هي أبوظبي الرسالة، بحكومتها التي تبدلت الأسماء فيها على مدى خمسين عاماً، ولكن تكاملت عبرها الأدوار وتراكمت التجارب.
بقيادة حكيمة لنا فخر الولاء لها والوفاء لمنجزها الريادي عبر السنوات الخمسين الماضية، استطاعت عاصمتنا الغالية أبوظبي وإمارتها الممتدة الأطراف بين الغويفات وليوا والعين وسيح شعيب، أن تقدّم للعالم نموذجاً نهضوياً إماراتياً متميزاً.
بأسماء ثلاثة لزايد وخليفة ومحمد، محفورة في الذاكرة والحاضر، ومنقوشة بالذهب على أوراق القلوب وطيات الوجدان، وبأعوام 50 مرت في أجيال متعاقبة، أثبتت حكومة أبوظبي بتوجيهات قيادتنا الرشيدة، التزامها بالحفاظ على نهضة الإمارة اقتصادياً ومعرفياً وعلمياً، وحماية هوية الإمارة الثقافية وأصالتها ورسالتها الحضارية المؤمنة بالحياة، واستحقت عنها دخولاً مقتحماً إلى العالمية بسلاح الانفتاح والتسامح والحوار الثقافي مع الآخر والتبادلي المعرفي والحضاري، فباتت العاصمة تحتضن لوفر باريس وغوغنهايم نيويورك وكبريات فرق الأوبرا العالمية، والبقية تأتي.
نعم، مواطنون ومقيمون وزوار سياح من جهات الكون الأربع، اجتمعنا في ربوعها الآمن لننعم بسماء وهواء وواحات وجمال، وبنية تحتية مدنية حداثية صارت مضرب مثل تحتذيه الأمم، نضاهي بها كبريات مدن العالم وحواضره، بأرقى منصات الرياضات العديدة، ومدن الترفيه العالمية، ومراكز العلاج والاستشفاء، وحواضن التعليم ومؤسسات الفنون.
هي أبوظبي الرسالة، بحكومتها التي تبدلت الأسماء فيها على مدى خمسين عاماً، ولكن تكاملت عبرها الأدوار وتراكمت التجارب، وبات الإنجاز واضحاً جلياً يعزّز عالمية الإمارات وحضورها في المحافل الدولية، ويُبرز أبوظبي وجهةً ثقافية سياحية عالميةً، كما يعدُ بالكثير في مجال الاقتصاد البديل والاستدامة والتنمية البشرية والصناعية، وصولاً إلى الطاقة النظيفة والطاقة النووية البديلة.
وإضافةً إلى ما تقدّم، أشيرُ إلى أنّ السلاح الفكري الأمضى والأقوى هو سلاح المعرفة التي عملت عليها حكومة أبوظبي بتعاقب فتراتها ومسؤولياتها؛ اذ أثبتت إمارتنا دورها الحواري العالمي فباتت منصة كلّ قمة حكومية ولقاء عالمي، أو مؤتمر بحثي أو ملتقى تخصصي، أو ندوة أو منتدى أو مشروع إصلاح وإعمار وبناء فكر وخير إنسان ونفع إنسانية، وغيرها من الإنجازات التي لا حصر لأعدادها.
هي حكومة أبوظبي التي نحتفل اليوم بيوبيلها الخمسين، تأسست على مبادئ وطنية عليا لم تكن يوماً قابلة لأي جدل، تضع الإعجاز في الإنجاز عنواناً لها، حكومةٌ شعارها الإيمان بالإنسان والوطن وعمادها القيم المعنوية التي رسخت في عقله وضميره لا من خمسين عاماً أو قبلها بقليل فحسب، بل لمئات السنين الممتدة وصولاً إلى حضارة الأفلاج والواحات في المنطقتين الشرقية والغربية من الإمارة، قيمٌ لريادة الحاكم ومسؤولية القائد، ومعايير للتميز الحكومي والأداء الوظيفي الرسمي، زادها الصدق والعطاء والتضحية، ورائدها خدمة الإمارة ومصلحة أهلها وبنيها.
لم يأت كلّ ذلك من الفراغ، فقيادتنا حثتنا دوماً على التعاون المثمر البناء، وتسخير الذات في خدمة الجماعة، ولم يقتصر هذا الدور على المواطنين من أبناء الإمارات، بل زرعت قيادتنا بمنظومة ريادتها وأخلاق تعاملها الحليم والحكيم، في نفوس الوافدين قبل المواطنين الانتماء إلى المشروع الحضاري لأبوظبي، والاعتزاز بالتنوع الثقافي رافداً أصيلاً للاندماج في العالمية بنزعة إنسانية عليا.
وقيادتنا الرشيدة دعتنا إلى بذل المزيد من الجهود البناءة وطلب المزيد من المعرفة الخلاقة، والإيمان بوحدة كل أبناء الشعب وفئاته: جنوداً، رجالاً، نساءً، موظفين، عاملين، متعلمين ومبدعين، لنكون منخرطين في منظومة التميز للإمارة بمنجز جبار كقوة بشرية فعالة، جبارة في خدمة الإنسانية وخدمة الوطن، صاحبة موقف وانتماء للعروبة، صديقة لجميع بلدان العالم المحبة للسلام والمنفتحة على التعاون، حتى باتت أبوظبي مهد كل إبداع، وموطن كل ابتكار، وملتقى أديان وحضارات وثقافات، برصيد 50 عاماً من الإنجازات، وأكثر.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة