عماد حمدي.. أكل «الاكتئاب» روحه واعتنت به طليقته في آخر أيامه
لم تكن النهاية مثل البداية، فالحياة الفنية التي بدأها عماد حمدي بالصدفة والحظ وكثير من التوفيق والشعبية، انتهت بشكل مأساوي، بعد الإفلاس والحزن والاكتئاب، ثم الموت.
اشتهر بجملته "مساء الخير يا نينة"، التي اعتاد قولها في بعض أفلامه، ولكنها لم تخلد وحدها مسيرته الفنية الطويلة، فما زالت طلّة عماد حمدي ذكرى لسنوات طويلة من دراما الزمن الجميل، الذي صنع أهم أفلامه بنفسه، واكتسب بشعبيته الجارفة لقب "فتى الشاشة الأول"، لكن الشباب لم يدم، والحياة بهمومها ومصائبها أثقلت على عماد حمدي في سنواته الأخيرة.
مسيرة الفنان عماد حمدي
مع الاحتفال بذكرى مولد الفنان المصري عماد حمدي في هذا اليوم 25 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1909، كانت الولادة والنشأة في سوهاج، والدته فرنسية – كما ترجح بعض المصادر-كانت تهوى الفن والموسيقى، ووالده كان موظفًا، كان له 8 أخوة وأخوات من بينهم شقيق توأم.
سبقه شقيقه التوأم "عبد الرحمن" إلى التمثيل بالمشاركة في فيلم "عايدة"، الذي يعتقد كثيرون أن عماد حمدي هو الذي شارك به، ولكن قرر توأمه أن يكتفي بعمل واحد، وفُتحت الساحة الفنية لعماد حمدي في أثناء عمله باستديو مصر، عندما اختاره المخرج كامل التلمساني لبطولة فيلم "السوق السوداء" عام 1945 بالصدفة، ورغم عدم نجاح الفيلم عاود التجربة مرة أخرى.
تعلّم عماد حمدي فن الإلقاء على يد الفنان عبد الوارث عسر، واهتم بأن يستغل الفرصة التي أتيحت له، فشارك في فيلم "دايما في قلبي"، وتوالت بعده مشاركاته الفنية في أعمال ظهر فيها بأدوار متنوعة، كما جمعته ثنائيات ناجحة بفنانات أخريات، مثل: مديحة يسري، وشادية، وفاتن حمامة.
كم عدد أفلام عماد حمدي؟
تخطت الأعمال الدرامية التي قدمها عماد حمدي 280 فيلم ومسلسل، من شاب يسعى لتزوج حب حياته، إلى شخصية مرموقة تمتلك رؤية وتصحح أوضاعًا اجتماعية، ثم الأب الذي يحاول تزويج بناته دون ديون، والأخ الأكبر الأكثر حكمة، فقدم الدراما والكوميديا، وبرع في الأدوار البسيطة والمعقدة، كما ظهر ضيف شرف وبطل، ونتذكر من أعماله:
- فيلم "ليت الشباب"- 1948
- فيلم "البيت الكبير"- 1949
- فيلم "من غير وداع"- 1951
- فيلم "سيدة القطار"- 1952
- فيلم "الحرمان"- 1953
- فيلم "حياة أو موت"- 1954
- فيلم "لن أبكي أبدًا"- 1957
- فيلم "قلب من ذهب"- 1959
- فيلم "الرباط المقدس"- 1960
- فيلم "المراهق الكبير"- 1961
- فيلم "خان الخليلي"- 1966
- فيلم "ميرامار"- 1969
- فيلم "ثرثرة فوق النيل"- 1971
- فيلم "الكرنك"- 1975
- فيلم "أم العروسة"- 1976
- مسلسل "إلا الدمعة الحزينة"- 1979
كان آخر الأعمال التي شارك بها الفنان عماد حمدي هو فيلم "سواق الأتوبيس" عام 1982.
زيجات عماد حمدي
جرّب الفنان عماد حمدي الزواج أكثر من مرة، الاولى من الراقصة حورية محمد، التي لم يستمر زواجه بها طويلا، لينفصل عنها ويتزوج فتحية شريف التي كانت تعمل في فرقة نجيب الريحاني، فكان آخر ما قدمته أوبريت "عزيزة ويونس"، واعتزلت لتتزوج من عماد حمدي وتنجب منه ابنه "نادر".
بعد 8 سنوات، انفصل عماد حمدي عن زوجته، ثم تزوج من الفنانة شادية رغم فارق العمر بينهما، ولم تمر سوى 3 سنوات على هذه الزيجة حتى انتهت بسبب غيرة عماد حمدي، ثم حدثت آخر زيجاته من الفنانة نادية الجندي، التي أصرت على زواجه رغم أنه يكبرها بأكثر من 20 عامًا.
أنتج عماد حمدي لنادية الجندي فيلم "بمبة كشر"، الذي تسبب له بالإفلاس- كما تُرجح كثير من المصادر- وأنجبت نادية الجندي له طفله الثاني "هشام"، ثم كان الطلاق بعد 12 عامًا، وذكر ابنه نادر أن والده فقد أمواله بسبب نادية الجندي، وأنها أرغمته على نقل ملكية شقته بالزمالك لها، في حين رفضت هذه الإدعاءات وأكدت أن علاقتها بعماد حمدي ظلت جيدة حتى بعد الانفصال، وأنها عانت من غيرته الشديدة.
كيف مات عماد حمدي؟
بعد إفلاسه وزوال ماله، عمل قليلا في السينما، ولكن بعد وفاة شقيقه التوأم، مرض عماد حمدي ولم يقو على مواجهة الحياة، فاعتزل العالم ولزم فراشه لثلاث سنوات بعد أن أصابه الاكتئاب وفقد بصره، فقامت برعايته طليقته ووالدة ابنه فتحية شريف، حتى رحل في 28 يناير/ كانون الثاني عام 1984.