلامي فضل النقيب ، وتقدم إلى الجمهور اليمني من خلال حفلاته الموسمية، وكتب أولى أغنياته "يا ورد محلى جمالك"، وهو بعمر 17 عاما.

استمرت نجاحات أبو بكر سالم، وحان الوقت لينقل فنه إلى مكان جديد، فتوجه إلى لبنان عام 1958، حيث عقد عدة ثنائيات فنية مميزة، ومع نجاحه المستحق قرر الاستقرار في بيروت، ولكنه اضطر لمغادرتها مع نشوب الحرب انتقل إلى الكويت ومنها إلى المملكة العربية السعودية ، التي منحته جنسيتها.

• محمد المكي إبراهيم.. شاعر السودان يترجل عن صهوة الحياة

أشهر أغاني أبو بكر سالم

تنوعت الأعمال الفنية التي قدمها أبو بكر سالم، فمن الغناء الحضرمي إلى العدني والصنعاني، حتى استطاع أن يمنح الأغنية الخليجية هوية حقيقية، ونال على مدار مسيرته الفنية كثير من الأوسمة والجوائز التي تقدر مساهماته ومكانته، ومنها:

• اختياره ثاني أفضل صوت في العالم من قِبل منظمة اليونسكو.
• الأسطوانة الذهبية من أثينا عن ألبومه "إمتى أنا أشوفك" كونه باع أكثر من 4 ملايين نسخة,
• وسام تقدير من نادي الطلاب السعوديين بالقاهرة.
• وسام الفنون من الدرجة الأولى للفنون من رئيس الجمهورية اليمنية علي عبد الله صالح.
• وسام تقدير من مهرجان حفلات الأندلس في الكويت.
• شهادة الدكتوراه الفخرية في الآداب والفنون من جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا.
• تم إصدار طابع بريدي في اليمن يحمل صورته واسمه.
• تكريم من لبنان باليوبيل الذهبي له بعنوان 50 سنة من العطاء الفني في سماء الأغنية العربية.
• منحته شركة روتانا الأسطوانة الذهبية للإنجازات الفنية التي حققها خلال مشواره الفني.

قدم أبو بكر سالم ما يقرب من 55 ألبوما غنائيا، أما أشهر أغانيه، فتضم:

•  (خاف ربك)
• (يا حبيبي يا خفيف الروح)
• (سهران ليلي طويل)
• (أعيش لك)
• (ليلة في الطويل)
• (24 ساعة)
• (أنا يا قلبي)
• (اسكتي يا جراح)

سبب وفاة أبو بكر سالم

بعد صراع طويل مع مرض الشيخوخة لزم أبو بكر سالم منزله، وظهر على كرسي مدولب في بعض الأحيان، حتى اشتد عليه المرض ورحل يوم 10 ديسمبر/ كانون الأول عام 2017 عن عمر ناهز 78 عاما.