ذكرى ميلاد مديحة يسري الـ 106.. مسيرة فنية خالدة من الزمن الجميل
لقبت بـ "سمراء الشاشة العربية"، بحضورها اللافت الجذاب، وجمالها الطبيعي النقي، الأمر الذي جعل مديحة يسري ملكة قلوب المصريين برحلة فنية خالدة ومخلصة.
من البداية، كانت تعلم مديحة يسري أن الفن هو طريقها الذي لم يكن عليها أن تختاره، كأنه قدرها، فعلى مدى مسيرتها الفنية السينمائية والتلفزيونية كانت تعمل بإخلاص وتجتهد لتقدم ما يرضي جمهورها ويعبر عن احترامها لفنها، فظلت محتفظة بمكانتها واكتسبت بثقة محبة الجمهور ووفائه.
وفي ذكرى ميلاد مديحة يسري نستعيد مسيرتها الفنية وحياتها الشخصية التي جاءت محملة بكثير من الأحزان والمفاجأت.
أهم المعلومات عن مديحة يسري
ولدت باسم "غنيمة خليل حبيب علي" في حي الأزهر بالقاهرة، يوم 3 ديسمبر/ كانون الأول عام 1918، كانت والدتها سيدة مصرية من الشرقية، أما والدها فكان من أصول تركية ويعمل مهندسا بهيئة السكك الحديدية.
انتقلت أسرة مديحة يسري مع أسرتها إلى حي شبرا في وسط القاهرة، حيث التحقت بمدرسة شبرا الابتدائية، ثم مدرسة الفنون الطرزية، وظهر اهتمامها خلال سنوات الدراسة بالتمثيل، فكانت ترأس فريق التمثيل وتهوى مشاهدة الأفلام السينمائية وترى في نفسها "جريتا جاربو" المصرية.
وعبر صدفة في حديقة مقهى جروبي الذي كان حينها ملتقى للمثقفين، التقت مديحة يسري بالمخرج مكتشف الوجوه الجديدة "محمد كريم"، الذي عرض عليها فرصة الظهور السينمائي في فيلم "ممنوع الحب" عام 1942، فور أن رأى وجهها الناضج بالحياة وملامحها المصرية وضحكتها الساحرة.
أفلام مديحة يسري
عرضت مديحة يسري على والدها ما قاله المخرج محمد كريم، لم يقف أمام رغبتها في التمثيل، ولكنه أخذ منها عهدًا بالالتزام والحكمة والإخلاص لأصولها، وهو ما أوفت به مديحة يسري، فلم تحد عن هدفها يومًا.
كان حضورها لافتا في أول أعمالها الفنية، ووقتها اقترح عليها الموسيقار محمد عبد الوهاب تغيير اسمها عند الولادة من "غنيمة" إلى "مديحة يسري" من اليُسر، وبعدها اشتركت في تقديم فيلم قصير بالتعاون مع وزارة الصحة باسم "العامل"، وكان فيلما توعويًا خلال الحرب العالمية الثانية مدته 5 دقائق.
استمرت مشاركات مديحة يسري الفنية، وكان فيلم "أحلام الشباب" هو أول بطولة لها مع فريد الأطرش، وتوالت أعمالها الفنية المميزة، ومنها:
- "تحيا الستات"- 1944
- "أحلام الحب"- 1945
- "النائب العام"- 1946
- "المستقبل المجهول"- 1948
- "كيد النساء"- 1950
- "الأفوكاتو مديحة"- 1950
- "من أين لك هذا"- 1952
- "حياة أو موت"- 1954
- "الخطايا"- 1962
- "خلي بالك من جيرانك"- 1979
- "الإرهابي"- 1994
كانت مديحة يسري تخلق لنفسها مكانة مميزة وأدوار تناسبها في كل فترة من حياتها، وفي عقد التسعينات وأوائل الألفينات اتجهت إلى الدراما التلفزيونية، واشتركت في مسلسلات ناجحة، من بينها: "هوانم جاردن سيتي"، و"قلوب حائرة"، ويحيا العدل"، وآخرها مسلسل "قلبي يناديك" عام 2004، الذي اعتزلت الفن من بعده حتى وفاتها.
أزواج مديحة يسري
تزوجت مديحة يسري في البداية من المطرب والمنتج محمد أمين، ولكنهما انفصلا بعد ثلاث سنوات، تزوجت بعدها من الطيار أحمد سالم وانفصلت عنه بعد فترة وجيزة، ثم تزوجت من الفنان محمد فوزي وكانا يشكلان معا ثنائي جذاب ومحب، فلقد قدما معًا عددا من الأفلام الناجحة، وأسسا شركة الإنتاج "مصر فون".
بعد عشر سنوات من الزواج، انفصلت مديحة يسري عن محمد فوزي مع وجود كثير من التخمينات أن الخيانة هي السبب، وكان حصيلة هذا الزواج ابنهما الوحيد "عمرو"، الذي رحل في حادث سيارة مأساوي، بينما كانت آخر زيجاتها من الشيخ إبراهيم سلامة الراضي، ولكنها انفصلت عنه بعد فترة.
سبب وفاة مديحة يسري
بعد آخر أعمالها عام 2004، كانت مديحة يسري تظهر في المهرجانات العالمية والعربية، وكضيفة في البرامج التلفزيونية، حتى قررت الاعتزال عام 2012، واختفت من الظهور العام حتى رحلت بعد اشتداد أمراض الشيخوخة عليها أثناء تواجدها في مستشفى المعادي العسكري، صبيحة يوم 30 مايو/ آيار 2018.